اخر الاخبار

فرنسا: لن نقدم “شيكًا على بياض” لسوريا

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن بلاده لن تقدم “شيكًا على بياض” لسوريا، وستحكم على سوريا بناء على أفعالها.

جاء ذلك خلال مقابلة للوزير الفرنسي مع قناة “TF1” الفرنسية اليوم، الأربعاء 7 من أيار، حيث قال، إن باريس ترغب في ضمان تركيز سوريا على مكافحة الإفلات من العقاب والحد من العنف الطائفي ومواجهة تنظيم “الدولة”.

بارو أضاف أن فرنسا طلبت من الشرع القدوم إلى فرنسا، وذلك بعد تعهد الرئيس السوري بالمضي قدمًا في مكافحة الإفلات من العقاب.

ودعا الوزير الفرنسي الحكومة السورية إلى “محاسبة جميع المسؤولين عن أعمال العنف التي ارتُكبت في الساحل السوري والسويداء بحق أبناء من الطائفتين العلوية والدرزية”.

وأضاف، “إذا انهارت سوريا اليوم فسيكون ذلك بمنزلة فرش السجادة الحمراء أمام تنظيم (الدولة)”.

وتابع، “طلبنا مسبقًا من هذه الحكومة السورية معالجة قضية الأسلحة الكيماوية التي انتشرت في سوريا. وقد عولجت هذه المسألة جزئيًا. طلبنا من السلطات آنذاك الدخول في حوار مع الأكراد. وقد بدأ حوار بالفعل”.

ويتعرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لانتقادات شديدة من اليمين الفرنسي واليمين المتطرف، بسبب دعوة الشرع لزيارة فرنسا، حيث وصفت زعيمة التجمع الوطني الفرنسي، مارين لوبان، الرئيس الشرع بـ”الجهادي الذي عايش (داعش) و(القاعدة)”.

لكن وزير الخارجية الفرنسي ردّ على ذلك قائلًا، إن “مارين لوبان ليست في وضع يسمح لها بالحديث عن سوريا، فهي التي دعمت بشار الأسد، الجلاد المتعطش للدماء للشعب السوري”.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يتوجه إلى فرنسا اليوم، بدعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وقال مصدر رسمي في وزارة الإعلام لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن مسألة إعادة الإعمار وآفاق التعاون الاقتصادي والتنمية في سوريا، تأتي في مقدمة القضايا التي ستركز عليها المباحثات، ولا سيما في مجالات الطاقة وقطاع الطيران.

ولفت المصدر إلى أن المباحثات أيضًا تشمل ملفات مهمة، أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخاصة لبنان.

بدورها، قالت وكالة “رويترز” إن الشرع حصل على إعفاء من الأمم المتحدة للسفر إلى باريس، حيث لا يزال مدرجًا على قائمة العقوبات بسبب قيادته السابقة لـ”هيئة تحرير الشام”.

وقال مسؤولون فرنسيون لـ”رويترز”، إن الشرع وماكرون سيناقشان كيفية ضمان سيادة سوريا وأمنها، والتعامل مع الأقليات بعد الهجمات الأخيرة في الساحل والسويداء، وجهود مكافحة الإرهاب ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتنسيق المساعدات والدعم الاقتصادي، بما في ذلك تخفيف العقوبات.

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، “من الواضح أنه نظرًا للتحديات الهائلة التي تواجه سوريا، هناك توقعات بدعم من فرنسا ومن شركاء سوريا الدوليين الرئيسين”، مضيفًا أن باريس لم تكن ساذجة بشأن الروابط السابقة للشرع مع الجهاديين ولا تزال لديها مطالب بشأن عملية الانتقال السياسي”.

كانت فرنسا رحبت بسقوط الأسد، وعززت علاقاتها بشكل متزايد مع السلطات السورية الانتقالية، إذ عقد ماكرون مؤخرًا اجتماعًا ثلاثيًا عبر الفيديو مع الشرع والرئيس اللبناني، جوزيف عون، في إطار الجهود المبذولة لتخفيف التوترات على الحدود.

وفي نيسان الماضي، عيّنت فرنسا قائمًا بالأعمال في دمشق مع فريق صغير من الدبلوماسيين، كخطوة نحو إعادة فتح سفارتها بشكل كامل.

وعلى مدى الأشهر الماضية، لعبت فرنسا دور الوسيط بين الشرع و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بتقليص وجودها، وكان الرئيس الشرع يتطلع إلى إعادة المنطقة إلى السيطرة المركزية من دمشق.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *