نفذت فرق العمليات العسكرية (TOL)، التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، عملية أمنية في ريف دير الزور، في 7 من كانون الأول الحالي.

“قسد” نشرت بيانًا عبر معرفاتها الرسمية، الثلاثاء 9 من كانون الأول، ذكرت فيه أن العملية أسفرت عن القبض على الأمير العسكري لتنظيم “الدولة”، الملقب بـ”أبو زبير/سماك” واثنين من أفراد خليته.

في حين أفاد مراسل في دير الزور حينها، أن العملية حدثت في بلدة حوائج بومصعة، بريف دير الزور الغربي، وأن “قسد” بدعم من التحالف الدولي، نفذت حملة مداهمات في البلدة، رافقتها عدة اعتقالات من أبناء البلدة.

وأوضح أن المعتقلين هم أسامه أحمد الخلف، وساهر أحمد الخلف، وإبراهيم الصالح المحيمد، وإبراهيم العبد الأحمد، مؤكدًا أنهم مدنيون، ولا ينتمون لأي جهة، أو لتنظيم “الدولة”، كما تبنت “قسد” في بيانها.

بدورها، “قسد” اعتبرت أن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركات المجموعة، التي تبين لها أنها “من أخطر شبكات التنظيم”، وفق وصفها، والمسؤولة عن معظم الهجمات “الإرهابية” ضد قواتها خلال الأشهر الماضية.

وذكرت أنه خلال العملية صادرت أسلحة وذخائر ومتفجرات جاهزة للاستخدام، “ما أحبط مخططًا كان يستعد لتنفيذه”.

وكشفت أنها ضبطت بحوزة المعتقل وخليته أدلة بما فيها الهواتف والمقاطع المصورة، تثبت تورطهم المباشر في التخطيط والتنفيذ والإشراف على الهجمات، مع تسجيلات توثق إصدار الأوامر وتحريك عناصر الخلية، إلى جانب إدارتهم لعمليات الاستطلاع والمراقبة.

كما أثبتت التحقيقات، وفق “قسد”، أن “الأمير” كان يدير عمليات التهريب والتواصل بين “خلايا التنظيم” داخل المنطقة، وفي مخيم “الهول”، ويشرف على تجنيد وتدريب أطفال عائلات التنظيم ضمن ما يعرف بـ”أشبال الخلافة” وتجهيزهم لأدوار قتالية مستقبلية، وفق تعبيرها.

المعطيات تشير إلى تلقي الخلية دعمًا خارجيًا، بحسب ما ذكرته “قسد”، مضيفة أنه ذلك بهدف إعادة تنشيط خلايا التنظيم وزعزعة الأمن وتكثيف الهجمات.

رواية ذوي الموقوفين

أحد أبناء بلدة حوائج بومصعة، وأحد ذوي المعتقلين، أوضح أن “قسد” ألقت القبض على أربعة شبان خلال مداهمة نفذتها منتصف ليل الأحد في 7 من كانون الأول، بمشاركة طيران التحالف الدولي، واستمرت العملية نحو ثلاث ساعات، وأعقبها الإعلان من “قسد” عن العثور على أسلحة وقذائف وحزام ناسف داخل منزل المستهدف.

ونفى صحة هذه الرواية، مؤكدًا أن عناصر “قسد”، “زرعوا السلاح داخل المنزل قبل وصول قوة التحالف”، لإقناعه بوجود نشاط لتنظيم “الدولة” في المنطقة، وفق تعبيره.

وذكر قريب المعتقل، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الشبان الأربعة هم:

  1. أسامة الأحمد الخلف: يعمل مراسلًا في قناة “روناهي” المقربة من “قسد”، منذ ستة أشهر، ويعاني من مشكلات صحية في القلب بعد تركيب أربع شبكات، ولا يحمل سلاحًا، ولا علاقة له بأي نشاط مسلح.
  2. ساهر الأحمد الخلف: شقيق أسامة ويعمل حلّاقًا، في صالون يملكه شقيقه، ولا ينتمي لأي جهة عسكرية، وإنه يُعرف محليًا بلقب “أبو أسامة”.
  3. إبراهيم الصالح المحيمد: شاب صغير السن، يعمل في تجارة الهواتف المحمولة بنظام “الطلب والتوصيل”، ويؤكد مقربون منه أنه غير ملم حتى باستخدام السلاح.
  4. إبراهيم العبد الأحمد: موظف مدني في قطاع الزراعة في دوائر “قسد”، وهو الوحيد المتبقي لوالديه بعد وفاة شقيقه، ويؤكد ذووه أنه لا يمارس أي نشاط عسكري.

“قسد” أكدت أن العملية وجهت ضربة موجعة لبنية التنظيم في دير الزور، وتأتي ضمن سلسلة جهود مستمرة لمنع التنظيم من إعادة تنظيم صفوفه أو تهديد أمن المنطقة.

كما شددت على أن الإطاحة بـ”الأمير العسكري وخليته”، “إنجاز مهم” يحدّ من قدرات التنظيم، وتؤكد التزامها بمواصلة ملاحقة كل الخلايا بالتنسيق مع “التحالف الدولي” حتى تطهير المنطقة من الإرهاب وضمان أمن واستقرار دير الزور، وسائر شمالي شرق سوريا، وفق تعبيرها.

عملية سابقة

كما نفذت قوات التحالف الدولي بدعم من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عملية إنزال جوي في بلدة مراط بريف دير الزور الشرقي في 26 من تشرين الثاني الماضي.

مراسل في دير الزور، أفاد حينها أن عملية الإنزال الجوي التي نفذها التحالف الدولي بالتعاون مع “قسد” استهدفت منزل القيادي في “الجيش السوري الحر” سابقًا، حاتم البو سعود، بالإضافة إلى استهداف منزل صديق العزيز، وهو عنصر سابق في “الجيش السوري الحر” أيضًا.

العملية أسفرت عن اعتقال صديق العزيز وشخص كان برفقته، وفرار القيادي السابق حاتم البو سعود.

وأشار المراسل إلى أن العملية سبقتها حملة تفتيش المنازل المجاورة للمنزلين المستهدفين من قبل قوات “قسد”، واستمرت حوالي أربع ساعات باستخدام أربع  طائرات “أباتشي”.

ورافق حملة تفتيش المنازل تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيّرة في بلدة مراط الخاضعة لسيطرة “قسد”، بحسب المراسل.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.