رفض الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني نعيم قاسم، الجمعة، المساعي الرامية إلى نزع سلاح جماعته، منتقداً مشاركة مندوب مدني لبناني في لجنة “الميكانيزم”، المعنية بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ورصد الانتهاكات على الحدود الجنوبية اللبنانية.

ووصف قاسم، في كلمة مسجلة، مشاركة الحكومة اللبنانية بمندوب مدني في لجنة وقف إطلاق النار، بأنه “تنازل مجاني” لإسرائيل، واعتبره مخالفاً بوضوح لكل التصريحات والمواقف الرسمية، وزاد “الضغط والعدوان” الإسرائيلي.

واعتبر قاسم أن نزع سلاح حزب الله ينبع من الرغبة في “مواجهة المقاومة؛ لأنها تطرح مشروعاً فيه وطنية واستقلال”، بحسب تعبيره.

“نموذج التحالف”

وأشار قاسم إلى أن “حزب الله” استطاع بناء علاقة مع “التيار الوطني الحر” في 2006، حيث استطاع أن يعطي نموذجاً للتحالف بين “حزب الله” وقوة مسيحية مؤثرة على الساحة، في إشارة إلى “تفاهم مار مخايل” بين ميشال عون وحسن نصر الله.

واعتبر قاسم أن “حزب الله في تجربته لم يكن معزولاً”، وقال إن هناك من أراد تشويه رسالة ” الحزب” إلى بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، وأضاف أن الخلاف السياسي بين اللبنانيين من المفترض النظر إليه بحسب الدستور والقوانين، وضمن إطار أن الخلاف الداخلي هو في إطار “تحسين شروط بناء الدولة”. 

ولفت قاسم إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، وتواصل شن اعتداءات دائمة على لبنان، واعتبر أن ذلك “ليس من أجل السلاح الموجود لدى الحزب، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان بشكل تدريجي، ورسم إسرائيل الكبرى من بوابة لبنان”، على حد قوله. 

وأضاف: “نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول إنها اختارت سلوك الدبلوماسية لإنهاء العدوان، وتطبيق الاتفاق، ونحن معها في أن تستمر بهذا الاتجاه”.

وتابع: “لا علاقة لأميركا ولا لإسرائيل بكيفية تنظيم شؤوننا الداخلية”، معتبراً أن “القرار 1701 مرتبط باللبنانيين فيما بينهم”، مشيراً إلى أنه لا علاقة لإسرائيل وأميركا بالسلاح، ولا بترميم القدرة، ولا بالاستراتيجية الدفاعية، ولا علاقة لهم بخلافات اللبنانيين واتفاقاتهم وآرائهم”.

وقال قاسم إن “الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا كدولة لبنانية مع العدو الإسرائيلي، هي حدود التزام لبنان بالاتفاق”.

كما تطرق إلى العلاقة مع الولايات المتحدة قائلاً: “هم يريدون إلغاء وجودنا، ونزع السلاح، وتجفيف المال ومنع الإعمار، وهدم البيوت”.

“تمثيل مدني لبناني” 

وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون ذكر، الخميس، إن آلية مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) ستبدأ في عقد جلسات جديدة في 19 ديسمبر الجاري، وذلك بعدما اجتمعت اللجنة بمشاركة مدنيين من الجانبين لأول مرة، الأربعاء.

وذكرت الرئاسة اللبنانية، في بيان، عن عون قوله إن “تكليف سيمون كرم، سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة، برئاسة الوفد اللبناني في اللجنة جاء بعد مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء نواف سلام حول ضرورة تطعيم اللجنة بشخص مدني”.

واعتبر عون أن “من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي”، بحسب الرئاسة اللبنانية.

وكان وزير الإعلام اللبناني بول مرقص ذكر، الخميس، أن “المفاوضات التي شارك فيها ممثلون جدد من لبنان وإسرائيل ضمن اجتماعات لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار لا تتضمن تعاوناً اقتصادياً، ولا اتفاقيات سلام بين الجانبين”، وقال إن “مفاوضات الناقورة ركزت على الجانب الأمني فقط”.

وعقدت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اجتماعاً، الأربعاء، في الناقورة بمشاركة مدنيين من الجانبين لأول مرة.

شاركها.