اخر الاخبار

قضية “سنترال بارك 5”.. ترمب يفشل بإسقاط دعوى التشهير

فشل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إقناع قاضٍ فيدرالي بإسقاط دعوى تتهمه بالتشهير ضد 5 رجال من أصول إفريقية ولاتينية، أدينوا وسُجنوا ظلماً عندما كانوا صبية، في قضية اغتصاب امرأة في “سنترال بارك” بنيويورك عام 1989.

وقضت القاضية الفيدرالية ويندي بيتلستون، في فيلادلفيا، الخميس، بأن الرجال الخمسة قدموا أدلة كافية في هذه المرحلة لمواصلة دعواهم التي يتهمون فيها ترمب بالتشهير بهم عبر تصريحات أدلى بها خلال حملته الرئاسية لعام 2024.

ومع ذلك، قامت القاضية بتضييق نطاق الدعوى، عبر إسقاط مطالبة المدعين بتهمة “التسبب المتعمد في أذى عاطفي”.

ورُفعت الدعوى في المحكمة الفيدرالية في أكتوبر الماضي من قبل يوسف سلام، ورايموند سانتانا، وكيفن ريتشاردسون، وأنترون براون، وكوري واي، ويُعرفون باسم “سنترال بارك 5”.

ويطالب المدّعون بتعويضات مالية غير محددة عن الأضرار التي لحقت بسمعتهم وحالتهم النفسية، إلى جانب تعويضات عقابية.

ورحّب شنين سبيكتر، المحامي الرئيسي للمدّعين، بقرار القاضية، قائلاً إنه وموكليه “يتطلعون إلى مرحلة تبادل الأدلة، ثم المحاكمة، والإنصاف النهائي لهؤلاء الرجال الخمسة الطيبين”.

من جانبها، قالت كارين سويغارت، محامية ترمب في القضية، في بيان، إن “هذه الدعوى التي لا أساس لها، وليست سوى هجوم جديد لا مبرر له ضد الرئيس ترمب”، ووصفت تقليص نطاق القضية بأنه “انتصار للرئيس الجمهوري”.

تصريحات ترمب خلال المناظرة الرئاسية

ووفقاً للدعوى، فإن ترمب أدلى بـ”تصريحات كاذبة” خلال مناظرة رئاسية مع المرشحة الديمقراطية السابقة كامالا هاريس في 10 سبتمبر 2024، زعم فيها أن الرجال “قتلوا شخصاً ما واعترفوا بذلك”.

وقال محامو المدعين إن اعترافاتهم السابقة كانت مزورة وتحت الإكراه، ولم يقروا بالذنب مطلقاً.

وأضافت الدعوى أن تصريحات ترمب “الكاذبة بشكل واضح” وضعت موكليها في “صورة خاطئة ومؤذية”.

وسعى فريق ترمب القانوني إلى إسقاط الدعوى بحجة أن تصريحاته محمية قانونياً بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة كآراء شخصية. ونفى ترمب ارتكاب أي مخالفات.

غير أن القاضية بيتلستون رفضت هذا الدفع، قائلة إن تصريح ترمب “يجب اعتباره تصريحاً واقعياً وليس رأياً”، لأنه من الممكن “إثبات زيفه بشكل موضوعي”.

وتعرض ترمب سابقاً لانتقادات بسبب مواقفه من قضية “سنترال بارك”. فبعد الهجوم على امرأة تبلغ من العمر 28 عاماً، أدلى بتصريحات مثيرة حول القضية ونشر إعلانات بصفحات كاملة في عدد من صحف نيويورك، مطالباً بإعادة العمل بعقوبة الإعدام.

ما هي قضية سنترال بارك؟

وخلال المناظرة الرئاسية في سبتمبر الماضي، سلطت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس الضوء على قضية “سنترال بارك 5″، إذ قالت إن “ترمب لديه تاريخ مثير للانقسام فيما يتعلق بالعِرْق بشكل مأساوي”.

وفي عام 1989، نشر ترمب إعلانات على صفحة كاملة في أربع صحف بمدينة نيويورك، بينها “نيويورك تايمز”، مطالباً الولاية بتطبيق عقوبة الإعدام بحق المتهمين.

وأوضح أنه عبّر عن هذا الرأي بسبب اغتصاب والاعتداء على تريشا ميلي، وهي المرأة التي كانت تمارس رياضة الجري في سنترال بارك.

وكتب ترمب في إعلان في مايو 1989: “أريد أن أكره هؤلاء القتلة، وسأظل أفعل ذلك دائماً”، مضيفاً: “لا أبحث عن تحليل نفسي لهم، أو فهمهم، وإنما أبحث عن معاقبتهم”. وكتب بأحرف كبيرة: “أعيدوا عقوبة الإعدام، أعيدوا شرطتنا!”.

وفي ذلك الوقت، كان ترمب مطوراً عقارياً صاعداً، ولكن الإعلانات جذبت الانتباه إليه على نطاق واسع.

فيما أُدين المراهقون الخمسة ظلماً، وحُكم عليهم بالسجن بتهمة اغتصاب ميلي والاقتراب من قتلها.

وقال المراهقون الخمسة إن الشرطة أجبرتهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبوها، وأُلغيت إدانتهم في عام 2002، ودفعت المدينة 41 مليون دولار في عام 2014 لتسوية قضية الحقوق المدنية التي رفعوها.

وأعاد مسلسل قصير على منصة “نتفليكس” Netflix، يحمل عنوان When They See Us، قضية “سنترال بارك 5” إلى الواجهة مجدداً، ما أدى إلى تجديد حالة الغضب العام.

ويقدّم مسلسل “نتفليكس”، سرداً درامياً عن تجربة الرجال الخمسة “كوري وايز، وكفين ريتشاردسون، ورايموند سانتانا، وأنترون ماكاري، ويوسف سلام”، الذين قضوا سنوات في السجون قبل تبرئتهم من التهم التي نُسبت إليهم.

وقرّر مكتب المدعي العام أن الهجوم على ميلي كان اعتداء قام به رجل اسمه ماتياس ريز، والذي ظهر في عام 2002، واعترف بجريمته، وهو ما أيّده دليل الحمض النووي.

واتُهم ريز بالاغتصاب والتشويه والقتل في الجانب الشرقي الأعلى من مانهاتن. وكانت ميلي المرأة الثانية التي اغتصبها واعتدى عليها بالضرب في الحديقة في ذلك الأسبوع.

وكان الفتيان الخمسة في مكان آخر من الحديقة في ذلك الوقت، بحسب ما توصل إليه تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في عام 2002.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *