في مثل هذا اليوم، قبل ست سنوات، رحل الرئيس محمد مرسي عن عالمنا، لكن مواقفه النبيلة ستظل حية في قلوب المصريين. رحل مرسي، مرفوع الرأس، عن هذا العالم ليترك خلفه تاريخًا مشرفًا، موقفًا ثابتًا، ورفضًا قاطعًا للظلم والاستسلام. لم يكن مرسي مجرد رئيس، بل كان رمزًا للقيم التي لطالما آمن بها: كرامة الإنسان، استقلال القرار الوطني، ودعم فلسطين.
في ظل الوضع الراهن، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، يطرح المصريون تساؤلات مشروعة: ماذا لو كان مرسي حيًا اليوم؟ أين كانت ستكون مصر؟ وكيف كان سيتعامل مع الوضع القائم؟
بينما تواصل إسرائيل قصف غزة، ويتواصل تدمير البنية التحتية والقتل العشوائي للأطفال والنساء، نجد الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، يلتزم الصمت أو يرسل رسائل خفية تتماشى مع مصالح الاحتلال. السيسي الذي لا يتردد في التفاوض مع إسرائيل بشأن نزع سلاح المقاومة، بينما يغلق المعابر ويمنع وصول المساعدات الإنسانية.
على العكس، في نوفمبر 2012، عندما كان مرسي رئيسًا، لم يتوان عن اتخاذ موقف حاسم لدعم غزة. أمر بفتح معبر رفح على الفور، استدعى السفير الإسرائيلي، وقال بصوت عالٍ وواضح: “لن نترك غزة وحدها”. وقد أدارت القاهرة المفاوضات التي أدت إلى وقف العدوان الإسرائيلي في وقت قياسي، وهو ما جعل مصر تبرز كداعم حقيقي للحقوق الفلسطينية، بعيدًا عن الضغوطات الخارجية أو المصالح الضيقة.
اليوم، تُعاني غزة من حصار خانق في ظل تجاهل عالمي، بينما يقف السيسي في موقع المدافع عن مواقف لا تنتمي إلى مصر ولا إلى مصلحة الشعب الفلسطيني. مرسي كان يقف رأسًا شامخًا، أما السيسي فلا يزال يرقص على إيقاع الأوامر الخارجية، ولا يظهر أي موقف واضح تجاه قضايا الأمة العربية.
رحل مرسي عن عالمنا في السجون، صائمًا، مرفوع الرأس، لم يخن ولم يساوم. تظل صرخته: “لن نترك غزة وحدها” تتردد في الذاكرة، ويظل التاريخ يحمل هذه الكلمات في سجلات الشرف والكرامة، كما يظل مرسي “كابوسًا” حيًا وميتًا في ذاكرة من يسعون لطمس الحقائق