قال الأدميرال في البحرية الأميركية، فرانك ميتشل برادلي، وهو القائد الذي أشرف على عملية استهداف قارب يُشتبه في أنه يهرب المخدرات في بحر الكاريبي، إن وزير الحرب بيت هيجسيث أصدر أمراً، في 2 سبتمبر، بقتل جميع الأشخاص الـ11 الذين كانوا على متن القارب، لأنهم كانوا مُدرجين على قائمة داخلية خاصة بـ”إرهابيي المخدرات”، الذين قرر مسؤولون في الاستخبارات والجيش إنهم يُمكن استهدافهم “بطريقة قاتلة”.
وقدم قائد العملية، فرانك برادلي، هذه الشهادة خلال جلسات إحاطة جرت، الأسبوع الماضي، أمام الكونجرس، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون، وشخص مطلع على الإحاطات لشبكة NBC News.
وتضمنت القائمة الداخلية أفراداً يُسمح باستهدافهم، بما في ذلك عبر “القوة المميتة”، إذا سنحت الفرصة. وقال برادلي للمشرعين إن مسؤولي الاستخبارات أكدوا هويات الأشخاص الـ11 على القارب، وتحققوا من كونهم “أهدافاً مشروعة”، ثم شن الجيش ضربات جوية في إطار حملة الرئيس دونالد ترمب العسكرية ضد السفن المشتبه بتهريبها المخدرات، بحسب المسؤولين والشخص المطلع على الإحاطات.
ولم يُكشف سابقاً عن أن الأشخاص الـ11 على القارب كانوا مُدرجين على قائمة أهداف عسكرية داخلية. ويضيف ذلك بُعداً جديداً إلى عملية “2 سبتمبر”، التي أثارت جدلاً بسبب قرار الجيش تنفيذ ضربة ثانية بعدما خلّفت الضربة الأولى ناجيين اثنين في المياه.
وتساءل مشرعون عما إذا كانت الضربة الثانية قد انتهكت القانون الدولي. ويتمحور أحد التساؤلات الرئيسية حول ما إذا كان هيجسيث قد أمر برادلي، قائد قيادة العمليات الخاصة الأميركية، بقتل على جميع من كانوا على القارب.
“امتثال كامل للقانون”
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن برادلي أوضح في إحاطاته أمام المشرعين أنه تصرف وفق “امتثال كامل للقانون” طوال العملية.
وأضاف المسؤول، في بيان مكتوب: “كما هو الحال في مثل هذه العمليات، قدم محامٍ عسكري المشورة في كل خطوة”، موضحاً أن استهداف القارب، جاء لأنه كان “يحمل كوكايين، وكان مرتبطاً بعصابة صنفها الرئيس منظمةً إرهابية”.
وقالت NBC News إن “البنتاجون” لم يرد على طلب للتعليق، وأن قيادة العمليات الخاصة الأميركية رفضت التعليق.
وقال “البنتاجون” إن 22 ضربة استهدفت قوارب مشتبه بتهريبها المخدرات أسفرت عن سقوط 86 شخصاً، 11 ضربة في البحر الكاريبي، و11 في شرق المحيط الهادئ. ولم تقدم الإدارة أي أدلة تدعم مزاعمها بشأن القوارب أو الأشخاص على متنها.
وأمضى برادلي، الخميس الماضي، أكثر من 8 ساعات في مبنى “الكابيتول” في جلسة إحاطة لإطلاع نحو 12 عضواً من الكونجرس ومستشاريهم على ما جرى خلال العملية. وحضر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، هذه الإحاطات أيضاً.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، للصحافيين، الاثنين الماضي، إن “هيجسيث أذِن للأميرال برادلي بتنفيذ هذه الضربات”. وأضافت أن برادلي “عمل ضمن كامل صلاحياته وبما يتوافق مع القانون لضمان تدمير القارب والقضاء على التهديد الذي يمثله للولايات المتحدة”.
وقال برادلي للمشرعين إن الضربة الثانية قتلت الناجيين، الاثنين، لكنها لم تُغرق القارب، لذا أمر بتنفيذ ضربة ثالثة ورابعة لإكمال المهمة، بحسب المسؤولين الاثنين والشخص المطلع على الإحاطات.
من جانبه، قال هيجسيث إنه تابع العملية في 2 سبتمبر، لكنه “لم ير الناجين شخصياً”. وخلال اجتماع للحكومة في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، دافع عن الضربة الثانية، قائلاً إن برادلي “اتخذ القرار الصحيح”. وأضاف: “هذا ما يُعرف بضباب الحرب”.
