اخر الاخبار

فرنسا تستعين بالطاقة النووية لإنشاء أكبر مرافق الحوسبة

تخطط الحكومة الفرنسية للتعهد بتخصيص دفعة من جيجاوات الطاقة النووية، لإنشاء مشروع يهدف لإنتاج أكبر مرافق الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية عام 2026، وذلك وسط توقعات بأن يكلف عشرات المليارات من الدولارات، بحسب ما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وبالإضافة إلى مشاريع حوسبة الذكاء الاصطناعي الفرنسية الأخرى التي تم الإعلان عنها حديثاً والتي تم تمويلها من قبل شركة “بروكفيلد” لإدارة الأصول والمستثمرين من الشرق الأوسط، فإن الخطط من شأنها أن توسع بشكل كبير قدرات الحوسبة بالذكاء الاصطناعي في أوروبا لمنافسة التوسع الهائل في الولايات المتحدة. 




وقالت “بروكفيلد”، إنها تخصص 20 مليار يورو لمشاريع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في فرنسا، بما في ذلك مراكز البيانات التي تأمل أن تصل إلى 1.5 جيجاوات من الطاقة بحلول نهاية العقد.

وتعد المشاريع جزءاً من موجة استثمارات بقيمة 113 مليار دولار، أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة الذكاء الاصطناعي التي تنطلق الاثنين، في العاصمة باريس.

منافسة مشروع Stargate

ويهدف المشروع الفرنسي إلى توصيل أول دفعة من الطاقة بقدرة 250 ميجاواط بشرائح الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية عام 2026، ما ينافس مشروع “ستارجيت” Stargate في الولايات المتحدة، المدعوم من “سوفت بنك” وOpenAI، والذي يبدأ يتغذى في البداية على 200 ميجاواط من الطاقة، مع خطط للتوسع إلى 1.2 جيجاواط.

وقالت شركة “فلويد ستاك” FluidStack، التي تقود مجموعة الذكاء الاصطناعي التي تعمل بالطاقة النووية في فرنسا، إنها تهدف إلى بدء البناء في الربع الثالث.

ولتمويل الشريحة الأولى من البناء، قالت الشركة إنها تخطط لتأمين قروض بقيمة 10 مليارات يورو، أو 10.3 مليار دولار، لافتة إلى أن المحادثات مستمرة مع بعض أكبر مطوري صناعة الذكاء الاصطناعي في العالم حول استخدام المنشأة الجديدة، والتي يمكن أن تستوعب حوالي 120 ألف شريحة ذكاء اصطناعي من “إنفيديا” في مرحلتها الأولى وحوالي 500 ألف بحلول عام 2028، إذا تم بناء الموقع بالكامل. 

وقالت الشركة إنها قد تتوسع إلى منشأة بقدرة 10 جيجاوات، أي أكبر بعشر مرات، بحلول عام 2030، لافتة إلى أنها على اتصال منتظم مع “إنفيديا” بشأن المشروع، وغير قلقة بشأن القدرة على تمويل الرقائق. 

وكانت شركات الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل CoreWeave، رائدة في توفير أدوات تمويل جديدة مؤمنة برقائق “إنفيديا” وتعاقدات مع مطوري الذكاء الاصطناعي، لجمع مليارات الدولارات لمراكز البيانات الجديدة، الأمر الذي قالت FluidStack إنها تخطط للقيام به أيضاً.

طاقة هائلة

وتتطلب الحوسبة القائمة على الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة، حيث تنفق شركات التكنولوجيا الكبرى مليارات الدولارات لبناء مجموعات ضخمة من الرقائق القائمة على الكهرباء. 

وهذه الرقائق، التي تصنعها “إنفيديا” في الغالب، تعد العمود الفقري لازدهار الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم بالعمليات الحسابية التي تقوم عليها نماذج الذكاء الاصطناعي.

وتشير تقديرات مجموعة الأبحاث Epoch AI إلى أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً، تم تدريبها في مراكز البيانات باستخدام حوالي 30 ميجاواط من الكهرباء، لكن بحلول عام 2030، قد تحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة إلى أكثر من 5 جيجاواط من الكهرباء، وهي كمية بحجم مدينة مانهاتن.

وأثار ظهور تطبيق “ديب سيك” DeepSeek، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني الصنع يُزعم أنه تم بناؤه باستخدام شرائح أقل بكثير من منافسيه، شكوكاً حول الحاجة إلى مجموعات من الشرائح التي تضخمت إلى مئات الآلاف. 

لكن “إنفيديا”، قالت إن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، سيتطلب المزيد من شرائحها، وتمضي شركات التكنولوجيا الكبرى قدماً بإنفاق غير مسبوق عليها.

ويعزز مشروع الذكاء الاصطناعي الدفعة التي بذلها ماكرون منذ فترة طويلة، والذي سعى إلى توسيع قوة الحوسبة في الذكاء الاصطناعي في فرنسا. والعام الماضي، قال في اجتماع مغلق للمديرين التنفيذيين الذين زاروا فرنسا، لمناقشة الاستثمارات، إن “الكهرباء منخفضة الكربون والتنافسية هي واحدة من مزايانا التنافسية للذكاء الاصطناعي”.

أوروبا في الطليعة

وتنتج فرنسا، التي تملك 57 مفاعلاً عبر 18 محطة، أكثر من ثلثي كهربائها من الطاقة النووية، كما أنتجت العام الماضي حوالي خمس الكهرباء أكثر مما استهلكته، في حين تصدر الباقي.

وإذا اكتمل المشروع الفرنسي، فإنه يمكن أن يرجح كفة تطوير الذكاء الاصطناعي نحو فرنسا وأوروبا، حيث أن بعض الشركات الأوروبية، بما في ذلك Mistral AI الفرنسية، تعد في طليعة الشركات الرائدة بمجال الذكاء الاصطناعي، كما تستضيف القارة مختبرات تديرها شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة التي تساهم في أبحاث الذكاء الاصطناعي. 

لكن أوروبا كانت إلى حد كبير على الهامش، حيث قادت الشركات الأميركية الكبرى مثل OpenAI و”مايكروسوفت” و”أوراكل” و”إنفيديا”، طفرة الذكاء الاصطناعي. 

وكانت الإمارات وفرنسا، وافقتا الخميس، على بدء الاستثمارات بهدف إنشاء حرم جامعي للذكاء الاصطناعي في فرنسا، والذي سيستخدم أيضاً جيجاوات من الكهرباء.

وفي وقت يحطم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب حواجز حماية وقيود وضعها سلفه لتعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة، زاد الضغط على الاتحاد الأوروبي لاتباع نهج أكثر تساهلاً في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في إبقاء الشركات الأوروبية في طليعة سباق التكنولوجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *