في ذكرى وفاة نزار قباني نستعيد مراحل من حياته جمع فيها السياسة والشعر

تحل في 30 أبريل من كل عام ذكرى رحيل الشاعر السوري نزار قباني (19231998)، الذي توفي في لندن إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 75 عامًا. وُوري جثمانه الثرى في دمشق، مسقط رأسه، بعد جنازة شعبية حاشدة حمل فيها الدمشقيون تابوته على الأكتاف من الجامع الأموي إلى مقبرة باب الصغير، تنفيذًا لوصيته التي طالب فيها بالدفن في المدينة التي علمته “أبجدية الياسمين”.
وُلد نزار في 21 مارس 1923 بدمشق، لأسرة عريقة؛ حيث كان جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. درس الحقوق وعمل دبلوماسيًا حتى استقالته عام 1966 ليتفرغ للشعر. أصدر أول دواوينه “قالت لي السمراء” (1944)، ثم أنتج 35 ديوانًا، أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات” .
شكلت حرب 1967 نقطة تحول في مسيرته، حيث تحول من “شاعر الحب والمرأة” إلى صوت سياسي جريء عبر قصائد مثل “هوامش على دفتر النكسة”، التي انتقدت الواقع العربي وهزت المشاعر، ما أدى إلى منع أشعاره في الإعلام لفترة .
عاش مآسي شخصية عميقة، مثل وفاة زوجته بلقيس الراوي في تفجير السفارة العراقية ببيروت (1981)، والتي رثاها بقصيدة “بلقيس”، ووفاة ابنه توفيق عام 1973، الذي خصه بقصيدة “الأمير الخرافي توفيق قباني”.
أشهر قصائده التي تحولت إلى أغاني
تميزت قصائد نزار قباني بسهولة لغتها وإيقاعاتها الموسيقية، مما جذب عمالقة الطرب العربي لتلحينها.
1. “أصبح عندي الآن بندقية (1969)
وقد أدتها سيدة الطرب كوكب الشرق أم كلثوم، وكُتبت الأغنية ردا على نكسة 1967، ولحنها عملاق الموسيقى محمد عبد الوهاب. وتعتبر من الأغنيات الوطنية البارزة التي جسدت الغضب العربي .
2. “لا تسألوني ما اسمه حبيبي” (1963)
وقد أدتها السيدة فيروز ملكة الصباح، وكانت من ألحان الأخوين رحباني، مقتبسة من قصيدة “حبيبي” في ديوان “أنت لي”. وقد خلّدت صوت فيروز الشعري .
3. “رسالة من تحت الماء” (1973)
أداها العندليب عبد الحليم حافظ وهي من ديوان “قصائد متوحشة”، ولحنها محمد الموجي. كانت آخر أغاني عبد الحليم قبل وفاته، وبيع منها مليوني نسخة .
4 .”قارئة الفنجان” (1976)
أداها كذلك العندليب عبد الحليم حافظ. وقد طلب عبد الحليم تعديل بعض كلمات القصيدة، واستغرق تلحينها عامين .
5.زيديني عشقا
التي غناها القيصر كاظم الساهر بالإضافة إلى اكثر من عشرين أغنية أخرى حتى ارتبط اسمه باسم الشاعر الكبير الراحل نزار قباني .
تحولت قصائد نزار قباني إلى جزء من الذاكرة الجماعية العربية، حيث مزجت البساطة والعمق مع الشاعرية والرومانسية، والحالات الفردية مع السياسة والوطنية، وتحولت أجملها إلى أغنيات خالدة لا تنسى.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية