أعلن الجيش الفرنسي، الجمعة، اعتراض 5 طائرات مسيرة، حلقت فوق قاعدة غواصات نووية على ساحلها الشمالي في المحيط الأطلسي، في حين لا تزال أوروبا في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي تدخل أجنبي في مواقع حساسة، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وأكدت وزيرة الدفاع الفرنسية، كاثرين فوتران، وقوع الحادث في شبه جزيرة “إيل لونج” في بريتاني (شمال غربي فرنسا)، قائلة: “يُحظر تماماً التحليق فوق القواعد العسكرية في بلدنا”، لافتة إلى أن مصدر المسيرات، التي تم اعتراضها مساء الخميس، “غير معروف”.

بدوره، قال المدعي العام الفرنسي، فريدريك تييه، إنه “لم يثبت وجود أي صلة بأي تدخل أجنبي فيما يتعلق بحادث القاعدة النووية”، موضحاً أن المسيرات لم تُطلق عليها نيران أسلحة نارية، بل أطلق الجيش أجهزة تشويش.

وأفادت وزارة الدفاع الفرنسية، بأن الأفراد العسكريين في القاعدة اتخذوا “رد فعل سريع ومناسب بحسب الإجراءات المعمول بها”.

وتُعدّ شبه جزيرة “إيل لونج” منطقة محمية بشدة، حيث تحتفظ فرنسا بالعديد من غواصاتها النووية، وهي جزء من ترسانة الردع النووي الوطنية.

وشهدت فرنسا حوادث في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تخريب خطوط السكك الحديدية وأعمال عنف مثل التوابيت المملوءة بالأسمنت التي وضعت عند برج إيفل، ما دفع إلى إجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كان منفذو هذه الأعمال مرتبطين بروسيا بطريقة ما.

ولم تُظهر سوى حالات قليلة ذلك بشكل قاطع، لكن فرنسا، شأنها شأن ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي شاركت في دعم أوكرانيا بعد الغزو الروسي، وأعلنت عن “حرب هجينة” مع موسكو.

تحقيقات إيرلندية

على صعيد منفصل، بدأت الشرطة الإيرلندية تحقيقاً في اقتحام طائرة مسيرة أفادت التقارير بأنها كادت أن تصيب طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله إلى دبلن، الاثنين الماضي، في زيارته الرسمية للبلاد.

ولم تُعلق الحكومة الإيرلندية وقوات الدفاع، لكن الشرطة قالت إن “وحدة المباحث الخاصة التابعة لها تُجري تحقيقاً، وستتواصل مع الشركاء الدوليين”.

وإيرلندا، الأقل إنفاقاً على الدفاع بين دول الاتحاد الأوروبي، لا تملك راداراً، ولم تُطوّر نظاماً للتصاريح الأمنية أو آليات اتصال فوق سرية، وقدراتها على التصدي للطائرات المسيرة محدودة، رغم أنها ستستضيف الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام المقبل.

في الإطار، قال إدوارد بيرك، الأستاذ المساعد في تاريخ الحرب في كلية دبلن الجامعية: “إذا كان هناك طرف خبيث يحاول التباهي بنقاط ضعف إيرلندا وثغراتها، فقد نجح”.

وأضاف: “لقد كشف رد الفعل المرتبك للغاية والمخاوف العميقة بشأن القدرات عن نقاط ضعف. لذا، للأسف، أثار هذا الحادث، سواء تم التحقق منه أم لا، تساؤلات بالغة الخطورة”.

وأصبحت تحليقات الطائرات المسيرة فوق البنى التحتية الحساسة مصدر قلق متكرر في جميع أنحاء المنطقة، ففي الدنمارك، رُصدت مسيّرات في سبتمبر الماضي تحلق فوق عدة مطارات، بما في ذلك مطارات عسكرية، وقالت السلطات إنها “لا تستبعد تورط روسيا”.

ومع تزايد تحليق المسيرات في مواقع حساسة عدة من القارة الأوروبية، أعلنت ألمانيا، الثلاثاء الماضي، إطلاق وحدة شرطية فيدرالية جديدة لمكافحة الطائرات المسيرة، في ظل تزايد المخاوف الأوروبية بشأن زيادة عدد الطائرات المسيرة المشبوهة التي تحلق فوق المواقع العسكرية ومنشآت البنية التحتية الحيوية. 

شاركها.