جدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، التأكيد على أن تواجد حركة “حماس” في قطر تم بطلب من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن مكتب الحركة ومنذ نقله إلى العاصمة القطرية في عام 2012، استخدم بشكل حصري لتسهيل التواصل وإيصال المساعدات إلى غزة.
وأوضح رئيس الوزراء القطري خلال جلسة حوارية مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون في “منتدى الدوحة 2025″، أن قطر تعرضت للانتقادات، وتعرضت إلى هجمات لاستضافة الحركة، معتبراً أن بعض السياسيين يحاولون استخدام هذه المسألة لتحقيق مكاسب قصيرة الأمد و”تغذية السرديات التي ينشرونها”.
وتابع: “إذا ما نظرنا إلى ما يحصل في المنطقة، إذا نظرنا إلى النزاعات، فإن أطراف النزاعات أحياناً يكونون من الدول، وأحياناً من الجهات الفاعلة غير التابعة، وإذا لم نتواصل مع هذه الجهات قد لا نتمكن من التوصل إلى حل في نهاية المطاف”.
وتطرق المسؤول القطري، إلى ادعاءات دعم قطر لحركة “حماس”، وقال في هذا الصدد، إن المساعدات والدعم الذي تقدمه الدوحة، ذهب إلى غزة وإلى الشعب الفلسطيني، وأضاف: “كانت العملية في غاية الشفافية. والولايات المتحدة مطلعة على العملية بشكل كامل، وإسرائيل تسيّر هذه العملية، ولم تكن حكومة واحدة، بل عدة حكومات”.
وتابع: “نتنياهو، بينيت.. تعاملنا مع كل الوكالات والجهات، لبيد أيضاً كان مسؤولاً في فترة من الفترات، الموساد الشين بيت وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع،.. جميع هذه الجهات كانت منخرطة في هذه المساعدات، وفي إيصال هذه المساعدات، وبالتالي فحين يزعمون اليوم أن دولة قطر تمول حماس فلا أساس لهذا الأمر، إنها طريقة فقط لنشر الأكاذيب والمعلومات عن دولة أخرى، وهذا لا يحقق أي شيء بالنسبة لهم، بل في الواقع يتعارض مع سياساتهم”.
ودافع وزير الخارجية القطري، عن علاقة بلاده بواشنطن، مؤكداً أن الدوحة “لم تذهب يوماً إلى الولايات المتحدة لتشجعها على قصف دولة معينة أو دعم جماعة معينة أو جماعة أخرى (..) في حواراتنا مع الولايات المتحدة لطالما ركزنا على خفض التصعيد في المنطقة وتحقيق السلام، وهذا السلام لا يمكن أن يتحقق من دون انخراط الجميع”.
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة
كما تطرق رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، إلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مكتب حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، والذي قال إنه كان “غير أخلاقي” و”يضرب كل شيء بعرض الحائط.. سيادة الدول والقانون الدولي، وعلى الصعيد الأخلاقي فهذا أيضاً غير مقبول ولا يمكن لأحد أن يتقبله”.
وتابع: “حين يكون لدينا وسيط، فإن مفهوم الوساطة يتمثل في كونها مساحة آمنة لأطراف النزاع، ليتمكن من إبرام صفقة وإنهاء النزاعات، وحين يتعرض الوسيط للقصف من قبل أحد أطراف النزاع، فهذا أمر غير مسبوق”.
وعن الموقف الأميركي الذي أعقب الهجوم الإسرائيلي، شدد المسؤول القطري على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان “واضحاً جداً منذ البداية ومنذ لحظة حصول الهجوم”.
وتابع: “حين تم إبلاغه بالهجوم، طلب من أحد مستشاريه التواصل معنا”، مشيراً إلى أن ترمب اتصل كذلك بإسرائيل حيث عبر عن “إحباطه وخيبة أمله إزاء ما قامت به إسرائيل”.
وأضاف: “لقد اتصل بنا الرئيس ترمب فوراً. مستشاروه تواصلوا معنا قبل بضع دقائق من الهجوم، طبعاً بينما كان الهجوم قد بدأ. وبرهن لنا الرئيس أن ما حصل كان يتعارض بشكل واضح مع إرادته، وأنه لا قبل بما حصل، وأكد للجميع بما لا يقبل الشك أن هذا خط أحمر لا يقبل بأن يتخطاه أحد”.
كما اعتبر رئيس الوزراء القطري، أن قصف الدوحة خلال مفاوضات السلام في غزة، “كان يهدف لتخريب العلاقة” بين قطر والولايات المتحدة. مشيراً إلى التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي ادعت أن الهجوم تم بموافقة الولايات المتحدة.
وصرح: “لقد شهدنا على الكثير من الجهود الجارية منذ سنوات، المبنية على التضليل ونشر الأكاذيب والمغالطات حول دولة قطر من أجل الإضرار بالعلاقة بين دولة قطر والولايات المتحدة”.
وشدد المسؤول القطري، على أن هذه العلاقة “تعود بالفائدة على الدولتين”، “لأننا نعمل على تحقيق أو نطالب بأمور تختلف عما يطالب به خصومنا، هم يريدون القصف والهيمنة، ونحن نطالب بحل النزاعات بالسبل الدبلوماسية، ومحاولة تحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذه كانت طبعاً سياسة دولة قطر منذ تأسيسها”.
