قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستقلص وجودها العسكري في سوريا إلى قاعدة واحدة بدلاً من ثمانٍ، وإن سياسة واشنطن تجاه دمشق ستتغير “لأن ما انتهجته لم ينجح” على مدى القرن الماضي.
وأدلى باراك الذي عينه الرئيس دونالد ترمب مبعوثاً خاصاً، الشهر الماضي، بعد فترة وجيزة من رفع العقوبات الأميركية على سوريا، بشكل غير متوقع بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية، مساء الاثنين.
وينشر الجيش الأميركي نحو 2000 جندي في سوريا، معظمهم في الشمال الشرقي. وتعمل القوات الأميركية مع أخرى محلية لمنع عودة ظهور تنظيم “داعش” الذي استولى في 2014 على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل دحره في وقت لاحق.
ووفقاً لنص المقابلة قال باراك إن خفض عدد القواعد العسكرية من 8 إلى قاعدة واحدة يشكل جزءاً مهماً من ذلك التحول.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف مسؤولان أميركيان عن أن أكثر من 500 جندي انسحبوا من سوريا، خلال الأسابيع الماضية، بعد الانتهاء من إغلاق قاعدتين عسكريتين أميركيتين، وتسليم أخرى إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقال المسؤولان، لشبكة FOX NEWS، إن القواعد الأميركية تشمل موقع دعم المهام “القرية الخضراء” الذي جرى إغلاقه، وموقع دعم المهام “الفرات” الذي جرى تسليمه إلى قوات سوريا الديمقراطية، كما أخلت القوات الأميركية موقعاً ثالثاً أصغر بكثير.
وحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب كل القوات من سوريا خلال فترة ولايته الأولى، إلا أن رغبته قوبلت بمعارضة من “البنتاجون”، الأمر الذي اعتبر تخلياً عن الحلفاء، ما أدى في حينها إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس.
دمج القوات الأميركية في سوريا
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، في أبريل، دمج القوات الأميركية في سوريا تحت قيادة قوة المهام المشتركة “عملية العزم الصلب”، وخفض عدد هذه القوات إلى أقل من 1000 جندي، خلال الأشهر المقبلة.
وأعطى وزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، توجيهات بشأن عملية الدمج في إطار قوة المهام المشتركة لاختيار مواقع محددة في سوريا، دون تحديد تلك المواقع.
وقال المتحدث باسم “البنتاجون” شون بارنيل، في بيان، إن القيادة المركزية الأميركية ستظل مستعدة لمواصلة توجيه الضربات ضد “فلول داعش” في سوريا.
وأضاف: “ستواصل القيادة العمل عن كثب مع الشركاء في التحالف القادرين والمستعدين للحفاظ على الضغط ضد التنظيم والتصدي لأي تهديد إرهابي آخر قد ينشأ”.
ولفت إلى أن “البنتاجون” سيحافظ على قدرات كبيرة في المنطقة، مع القدرة على إجراء تعديلات مرنة على تمركز القوات وفقاً لتطور الأوضاع الأمنية على الأرض.
وتعيد مغادرة قرابة 500 جندي أميركي مستويات وجود القوات في سوريا إلى ما كانت عليه لسنوات، بعد أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حملةً استمرت لسنواتٍ من أجل هزيمة “داعش”.
وأبقت الولايات المتحدة على نحو 900 جندي أميركي في سوريا لضمان عدم استعادة “داعش” لموطئ قدم، وكذلك كإجراءٍ وقائي لمنع المسلحين المدعومين من إيران من تهريب الأسلحة عبر جنوب سوريا.
وبعد هجمات 7 أكتوبر 2023، التي شنتها حركة “حماس” في إسرائيل، ارتفع عدد أفراد القوات الأميركية إلى أكثر من 2000 جندي.