فصل أستاذة أردنية بسبب غزة!.. قرار جامعي يهز الأردن ويكشف القمع الخفي

وطن في خطوة وُصفت بـ”الانتقامية” والمثيرة للجدل، أقدمت جامعة الزرقاء الأردنية على فصل المحاضِرة نجمة الزيتاوي بسبب مشاركتها في إضراب تضامني مع غزة دعت إليه نقابة المعلمين الأردنيين. القرار، الذي اعتُبر صادماً وغير مبرّر، أثار غضباً واسعاً على المنصات الأردنية والعربية، وسط تساؤلات عن هامش الحرية الأكاديمية في المملكة.
الزيتاوي، المعروفة بمواقفها الوطنية والإنسانية، تعمل محاضرة في قسم اللغة العربية، ولها تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية والمشاركة في الفعاليات المناصرة لغزة. لم ترتكب جرمًا، ولم تحرّض على العنف، بل اختارت موقفًا إنسانيًا في زمن تُباد فيه الشعوب أمام أعين العالم.
القرار الصادر عن الجامعة، وفق ناشطين، جاء “بتعليمات عليا”، ما ألقى بظلال ثقيلة على حياد المؤسسات التعليمية، ووضع إدارة الجامعة في مرمى الانتقادات. ناشطون ومحامون وطلبة وصفوا ما جرى بأنه “فصل تعسفي مدفوع سياسياً”، محذّرين من رسائل القمع والتهديد التي تُبثّ لمن يفكر بالخروج عن “التعليمات الرسمية”.
الوسوم المتضامنة مع الزيتاوي تصدّرت “تويتر” الأردني، منها: #كلنا_نجمة_الزيتاوي، #التضامن_ليس_جريمة، #الأردن_مع_غزة.
وكتب أحد المغردين:
“أن تُفصل لأنك رفضت الإبادة، فهذه ليست دولة قانون بل مزرعة تخدم الرواية الأمريكية”.
ويتساءل مراقبون: هل تسعى السلطات الأردنية إلى إسكات كل صوت متضامن مع غزة؟ وهل باتت مظاهر النُصرة جريمة يُعاقَب عليها المعلمون؟ خصوصًا في وقت تُواجه فيه غزة أفظع الجرائم.
فصل الزيتاوي لا يمسّها وحدها، بل هو محاولة لإرهاب كل من يرفض الصمت أمام مشاهد الموت والدمار في القطاع المحاصر.
القرار لم يلق أي تبرير رسمي معلن، ولم تُقدَّم أية مبررات قانونية، وهو ما اعتبره حقوقيون خرقًا واضحًا لمبادئ العدالة وحرية التعبير.
فهل تُعيد الجامعة النظر في قرارها؟ أم أن العقاب سيطال كل من يجرؤ على رفع صوته في زمن القمع الناعم؟