اختارت قطر المهندسة المعمارية اللبنانية لينا غطمة، المقيمة في باريس، لتصميم جناح الدولة الدائم في بينالي البندقية، وهي تتولى أيضاً تصميم متحف العلا للفن المعاصر في السعودية، وجناح البحرين في إكسبو 2025. كما تمّ اختيارها من بين 60 فريقاً لإعادة تصميم المتحف البريطاني في فبراير 2025.
يعدّ جناح قطر، أول إضافة منذ 30 عاماً إلى قاعة جيارديني، أحد المقرّين الرئيسيين لهذا الحدث الشهير، الذي بدأ باستضافة الأجنحة الوطنية عام 1907.
وجاء هذا الإعلان عقب بروتوكول تعاون تمّ توقيعه في يونيو 2024، بين متاحف قطر وبلدية البندقية، بهدف تعزيز الروابط وتوسيع التعاون الثقافي والاقتصادي بين قطر وإيطاليا.
وقالت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، المفوضة المسؤولة عن الجناح: “تتمتع لينا غطمة برؤية عالمية وحساسية اكتسبتها من موطنها لبنان، لتصل إلى مختلف الثقافات. أعمالها تلهم الجمهور الجديد والتقليدي، وهي تتميز بحساسيتها للحالة الإنسانية وأسلوبها الواثق والمبتكر”.
أضافت: “يعدّ بينالي البندقية، أبرز تجمّع عالمي للفن والعمارة، وتعدّ جارديني مشهداً تاريخياً تجسّد فيه الأجنحة أوطانها. وتفخر قطر بمشاركتها في هذا التجمع الدولي، ما يعزز دورنا كدولة رائدة عالمياً في الدبلوماسية الثقافية، ويوفر منصّة فريدة لإبراز المواهب الإبداعية لأمتنا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا”.
تعدّ غطمة شخصية بارزة عالمياً في الهندسة المعمارية المعاصرة. وهي تمزج ببراعة بين الذاكرة التاريخية والاستدامة والابتكار. كما تتميّز بنهجها المعماري الذي تصفه بـ “علم الآثار المستقبلي”، إذ تسعى إلى فهم تاريخ المواقع وإعادة إحياء روحها في تصاميم حديثة، وهو النهج الذي أكسبها شهرة عالمية.
كما أن نشأتها في لبنان في ظل الحرب، وعمليات الدمار وإعادة الإعمار التي شهدها هذا البلد، أحدث تحولاً في رؤيتها للعمارة، ولدور الذاكرة في التصميم المعماري.
وقالت إدارة المتاحف في قطر، “إن اختيار شركة غطمة، التي عُرضت أعمالها في المعرض الدولي الـ17 للعمارة في البينالي عام 2021، جاء بناء على تصاميمها المرنة، إذ يدمج الجناح خارجياً مع محيطه المباشر. كما تشتهر شركة غطمي بحساسيتها تجاه التاريخ والحرف التقليدية، فضلاً عن عمارتها البيئية المبتكرة”.
يضمّ بينالي البندقية اليوم 30 جناحاً يمثّل 32 دولة إلى جانب مدينة البندقية. وتشارك دول أخرى في البينالي في صالات عرض “أرسنال”، بالإضافة إلى مواقع مستأجرة في جميع أنحاء المدينة.
