أثار الجزء الثاني من مذكرات فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري المخلوع، والذي صدر مؤخرًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، جدلًا واسعًا بعد تصريحات صادمة تناولت شخصية الرئيس السوري بشار الأسد وطريقة تعاطيه مع الأحداث التي عصفت بسوريا منذ عام 2011.
مذكرات فاروق الشرع عن بشار الأسد
وقال الشرع في مذكراته إن الأسد “كان الرئيس الغارق في حب الذات، لا يستطيع سماع سوى كلمات المديح”، مضيفًا أن لديه “بعض الميول السيكوباتية، وهي حالة نفسية يفتقد أصحابها كليًا للمشاعر، فلا خوف من العواقب، ولا شعور بالندم تجاه الخطأ، ولا تفاعل مع آلام الناس أو هموم المحيطين به”.
وأردف: “قد تبدو هذه الصفات، للوهلة الأولى، صلابة أو جسارة، لكنها جسارة تفتقد بشدة للحكمة”.
وفي تشبيه لافت، اعتبر الشرع أن ما شهدته سوريا من دمار وقتل “فاق فعليًا ما خلفته جحافل هولاكو من خراب في بلاد الشام”، مؤكدًا أن “هولاكو كان أكثر رحمة من هذا العصر الحديث”.
ويُعدّ الشرع من أبرز الشخصيات السياسية التي غابت عن المشهد السوري منذ اندلاع الثورة، وسط تساؤلات كثيرة حول مصيره وصمته الطويل، قبل أن يكسر هذا الصمت بسرد مذكراته التي تكشف الكثير من كواليس السلطة في سوريا.
تأتي هذه المذكرات بعد عشر سنوات على صدور جزئها الأول بعنوان “الرواية المفقودة”، والتي انتهى الشرع من كتابتها في عام 2010، قبل أشهر من اندلاع الثورة السورية.
وبينما كان الجزء الأول من مذكراته مخصصا لمرحلة الطفولة والشباب وسنوات عمله الطويلة مع حافظ الأسد، يُكمل الجزء الثاني ما تبقى من “الرواية المفقودة”، عن عهد بشار الأسد الذي خدم فيه فاروق الشرع وزيرا للخارجية من 2000 ولغاية عام 2005، ثم نائبا لرئيس الجمهورية حتى عام 2014.
وهي أول مذكرات لمسؤول سوري تصدر منذ سقوط النظام، وستليها قريبا مذكرات نائب الرئيس عبد الحليم خدام الذي انشق عن الأسد في الساعات الأخيرة من عام 2005، وتوفي في منفاه الباريسي سنة 2020.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
