اخر الاخبار

قادة مجلس التعاون يرحبون بمفاوضات إيران ويشيدون شراكة واشنطن

افتتح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، أعمال القمة الخليجية الأميركية، التي يحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ثاني أيام زيارته إلى السعودية، أولى محطات جولته الخليجية التي تشمل أيضاً قطر، والإمارات.

وقال الأمير محمد بن سلمان، إن القمة تعمل على تعزيز أمن الخليج العربي، وتعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية لدول الخليج، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شريك أساسي لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف: “نتطلع إلى أن تسهم هذه القمة لتحقيق مستهدفاتها المشتركة بما يحقق مصالح النمو والرخاء لمنطقتنا”، مؤكداً أن “قمتنا على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، والتي تهدف إلى إرساء الأمن في المنطقة”.

كما رحب ولي العهد السعودي بـ”وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان”، معرباً عن أمله أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد وعودة الهدوء، مؤكداً استعداد المملكة لمواصلة مساعيها للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة الأوكرانية.

الحرب على غزة وإيران

في المقابل، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال كلمته في القمة الأميركية الخليجية في الرياض، عن تقديره للجهود التي تبذلها الدول الخليجية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أنه “لا يمكن أن يحظى الفلسطينيون بحياة كريمة طالما استمر التعذيب”، داعياً إلى إطلاق جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

وأكد الرئيس الأميركي، أن واشنطن تبذل جهوداً كبيرة لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن بلاده تستكشف تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكداً إسقاط كافة العقوبات المفروضة على دمشق. 

وأشار الرئيس الأميركي، إلى رغبته في إبرام اتفاق مع إيران، مشدداً على وجوب وقف دعمها للإرهاب، وعدم امتلاك سلاح نووي”.

وشدد ترمب على أن واشنطن تريد عقد صفقة مع إيران، لكن يجب وقف دعمها للإرهاب وعدم امتلاك سلاح نووي، داعياً جميع الدول إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة بصورة كاملة في تطبيق العقوبات المفروضة على إيران.

وقال الرئيس الأميركي في معرض كلمته، إن جماعة الحوثي في اليمن تعهدت بعدم مهاجمة السفن التجارية، مشيراً إلى أن الهجمات السابقة لم تكن لتحصل لو كان رئيساً للولايات المتحدة.

وأضاف أن “هناك فرصة جديدة أمام اللبنانيين لبناء مستقبل حر من قبضة حزب الله”، وفق تعبيره.

تحديات غير تقليدية

من جهته، أعرب أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، عن تطلعه لأن تكون القمة الخليجية الأميركية المنعقدة في الرياض مدخلاً لحل مشكلات المنطقة.

وأكد أمير الكويت خلال كلمته في القمة “ضرورة الحل الدائم والشامل للأزمة الفلسطينية بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو”، إضافة إلى “العمل على استقرار سوريا”.

وأضاف: “ونحن ننظر إلى الاقتصاد كركيزة أساسية، فإننا نتطلع إلى إبرام اتفاقيات تعاون أكبر لتشمل الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية في مجال التكنولوجيا. ونتطلع لأن تكون القمة بداية لنظام جديد يقوم على الاحترام المتبادل وفق قواعد القانون الدولي”.

وأشار إلى أن “العقود الماضية شهدت تعزيز العلاقات بين دول الخليج، والولايات المتحدة، للتجاوز الشق الأمني، إلى الشق الاقتصادي والتبادل التجاري”.

ولفت إلى أن “القمة تُعقد في ظل تحديات غير تقليدية، وقد جسدت دول مجلس التعاون الخليجي وحدتها من خلال عملها على إرساء قواعد الحوار، ورفضها الصارم لكل ما يمس سيادة دولها، وثرواتها، وشواطئها، وجزرها، وموانئها”.

وجدد ترحيبه بجهود سلطنة عمان في “وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والسلطة غير الشرعية في اليمن (الحوثيين). ونقدر الجهود الأميركية في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، ومحاولاتها وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

واقترح أمير الكويت “تأسيس منتدى خليجي أميركي ثقافي بهدف تعزيز البحث العلمي، ودعم التعليم، والشباب”.

وأردف بالقول: “نتطلع لأن تكون القمة بداية لنظام جديد يقوم على الاحترام المتبادل وفق قواعد القانون الدولي”.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

كما قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إن التكامل الاستراتيجي بين دول الخليج والولايات المتحدة، ركيزة أساسية.

وأضاف ملك البحرين خلال كلمته في القمة الأميركية الخليجية بالرياض: “نؤكد أن حل الدولتين هو السبيل للتوصل إلى سلام دائم وشامل بالمنطقة”.

كما ثمَّن قرار الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، معرباً عن تطلعه في استمرار هذه الجهود لجعل المنطقة آمنة ومستقرة وخالية من أسلحة الدمار الشامل.

وتابع بالقول: “لا شك أن المباحثات الجارية بين أميركا وإيران من شأنها أن تحقق الاستقرار في المنطقة، وهنا يجب أن نشيد بدور السعودية في الدعوة إلى وقف الحروب، وأبرزها تحركها لوقف الحرب الروسية الأوكرانية”.

وأردف بالقول: “نؤكد حرص البحرين الدائم على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، انطلاقاً من العلاقات التجارية المتميزة بين البلدين”، معرباً عن أمله في أن تكون القمة بداية لمرحلة جديدة من السلام في المنطقة.

وتناقش القمة مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، والملف النووي الإيراني، والجهود المشتركة التي تبذلها دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

أرضية صلبة

من جهة أخرى، قال  الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، إن الشراكة الخليجية الأميركية تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع، وتتجسد في مجالات الطاقة والاستثمار والدفاع، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 120 مليار دولار أميركي خلال العام 2024، مع تنامي واضح للاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة.

وشدد البديوي في كلمته، على أن العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة، مشيراً إلى هذه العلاقات تتعزز بوجود عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأميركية.

علاقات تاريخية

من جانبه قال أسعد بن طارق، نائب رئيس مجلس الوزراء في سلطنة عمان، الأربعاء، إن العلاقات الخليجية الأميركية تاريخية، وتهدف لترسيخ الازدهار، والعمل على حل الأزمات الإقليمية والدولية.

وأضاف أسعد بن طارق في كلمة أمام القمة الخليجية الأميركية بالرياض: “نرحب بنهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يعتمد على المفاوضات والصفقات، وتجنب التصعيد، ونأمل أن يؤدي هذا إلى حل الأزمة الفلسطينية وإنهاء هذا الصراع طويل الأمد”.

وتابع: “نعرب عن قلقنا البالغ من الأزمة الإنسانية في غزة المستمرة منذ عقود؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وفي ظل العجز الدولي عن إيجاد حل”.

ومضى يقول: “ومع ذلك لدينا تفاؤل بما بذله ترمب من جهود لإنهاء هذا النزاع، ومنها نجاحه في وقف إطلاق النار في اليمن، ما يمهد الطريق لحل شامل ودائم للأزمة اليمنية”.

كما أعرب عن أمله في الوصول إلى اتفاق بين أميركا وإيران، بما يعود على المنطقة بالخير والاستقرار. وأردف بالقول: “نجتمع اليوم في لحظة فارقة نأمل في أن تسهم في تشكيل ملامح أفضل لمنطقة الشرق الأوسط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *