قالت أرفع هيئة لمكافحة التجسس في الصين، إنها كشفت عدة قضايا تتعلق بالتسلل والتجسس، تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية خلال السنوات الأخيرة، متعهّدة بتكثيف العمل الاستخباراتي المضاد وسط توترات دبلوماسية متصاعدة بين بكين وطوكيو، على خلفية تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي بشأن تايوان.

وذكرت وزارة أمن الدولة الصينية، الأربعاء، في مقال نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها “كشفت سلسلة من قضايا التجسس التي تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية قامت بالتسلل وسرقة أسرار من الصين”، مضيفة أن ذلك “حافظ بفاعلية على أمن أسرار البلاد الجوهرية”.

وتعهّدت الوزارة بأن ضباط أمن الدولة “سيقضون بحزم على أي مخططات خبيثة ترمي إلى تقسيم البلاد تحت غطاء العمل الاستخباراتي”، وأنهم سيعارضون “أي أعمال دنيئة تقوم بها دول أجنبية تهدف إلى زعزعة السلام والاستقرار الإقليمي”، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

ولم يورد المقال تفاصيل بشأن أي قضايا محددة، كما أن مثل هذه القضايا نادراً ما يُكشف عنها للعامة.

قضايا تجسس

وفي مايو الماضي، أكدت الصين أن مواطناً يابانياً قد حُكم عليه بتهمة التجسس. وكانت وسائل إعلام يابانية قد ذكرت سابقاً، أن رجلًا يابانياً في الخمسينيات من عمره اعتُقل في شنغهاي في ديسمبر 2021، وتمّت مقاضاته في أغسطس 2023.

وفي قضية أخرى، اعتقلت سلطات أمن الدولة في مقاطعة بكين، موظفاً في شركة الأدوية اليابانية Astellas Pharma، وأكدت وزارة الخارجية الصينية في أغسطس الماضي، أنه تمت مقاضاته بتهمة التجسس.

وتخوض بكين وطوكيو نزاعاً دبلوماسياً حاداً؛ بسبب تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول تايوان.

وقالت تاكايتشي أمام البرلمان الياباني في 7 نوفمبر الجاري، إن استخدام القوة ضد تايوان قد يُعتبر “وضعاً يهدد بقاء الدولة”، مما يمكّن طوكيو من نشر قوات الدفاع الذاتي اليابانية.

ورفضت تاكاييتشي التراجع عن تصريحاتها، ما أثار غضب بكين. وتُظهر تصريحاتها احتمال تدخل اليابان إذا استخدمت بكين القوة ضد تايوان، في تحول عن سياسة “الغموض الاستراتيجي” التي تبنّاها قادة يابانيون سابقون.

وترى بكين تايوان جزءاً من الصين، يجب إعادة توحيده، بالقوة إذا لزم الأمر. ولا تعترف معظم الدول، بما فيها اليابان والولايات المتحدة، بتايوان كدولة مستقلة، لكن واشنطن تعارض أي محاولة لضم الجزيرة بالقوة، وهي ملتزمة بتزويدها بالأسلحة.

انتقادات صينية لتكايتشي

وانتقد مقال وزارة أمن الدولة الصينية، تاكايتشي؛ لأنها “تُصرّ على تصريحاتها الخاطئة دون إبداء أي ندم، رغم الاحتجاجات الرسمية المتكررة من الصين”، مضيفاً أن “أفعالها المتنوعة مدفوعة بنوايا خبيثة للغاية، وخطورتها بالغة، ولها تبعات شديدة الخطورة”.

ووصف المقال تاكايتشي، بأنها “أول زعيم ياباني يعلن طموحات للتدخل المسلح في تايوان”، وأنها “أول من يوجه تهديدات عسكرية للصين” منذ هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945.

واعتبر المقال، أن أفعالها “تخفي مؤشرات خطيرة على عودة النزعة العسكرية وطموحات التدخل بالقوة في عملية إعادة التوحيد الصينية”.

وشهدت العلاقات الصينية-اليابانية اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة. وتشمل مصادر التوتر؛ تصريف المياه المُشعّة من محطة فوكوشيما، والنزاع الإقليمي حول جزر دياويو (المعروفة باسم سينكاكو في اليابان)، وتصاعد النزعات القومية في البلدين، بالإضافة إلى التعاون الدفاعي بين طوكيو وواشنطن.

كما تتهم بكين منذ سنوات القوى اليمينية اليابانية بمحاولة تبييض السجل التاريخي للحرب، والسعي لتعديل الدستور السلمي، وتغيير السياسة النووية غير العسكرية، وتوسيع القدرات العسكرية. ومن المتوقع أن تزيد تصريحات تاكاييتشي من تفاقم هذه التوترات.

واتهمت بكين مراراً، تاكايتشي، بأنها “تقوّض بشكل جوهري الأساس السياسي للعلاقات الصينية-اليابانية”، وقدمت عدة احتجاجات لطوكيو، محذّرة من أن أي تدخل عسكري ياباني سيُعتبر “عملاً عدائياً”.

كما تعهدت بكين بالرد بإجراءات حازمة إذا لجأت طوكيو إلى القوة في مضيق تايوان.

تداعيات تجارية للخلاف السياسي

وأبلغت الصين اليابان بتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، حسبما ذكر مصدر حكومي، الأربعاء، لوكالة “كيودو” الرسمية، وسط الخلاف الدبلوماسي بين البلدين. 

وفشلت أولى محادثات الصين واليابان لتهدئة الخلافات، إذ قال ليو جينسونج، مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية، إنه “غير راضٍ” عن نتائج اجتماعه مع  المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية بوزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، الثلاثاء، وفق تقرير نشرته منصة “ذا بيبر” الإخبارية الصينية.

وأثارت جوانب بروتوكولية في الاجتماع، الانتباه كذلك. فقد نقلت وسائل إعلام صينية حكومية عن محللين قولهم، إن رتبة كاناي المتوسطة تعكس عدم جدية اليابان في إنهاء الخلاف، كما أثارت ملابس ليو جدلاً حول ما إذا كانت تحمل رسالة رمزية.

شاركها.