فرنسا تختبر قنبلة تزن 1000 كيلوجرام لتنفيذ ضربات استراتيجية

كشفت المديرية العامة للتسليح في فرنسا عن لقطات نادرة لاختبار “مذهل” أُجري في بيسكاروس، داخل مركز اختبار الصواريخ والخبرة التابع لها، مطلع الشهر الجاري.
وتضمن الاختبار، كجزء من حملة اختبار فريدة من نوعها، قنبلة تزن 1000 كجم، يتم دفعها على شريط سكة حديدية بطول 2 كيلومتر، بهدف اختبار محاكاة الظروف التي سيتم فيها إطلاق مثل هذا السلاح بواسطة طائرة مقاتلة أثناء التشغيل، وفق موقع Army Recognition.
وتضمَّن الاختبار التقني عالي المستوى إطلاق القنبلة عبر مسافة 2 كيلومتر، ومحاكاة السرعة، والتسارع اللذين قد تختبرهما أثناء إطلاقها على ارتفاعات عالية.
وكان الغرض من الاختبار محاكاة الظروف التشغيلية الحقيقية للقنبلة، ما يسمح بقياس أدائها، وتحليل القوى المؤثرة على السلاح في مراحل مختلفة من إطلاقه.
قنبلة تزن طنّاً
ويوفر موقع بيسكاروس، الذي يعد مناسباً بشكل خاص لمثل هذه الاختبارات، نظراً لمرافقه المتخصصة وبيئته الآمنة، بيئة مثالية لإجراء هذه التجارب.
وسمح شريط السكة الحديدية الذي يبلغ طولها كيلومترين، والتي تم دفع القنبلة عليه بمحاكاة دقيقة لديناميكيات الأسلحة أثناء إطلاقها في الجو.
وتعتبر مثل هذه التجارب بالغة الأهمية لضمان موثوقية وسلامة أنظمة الأسلحة، وخاصة الذخائر الثقيلة، والتي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة عند استخدامها في القتال.
ورغم “ندرة” هذا النوع من الاختبارات نسبياً، فإنه يشكل عنصراً أساسياً في عملية التحقق من صحة التقنيات العسكرية الجديدة، ويمكّن مهندسي إدارة الأسلحة من جمع بيانات بالغة الأهمية عن سلوك الذخائر عالية السرعة، وضبط معايير تصميمها لتلبية احتياجات القوات المسلحة.
ويمكن استخدام السلاح الذي تم اختباره خلال هذه التجربة في مهام الضربات الاستراتيجية.
وبناءً على نتائج هذه الاختبارات، ستتمكن فرنسا من تحديد الظروف المثلى لدمج هذه الأسلحة في المنصات الجوية وضبط أداء أنظمة التوجيه لتحقيق أقصى قدر من فعالية الضربات.
الاختبارات العسكرية في فرنسا
وتمثل الاختبارات التي أُجريت في بيسكاروس خطوة مهمة في تنفيذ هذه التقنيات الحربية الجديدة، فضلاً عن أنها توضح كيف تواصل المديرية العامة للتسليح دفع حدود قدرات القوات المسلحة الفرنسية، وخاصة في مجالات الدقة وقوة الضرب.
ومن خلال حملة الاختبارات، تثبت المديرية العامة للتسليح الفرنسية التزامها بتطوير أنظمة أسلحة أكثر كفاءة وفعالية.
ويأتي هذا الاختبار في إطار السياق الاستراتيجي لتحديث القوات المسلحة الفرنسية، بما يتماشى مع مشاريع الابتكار التكنولوجي للجيش.
كما يسلّط الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على قدرات الاختبار المتقدمة لمحاكاة ظروف القتال الحقيقية بأكبر قدر ممكن من الدقة، وبالتالي ضمان إعداد أفضل وفعالية في الميدان.
ويمثل اختبار هذه القنبلة على سكة حديدية إنجازاً بالغ الأهمية في الاختبارات العسكرية في فرنسا، ويؤكد على أهمية المحاكاة الأرضية لتحسين دقة وموثوقية الأسلحة الحديثة.
ويتوقع أن توفر هذه التجربة رؤى أساسية لمهام الدفاع المستقبلية، وتطور الاستراتيجيات العسكرية الفرنسية.