فرنسا توجه رسالة لإسرائيل وتدعو إدارة الشرع لتعزيز السلم الأهلي

قالت وزارة خارجية فرنسا، اليوم الخميس، في بيان: “ندعو إسرائيل إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تأجيج التوتر الطائفي في سوريا“.
فرنسا توجه رسالة لإسرائيل
وأضافت خارجية فرنسا: “ندعو جميع الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف الاشتباكات الطائفية في سوريا”.
وتابعت: “نحث السلطات السورية على بذل كل ما في وسعها لإعادة الهدوء وتعزيز السلم الأهلي”.
وتأتي تصريحات فرنسا بعد ساعات من دعوة الرئيس الروحي لطائفة الدروز في سوريا حكمت الهجري إلى حماية دولية وكذلك بعد رد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على هكذا دعوات.
الهجري يدعو لحماية دولية
وفي وقت سابق من اليوم، أوضح الهجري في بيان أنه كان ينتظر أن يُعلن عن حكومة مدنية تضمن الحريات وتحترم التعدديّة لصالح مجتمع متوازن وآمن، ضمن رؤية حضارية مبنية على الفكر، لا مركزية.
وأردف: “لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة، لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، ثم تقول لاحقًا إنها عناصر منفلتة. ولا نثق بوجود القوات الحكومية لأنها آلات قتل دموية، وتزييف حائق بتكفير طائفي”.
وزاد: “طلب الحماية الدولية هو حق مشروع بالنسبة لشعب قضت عليه المجازر. ندعو المجتمع الدولي لعدم التجاهل لما يحصل من أهوال”.
الشيباني يرد على الهجري
وردا عليه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: “إننا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا نؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض، وأن نبذ الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية ومجتمعية لحماية نسيجنا الاجتماعي والتاريخي المتنوع”.
وأضاف في سلسلة تغريدات عبر صفحته على منصة إكس:” أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أجندات لا علاقة لها بتطلعات الشعب السوري”.
وتابع:” ومن هنا، فإن من يدعو إلى مثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام”.
وأردف الشيباني:” نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبني دولة قوية دون إرادة شعبية وطنية حقيقية”.
إسرائيل توجه رسالة تحذيرية لإدارة الشرع
كما يأتي بيان فرنسا بعد أن وجهت إسرائيل يوم أمس الأربعاء، رسالة لإدارة الرئيس السوري أحمد الشرع، وجاء في بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع كاتس: “الجيش نفذ عملية تحذيرية وهاجم مجموعة متطرفة كانت تستعد لمهاجمة الدروز بصحنايا في سوريا”.
وأضاف البيان: “وجهنا رسالة إلى النظام السوري بأن إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز”.
وأكد كاتس في كلمة ألقاها خلال أحد الاحتفالات أن العملية نُفذت بتوجيه من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع، وبالتنسيق مع رئيس الأركان الفريق أول إيال زامير. وأوضح أن الهدف كان تعطيل خطة المتطرفين لمهاجمة الدروز في بلدة أشرفية صحنايا.
كما أشار إلى أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة إلى النظام السوري، تُحمِّله فيها مسؤولية حماية الدروز ومنع تعرضهم للأذى.
وتابع قائلاً: “نحن نُكرِّم اليوم إسهامات الطائفة الدرزية العظيمة في أمن إسرائيل، ونخلد ذكرى شهدائها الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الدولة. وهذا يزيد من التزامنا بحماية الدروز في إسرائيل وإخوانهم في سوريا”.
واختتم كاتس تصريحه بالتأكيد على أن إسرائيل لن تتهاون في الدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا، انطلاقاً من الروابط العائلية والتاريخية التي تجمع بين الدروز في إسرائيل ونظرائهم في سوريا.
كيف بدأت أحداث أشرفية صحنايا؟
وشهدت بلدة أشرفية صحنايا في الغوطة الغربية بريف دمشق، خلال الساعات الأخيرة من ليل أمس الثلاثاء، تصعيداً أمنياً، بين مجموعات من فصائل المعارضة وأخرى درزية من سكان المنطقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وجاءت هذه التطورات بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لشخص من طائفة الموحدين الدروز، احتوى على عبارات مسيئة، ما أشعل موجة من الاحتقان الشعبي.
وأثار التسجيل موجات تحريض طائفي في عدة محافظات سورية، لا سيما في المدينتين الجامعيتين بحلب وحمص، قبل أن تنعكس آثار ذلك ميدانياً في مدن ريف دمشق، وفي مقدمتها جرمانا، والتي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة خلال الاشتباك، بالتوازي مع قصف مدفعي من جهة حي النسيم، طال عدداً من الأحياء السكنية، ما خلق حالة من الذعر بين المدنيين.
في حين لم تُسجل مؤشرات واضحة على التهدئة حتى الآن، رغم وجود دعوات متكررة من شخصيات محلية لتجنب المزيد من التصعيد.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية