تنطلق الخميس 18 من كانون الأول، وبعد طول انتظار، صافرة بداية الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، مع مباريات المرحلة الأولى لموسم 2025- 2026.
خمسة أشهر فصلت عشاق كرة القدم السورية عن عودة الدوري بعد نهاية نسخة الموسم الماضي في تموز، وانطلاق النسخة الحالية.
الدوري سيحتفل السنة المقبلة بعامه الـ 60، إذ انطلق أول دوري في سوريا موسم 1966- 1967، لتبدأ معها سلسلة امتدت لـ 54 نسخة، من المسابقة الأهم كرويًا في سوريا.
وسيتنافس 16 فريقًا هذا الموسم على لقب النسخة الخامسة والخمسين من الدوري السوري الممتاز، ممثلة لثماني محافظات، هي: اللاذقية، حلب، إدلب، حماه، حمص، درعا، دير الزور، والعاصمة دمشق.
وتضم قائمة فرق النسخة الحالية من الدوري كلًا من أهلي حلب، الحرية، أمية، خان شيخون، حطين، تشرين، جبلة، الكرامة، حمص الفداء، الطليعة، الفتوة، الشعلة، الجيش، الشرطة، أهلي دمشق، والوحدة.
عودة اللاعبين الأجانب للدوري، وخوض المباريات بنظام الذهاب والإياب، والاستخدام المتوقع لتقنية “الميني فار” التحكيمية، هي أبرز أوجه الاختلافات بين الموسمين السابق والحالي من البطولة.
تحدي الأرضيات
ولا يتوقع كابتن منتخب سوريا السابق، المدرب زياد شعبو، أن يكون المستوى الفني جيدًا بين الفرق المتبارية، في النسخة الحالية من الدوري.
وعلل شعبو توقعه، في حديث إلى، بـ”عدم جاهزية الملاعب بشكل كامل وسوء أرضية معظمها، باستثناء ثلاثة أو أربعة ملاعب فقط”.
ويرى شعبو أن “إقامة الدوري بنظام الذهاب والإياب سيرهق خزائن الأندية خاصة مع التأخر في إطلاق المسابقة لهذا الموسم”، مفضلًا نظام التجمعات لإنهاء الدوري بشكل أسرع.
ويرشح شعبو، نجم نادي حطين السابق، كلًا من فرق الكرامة وأهلي حلب وحمص الفداء والوحدة، للمنافسة على لقب الدوري، كونها “أكثر الأندية استقرارًا ماديًا، والأقدر على اجتذاب أفضل اللاعبين”.
ويعتبر شعبو أن “فكرة عودة اللاعبين الأجانب للدوري السوري جيدة، لكن ينقصها حسن اختيار اللاعبين”، فبرأيه “المحترفون الحاليون أقل مستوى من اللاعبين المحليين، كون معظمهم يأتي لسوريا لأغراض تسويقية”.
ويختم زياد شعبو بتأكيد “أهمية تطوير البنية التحتية للكرة السورية، والبحث باستمرار عن أفضل الجهات الراعية للمسابقة مادياً، وتوزيع عائدات الرعاية على الأندية، كحلول ضرورية للارتقاء بالمستوى الفني للدوري”.
العودة بعد انقطاع
التغييرات الكبيرة التي طرأت على تشكيلات معظم الأندية ستجعل من المبكر الحكم على المستوى الفني للدوري قبل انطلاق مراحله الأولى، بحسب الإعلامي الرياضي هاني سكر.
ويعتقد سكر، في حديثه إلى، أن “فترة التحضير الزمنية الطويلة بين موسمين، تكون سلاحًا ذو حدين، فهي ستمنح مجالًا وافيًا للمدربين لوضع خططهم، لكنها تؤثر سلبًا على إيقاع اللاعبين، بسبب انقطاعهم الطويل عن حساسية المنافسات”.
ويتوقع سكر “التزام اتحاد الكرة بشكل كامل بروزنامة الدوري والمقرر أن ينتهي في حزيران المقبل، نظرًا لغياب البطولات والاستحقاقات القارية المهمة عن منتخبات سوريا وأنديتها خلال تلك الفترة”.
“الجولات الأولى من الدوري ستكون كفيلة بالكشف عن الفرق المرشحة للقب”، برأي سكر، “والفريق الأجهز بدنيًا والأكثر قدرة على الحفاظ على إيقاع المباريات رغم الانقطاع الطويل، هو الذي سيقدم نفسه بشكل جيد منذ البداية”، وفق تقديره.
ويرى سكر أن “أهلي حلب من أفضل الفرق تحضيرًا، إضافة للوحدة وسوق تعاقداته المميز، وحمص الفداء الذي استقطب أهم النجوم المتوجة بالدوري سابقًا، مع حضور جيد لقوائم الكرامة وحطين للموسم المقبل”.
ويتنبأ هاني سكر بمساحة واسعة لتألق اللاعبين الشبان في الموسم القادم، ويتوقع استمرار نجومية الثنائي أنس وحسن دهان مع أهلي حلب، ومحمود النايف الوافد للكرامة مؤخرًا، ويترقب الحضور الأول لحارس سوريا الشاب مكسيم صراف في الدوري المحلي، مع فريق الكرامة.
“التوجه نحو اللاعبين المغتربين في صفوف المنتخب السوري لا يجب أن يلغي دور الدوري المحلي في تطوير المواهب”، وفقًا لتقديرات سكر، “فالدول المتطورة كرويًا تبدأ من دوري متطور، والأردن مثال حي على ذلك مع تجارب موسى التعمري ويزن النعيمات”.
ويختم سكر، “اللاعبون المغتربون والمحترفون هم أساس تطور الكرة السورية حاليًا، لكن الدوري القوي هو الذي سيوفر مواهب واعدة تخدم المنتخب بشكل مستدام وعلى المدى الطويل”.
الكلمة للجماهير
كابتن فريق الجيش السابق، المدرب طارق جبان، يراهن على عودة الجماهير للملاعب، في رفع سوية الدوري السوري فنيًا وتنافسيًا.
وقال جبان، في حديث إلى، إن “الحضور الجماهيري الداعم للمنتخب في كأس العرب كان العامل الأول في رفع الحماس لدى اللاعبين وتقديم أداء فني عالي، فالمشجعون السوريون متقدمون دومًا على الأداء الفني للكرة السورية”.
ويتوقع جبان منافسة قوية على اللقب بين أندية الكرامة وحمص الفداء والوحدة والأهلي، مع محاولات لدخول المربع الذهبي وربما المنافسة، لناديي تشرين والجيش، فيما ستعمل باقي الفرق برأيه على تثبيت مواقعها في الدوري الممتاز.
“وستتضح معالم المنافسة على كل المستويات بشكل كامل، مع بداية مرحلة الإياب” بحسب جبان، متوقعا “إيابًا مملًا وسيئًا فنيًا لكثير من الفرق عكس الصراع على النقطة الذي ستشهده مرحلة الذهاب، بما ستتضمنه من فرز للأندية المتبارية بين القمة والقاع”.
ويرى جبان أن “أهم عامل لنجاح الموسم الحالي من الدوري، يتمثل في التزام اتحاد كرة القدم، برزنامة واضحة وثابتة، والعمل على أن يتحول الاتحاد لمؤسسة منتجة للمال، من خلال التعاون مع الرعاة وملاك حقوق النقل”.
ويفضل طارق جبان اللاعب المحلي على اللاعب الأجنبي إلا بحال تفوق المحترف فنيًا على اللاعب السوري، وهو ما لا يحصل حاليا برأيه “إلا في حالات قليلة، نظرًا لتوجه عدة أندية نحو المحترف الأرخص سعرًا من نظيره المحلي، بغض النظر عن تفوقه عليه فنيًا”.
وينصح جبان مدربي الدوري “بالعمل على أفكار متطورة ومقنعة للاعب، الذي أصبح على إطلاع واسع بتحديثات كرة القدم، بما يتناسب مع إمكانياته، ومقدرات الفريق جماعياً، ما سيخدم الكرة السورية والمنتخب الأول لاحقاً”.
ويختم جبان، “يتوجب علينا كمدربين سوريين، رغم الظروف الصعبة التي نواجهها من أرضيات ملاعب وظروف مالية، أن نعمل باجتهاد على تحويل الحصص التدريبية لمساحة من المتعة والاستفادة، لا أن يكون التمرين مجرد أداء واجب أو عقوبة على اللاعب”.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
