اخر الاخبار

فنان إنجليزي ربط نفسه بالسفينة كي يرسم “العاصفة الثلجية”

لطالما أثار فنان المناظر البحرية الإنجليزي جي إم دبليو. تيرنر، انتقادات شديدة خلال أربعينيات القرن التاسع عشر، بسبب أطواره الغريبة، وآرائه الفنية، وتعليقاته أثناء لقاءاته القليلة مع أبناء مجتمعه.

وكانت واحدة من أكثر أعماله إثارة للجدل لوحة “العاصفة الثلجية – القارب البخاري قبالة مدخل المرفأ”، التي تمّ عرضها عام 1842، وتتعلق بأكثر المناظر البحرية المحبوبة لدى الفنان، رسمها أثناء عاصفة شديدة كانت تضرب المدينة. 

وبحسب متحف “تات” البريطاني، أدان بعض النقاد اللوحة وشبّهوها بـ”رغوة الصابون والتبييض”، وأجاب الفنان حينها: “لم أرسمها ليفهموها، ولكن لأظهر كيف كان يبدو عليه المشهد”. 

ومع ذلك، وصف الناقد الفني المعاصر جون روسكين اللوحة، “بأنها واحدة من أعظم البيانات عن الحركة البحرية والضباب والضوء، التي تمّ وضعها على القماش على الإطلاق”.

الفوضى والخطر

كان تيرنر رساماً يفضّل إنتاج لوحاته في الهواء الطلق بدلاً من الاستوديو. وفي ظل عاصفة شديدة، عمد إلى ربط نفسه لساعات عدّة، بصاري سفينة تخوض عباب المياه، وأنتج اللوحة التي تمّ عرضها للمرّة الأولى عام 1842.

ونشر موقع “Artnet” تقريراً جديداً حول العمل الفني قال فيه: “أثارت ضربات فرشاته التعبيرية الفوضى والخطر وحتى الخوف. لكن هذا ليس ما رآه جمهور تيرنر. وبقدر ما كانوا مهتمين، فإن الرسام  الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد كونستابل في نظر الجمهور البريطاني، أصيب بالجنون حقاً، فهو أنجز لوحته وهو في عمر  64 عاماً، وكانت مغامرة غير متوقّعة لشخص في مثل سنّه”.

واعتبر الموقع “أن مغامرة تيرنر في البحر، سواء كانت حقيقية أم مخترعة، أصبحت جزءاً مميزاً من الأساطير التاريخية للفن البريطاني، وواحدة من أكثر لوحات تيرنر جرأة. في معركة بين الآلة الحديثة والطبيعة”.

واعتقد البعض أن الفنان استوحى اسم سفينته الخيالية “آرييل” من مسرحية ويليام شكسبير “العاصفة”، وقدّم نفسه كشخصية بروسبيرو، الساحر القوي المنفي إلى جزيرة نائية، بعيداً عن المجتمع الذي فشل في فهمه أو تقديره.

الرومانسي الأشهر

وبحسب الموسوعة البريطانية، فإن تيرنر ربما هو الفنان الرومانسي الإنجليزي الأكثر شهرة. وأصبح يُعرف باسم “رسام الضوء”، بسبب اهتمامه المتزايد بالألوان باعتبارها المكوّن الرئيسي في مناظره الطبيعية والمناظر البحرية. وتشمل أعماله الألوان المائية والزيوت والنقوش.

وعلى الرغم من أن الفنان كان جزءاً من الحركة الرومانسية من الناحية الفنية، التي فضّلت العاطفة والفردية على الروايات والأفكار الكبرى، التي تجسّد العديد من الأعمال الكلاسيكية في عصر النهضة، لكن يُنظر إلى أعماله بعتبارها مقدّمة للتجريد في القرن العشرين، الذي أعطى الأولوية للذاتية على الموضوعية.

“الغموض هو موطن قوتي”، قال تيرنر ذات مرّة لأحد النقّاد الذين اشتكوا من حقيقة أن المناظر الطبيعية للفنان أصبحت ضبابية وغامضة أكثر. وما اعتبره الآخرون نقطة ضعف، تعامل معه تيرنر باعتباره أحد الأصول في فنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *