ورد سؤال إلى د. عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، يقول صاحبه: «حدث خلاف في فجر اليوم بين أحد رواد المسجد وعامل المسجد بسبب تشغيل قرآن الفجر قبل الصلاة، فما حكم الدين في ذلك؟».
وأجاب د. عطية لاشين قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾، موضحًا أن المقصود بـ«قرآن الفجر» الوارد في الآية هو القرآن الذي يتلوه الإمام في صلاة الفجر بعد قراءة الفاتحة، وليس ما يُتلى قبل الصلاة مما جرى العرف على تسميته بشعائر صلاة الفجر.
وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن ما وقع من خلاف أو مشادة داخل بيت من بيوت الله لا يليق بحرمة المكان ولا بقدسية الزمان، مؤكدًا أن المساجد إنما شُيدت لتكون موطنًا للسكينة والوقار والطمأنينة، لا ساحة للنزاع ورفع الأصوات.
واستشهد بقول النبي ﷺ: «وإذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة والوقار».
وأوضح د. لاشين أن الشيطان حريص على إشعال الفتن بين الناس، خاصة في مواطن العبادة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾، داعيًا إلى عدم الانسياق وراء الغضب وعلو الصوت، لما في ذلك من مخالفة لروح العبادة وتعظيم حرمات الله.
وأشار إلى أنه حتى مع وجود اختلاف في الرأي حول تشغيل القرآن أو التواشيح قبل صلاة الفجر، فإن ذلك لا يبرر أبدًا افتعال مشكلات أو الدخول في خصومات داخل المسجد، مؤكدًا أن الخلاف يُدار بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالصوت المرتفع أو التوتر والانفعال.
وأكد عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن الأولى بالمسلمين أن تكون شعائر صلاة الفجر وسيلة للتعاون على البر والتقوى، واستنهاض الناس لأداء هذه الصلاة العظيمة، لا سببًا للفرقة أو النزاع، داعيًا إلى تغليب التقييم الإيجابي والنصيحة الهادئة بين أبناء المسجد الواحد.
واختتم د. عطية لاشين حديثه بالدعاء بأن يهدي الله الأمة إلى أقوم سبيل، وأن يعم الهدوء والسكينة بيوت الله، وأن يجمع القلوب على طاعته ومحابه.
المصدر: صدى البلد
