– أمير حقوق
في خضم التحولات السياسية التي مرت بسوريا، تبرز تطلعات صناع الدراما السورية لإعادة بناء المشهد الدرامي السوري بسوية تعيد ألق وانتشار الدراما السورية كالسابق.
ويُنتظر من الدراما السورية اليوم، تقديم محتوى يعبر عن واقع المواطن السوري، ويتفاعل مع تطلعات المجتمع السوري، عبر استثمار الدراما للتحول السياسي، وإعادة إحياء وتشجيع الإنتاج الدرامي، الذي يعزز من حضور سوريا على الساحة الفنية العربية والعالمية.
تطلعات إيجابية
مع تغير المشهد السياسي في سوريا، وتوقعات بانتعاش الحركة الفنية، وعودة رؤوس الأموال والاستثمار بالمجال الفني، تتجدد الآمال والتطلعات أيضًا لدى الفنانين السوريين، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الدراما السورية ودورها في التعبير عن الواقع الجديد.
المخرجة السورية رشا شربتجي، قالت ل، إن النظرة لمستقبل الدراما السورية إيجابية وجيدة، والفن هو مرآة سوريا للخارج، ويعبر عن قيم وأخلاق وطموحات الشعب السوري.
وترى أن التجربة الفنية في التحول السياسي السوري ما زالت جديدة وصغيرة، ولم تنكشف حتى الآن الصعوبات التي يمكن أن تواجه صناع الدراما السورية.
أما الفنانة السورية عبير شمس الدين، فتعتقد أن الدراما السورية متجهة للأفضل، وسيعود انتعاشها قريبًا، وستعاود حضورها العربي.
وكشفت، خلال حديث إلى، أنه في الفترة المقبلة ستبدأ مجموعة شركات العمل بالإنتاج الفني في سوريا، وهذا محفز ومشجع للدراما السورية ولصناعها.
شاركتها الرأي الفنانة وفاء موصللي، وأكدت أن افتتاح شركتين للإنتاج الفني في سوريا بعد التحرير، يدل على أهمية الفترة المقبلة للدراما السورية.
واليوم، الدراما السورية أمام فرصة كبيرة لجذب المستثمرين العرب، والجمهور العربي، بحسب موصللي.
وترى أن التحرير حدث قبل أشهر قليلة من الموسم الرمضاني، وبالتالي كانت أغلبية المسلسلات قد أوشكت على نهاية التصوير، وبالتالي فإنه في الموسم الماضي لم تستغل أعمال الدراما السورية التحول السياسي، ولم تستفد منه.
استغلال مساحة الحرية
شهدت الدراما السورية خلال عهد النظام السابق حالة من القيود والحد من الحرية في معالجة الواقع السوري كما هو، واليوم يؤمل من الدراما أن تستغل التحول السياسي، وأن تتمتع بحرية وجرأة بطرح المشكلات ومعالجتها.
بدورها، الفنانة السورية عهد ديب، تتوقع أن يكون مستقبل الدراما السورية أفضل، لأن الفترة الحالية تتسم بالحرية، ولا توجد أي قيود.
واسترجعت الفترة السابقة، وما يحيط بها من فرض قيود على الحركة الفنية، وعدم الشفافية.
الفنانة وفاء موصللي، اقترحت الابتعاد عن طرح القضايا بشكلها العام، والغوص بالتفاصيل، وتناول ما حدث بكل بقعة سورية، دون أي انقسام، وبكل حرية وجرأة وعدل ومصداقية، ليعود ألق الدراما السورية كما انتشر سابقًا.
الصحفي والكاتب السوري وسام كنعان، قال في لقاء سابق مع، إن الانفتاح السياسي الداخلي سيتيح بتعددية الأحزاب، وانفتاح الإعلام وارتفاع سقف الرقابة، وهذا مكسب مهم جدًا وتاريخي للدراما السورية، ولكل مبدع وصانع.
واعتبر ذلك سلاحًا ذا حدين، لأنه ربما يحقق تناول المواضيع ومن ثم معاينتها بمباضع نقدية حرة للحد الأقصى، ومن وجهات نظر مختلفة وزوايا متباينة بالملمح الإيجابي.
أما عن الجانب السلبي فيتمثل بتوجه الحالة الإبداعية عمومًا، والدراما على وجه الخصوص، إلى المواضيع التي حُرمت من أن تطرح، ولو ومضات منها خلال سنوات طويلة، بمباشرة وفجاجة شديدتين، كنوع من رد الفعل على عقود طويلة من كم الأفواه والفساد.
وهنا ربما تفقد الدراما بعضًا من أهم مكونات توهجها في الترميز، والإسقاط، والتأويل، وتضمين المواضيع الكبيرة بطريقة دلالية تترك للمتلقي فرصة توقفها وتصيدها، وتعمل على تنشيط طريقة للجمهور لتلقفها من خلال محاولته الربط والإسقاط وما إلى هنالك، حسب ما فسره كنعان.
فرصة للاستثمار
يحتمل توجه شركات الإنتاج العربية الضخمة لافتتاح مراكز ومقار لها في سوريا، وأيضًا يرتقب بدء الاستثمار الخارجي بالقطاع الفني في سوريا.
وأشار الناقد الفني عامر عامر، في حديث سابق إلى، إلى أن الانفتاح السياسي يُشرع الباب أمام شركات الإنتاج العربية والأجنبية للاستثمار والتصوير في مناطق كثيرة من سوريا، مرجحًا ذلك لعدة مغريات، منها الانقطاع عن هذه المواقع لسنوات، ومنها التكلفة والتقديرات المالية، وهذا سيصب في خانة الإنتاج وزيادة الميزانيات.
وتطرق عامر إلى مسألة عودة الفنانين السوريين المهاجرين من ممثلين وكتاب ومخرجين، فهؤلاء لهم حسابات كثيرة، ولا بد أن وجودهم سيعيد كفة راجحة لتقديم الدراما السورية نفسها بصورة أكثر إشراقًا مع رؤى مختلفة.
واعتبر أن كل ذلك سيزيد من اتساع رقعة جمهور الدراما السورية، وباقتراب الأعمال من الواقع سيكون لحصة النقد المجتمعي حضوره المهم والفاعل، والذي سيزيد من محبة الناس للدراما من جديد.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي