دخلت اليوم الخميس، القافلة الإغاثية الخامسة إلى محافظة السويداء من قبل الهلال الأحمر السوري ومنظمات دولية، وشارك فيها لأول مرة وفد أممي دخل المحافظة للاطلاع على الواقع فيها بعد أن ساد الهدوء النسبي فيها بعد موجة عنف كبيرة انتهت باتفاق لوقف القتال برعاية دولية.
ومنذ مساء 19 يوليو/تموز الجاري، يسود في محافظة السويداء اتفاق لوقف إطلاق النار، عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات محلية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى، وجرى تهجير نحو 4 آلاف من عائلات عشائر البدو في المحافظة إلى حين إيجاد حل دائم.
ماذا تحوي القافلة الجديدة؟
وفي حديث لوكالة ستيب نيوز قال حازم بقلة مدير منظمة هلال الأحمر في سوريا: “حالياً، تضم هذا القافلة جميع وكالات الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إضافة إلى مواد مقدّمة من المجتمع المحلي، والهلال الأحمر العربي السوري”.
وأوضح أن القافلة الخامسة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري تتجه إلى مدينة السويداء، وتضمّ 42 شاحنة. تشمل المواد الأساسية: 200 طن من الطحين، طنّاً من الملح، ونصف طن من الخميرة الجافة لصناعة الخبز، إضافة إلى صهريج مازوت، وسلال غذائية، ومواد نظافة، وإمدادات غذائية إضافية، وكمية كبيرة من الأدوية.
وأضاف: لأول مرة، ترافق القافلة سبع شاحنات من مؤسسة الكهرباء محمّلة بمعدات وأدوات لإصلاح شبكة الكهرباء في مدينة السويداء. وشدد على أن القوافل ستستمر، سواء داخل مدينة السويداء، أو في محافظة درعا، أو في ريف دمشق، وفي جميع المناطق المتضررة من الأزمة الحالية في المنطقة الجنوبية.
وفد الأمم المتحدة يكشف هدفه داخل السويداء
من جانبها قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سيلين شميت، خلال لقاء مع مراسل ستيب نيوز: “هذه قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، وهي في طريقها اليوم إلى السويداء حاملة مساعدات طارئة”.
وأضافت: “لدينا 18 شاحنة في الوقت نفسه، تحمل مواد غذائية ومستلزمات طارئة أخرى، إضافة إلى طواقم من وكالات الأمم المتحدة المختلفة. هذه خامس قافلة إمدادات طارئة يتم إرسالها”.
وتابعت: “لقد كنا نعمل بالتعاون مع “SOC” لإدخال المساعدات إلى السـويداء، ولكن اليوم هو أول دخول لطواقم الأمم المتحدة إلى المدينة. نحن في طريقنا الآن للدخول إلى السويداء للقاء المجتمعات المحلية، وزيارة بعض البنى التحتية، والاطلاع على حجم الاحتياجات لأولئك الذين بقوا هناك وعاشوا في ظل العنف والصراع. هذا هو هدف المهمة اليوم”.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأوضاع في السـويداء تمرّ بمرحلة حرجة، وسط تزايد أعداد النازحين وضغط غير مسبوق على المرافق الصحية، موضحة أن المساعدات الأخيرة شملت معدات طبية وزّعت على عدد من مشافي المحافظة في محاولة لتعزيز قدراتها.
وأعلنت اللجنة أن فريقًا ميدانيًا تابعًا لها دخل محافظة السويداء ضمن قافلة الهلال الأحمر، حيث أجرى خبراء مختصون لقاءات مع السكان المحليين والعاملين الصحيين وقادة المجتمع، بهدف رصد أبرز الأولويات الإنسانية وتقييم واقع الخدمات.
بالتوازي مع دخول المساعدات، واصلت فرق الدفاع المدني السوري إجلاء العائلات من مناطق التوتر، موثقة مغادرة أكثر من 250 عائلة خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم جرحى ومرضى. وخرجت قافلة مؤلفة من 130 عائلة (425 شخصًا) عبر معبر بصرى الشام الإنساني، بينما وصلت 114 عائلة أخرى (335 شخصًا) بشكل فردي.
وأقامت محافظة درعا مساكن إيواء مؤقتة للعائلات النازحة الخارجة من السـويداء، بالوقت الذي لا تزال الفصائل المحلية في السويـداء ترفض دخول أي مؤسسة حكومية للمحافظة، بينما يبقى اتفاق وقف إطلاق النار هشّاً، وسط مخاوف من موجة عنف جديدة قد تندلع إذا لم يجري التوصل لاتفاق دائم.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية