فاز  الهندي الأميركي زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات على منصب عمدة مدينة نيويورك، فيما أقر منافسه حاكم نيويورك السابق أندرو كومو بهزيمته قبل اكتمال فرز الأصوات.

وقال ممداني: “بكلمات نيلسون مانديلا: يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتحقق.. يا أصدقائي، لقد تحقق وأنتم من فعل ذلك.. يشرفني أن أكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك”.

وحشد ممداني الناخبين الشباب والتقدميين في محاولة لمعارضة كومو وتنظيم معارضيه خلف حملته الانتخابية، وقد قلص الفارق في استطلاعات الرأي بالأسابيع الأخيرة، بل وتفوق في الجولة الأخيرة من استطلاع رأي عام مستقل أجرته كلية “إيمرسون”.

وحظي الاشتراكي الديمقراطي ممداني (33 عاماً) بدعم النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (الحزب الديمقراطي عن نيويورك) والسيناتور بيرني ساندرز (الحزب المستقل عن ولاية فيرمونت)، إذ فاجأ المراقبين، ليلة الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) بأدائه القوي ضد الحاكم السابق. 

ومع إعلان فوز ممداني رسمياً بهذه الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي، سيكون المرشح الأوفر حظاً لمواجهة العمدة المتعثر إريك آدامز، الذي يترشح كمستقل لإعادة انتخابه، إلى جانب مرشح الحزب الجمهوري كورتيس سليوا والمستقل جيم والدن، لكن كومو وممداني قد يواجهان بعضهما البعض مجدداً.

كومو يقر بالهزيمة

وأقر كومو بالهزيمة وقال لأنصاره في تصريحات أوردتها صحيفة “ذا هيل”: “لم تكن الليلة ليلتنا.. كانت الليلة ليلة عضو المجلس، ممداني، وقد أدار حملة انتخابية رائعة، وأثر في الشباب وألهمهم وحرك مشاعرهم، وحثهم على المشاركة في التصويت”.

وأضاف كومو: “لقد أدار حملة انتخابية مؤثرة للغاية.. اتصلت به وهنأته”.

وأردف: “التحديات التي نواجهها حقيقية، وتستحق دراسةً جادة.. وأودّ أن أفكر في أفضل السبل لمواجهتها، وأفضل السبل لدعم الحزب، والأهم من ذلك كله، أفضل السبل لدعم المدينة، وهذا ما سنفكر فيه مستقبلاً”.

وشكل كومو خطاً حزبياً منفصلاً، يُسمى “حزب الكفاح والخلاص”، لخوض الانتخابات العامة خارج الحزب الديمقراطي، إذ أظهرت معظم استطلاعات الرأي التي سبقت يوم الانتخابات تقدم كومو، وإن لم يكن فوزه حاسماً، في الجولة الأولى.

ودخل كومو الانتخابات التمهيدية في مارس، إذ استقال من منصبه عام 2021، بعد مزاعم بالتحرش الجنسي من عدة نساء، وهو ما ينفيه، وانتقادات تتهمه بالتقليل عمداً من عدد وفيات دور رعاية المسنين خلال جائحة فيروس كورونا. 

ورغم هذه الخلافات ووجود عدد كبير نسبياً من الناخبين ينظرون إليه نظرة سلبية، إلا أنه حافظ على صدارته في استطلاعات الرأي لأشهر قبل الانتخابات التمهيدية.

وتسمح مدينة نيويورك باحتساب الأصوات المرسلة بالبريد والمختومة بختم يوم الانتخابات التمهيدية لمدة أسبوع بعد ذلك، لذا من غير المرجح أن تُعلن الجولات اللاحقة من التصويت بالاختيار التصاعدي حتى الأول من يوليو.

ووفقاً لنظام الاختيار التصاعدي في مدينة نيويورك، إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية الأصوات، يُستبعد المرشح الحاصل على أقل عدد من الأصوات، وتُعاد توزيع أصواته وفقاً لتفضيلات ناخبيه، حيث تستمر العملية حتى يحصل أحد المرشحين على الأغلبية. ومن المرجح أن تستغرق عملية هذه الانتخابات التمهيدية جولات متعددة لإعلان الفائز رسمياً.

ممداني يدعم فلسطين والعدالة الاجتماعية

ويُعرف زهران ممداني بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تأييده لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، وقد أثارت هذه المواقف جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.

وإذا فاز في الانتخابات المقبلة، سيكون أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، في خطوة تُعد تاريخية على مستوى التمثيل السياسي للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة.

ويركز برنامج ممداني الانتخابي على قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مثل: تجميد الإيجارات في المساكن الخاضعة لقوانين الاستقرار الإيجاري، وهي مجموعة من التشريعات التي تهدف إلى حماية المستأجرين من الزيادات المفرطة في الإيجارات، وضمان استقرارهم السكني، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.

كما يتبنى برنامجه الانتخابي توفير وسائل نقل عام مجانية، وفرض ضرائب على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات العامة، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للبلدية لمكافحة ارتفاع الأسعار.

شاركها.