كشفت مؤسسة قطر عن متحف جديد مخصّص بالكامل للفنان الهندي الحداثي مقبول فدا حسين، الذي يُطلق عليه لقب “بيكاسو الهند”.
يضم المتحف أكثر من 150 عملاً للفنان منذ من خمسينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام 2011. امتدت أعمال حسين عبر مجموعة متنوّعة من الوسائط، إذ سيعرض المتحف لوحاته القماشية المبكرة إلى جانب أفلامه، ومنسوجاته، وصوره الفوتوغرافية، وقصائده.
كذلك سيعرض في قاعة خاصة منشآته مثل “سيروا في الأرض” آخر أعمال حسين (2009)، وهو تأمل فني واسع النطاق في تقدّم البشرية.
وقالت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر، التي افتتحت المتحف في 28 نوفمبر: “حسين فنان أسطوري، وأستاذ حقيقي تتجاوز أعماله الفنية الحدود، وتربط بين الثقافات والتاريخ والهويات”.
ووصفت المتحف بأنه “حلم الفنان الراحل”.
“لوح وقلم” اسم متحف مقبول فدا حسين الجديد، وهو عبارة عن نصب تذكاري بمساحة 3 آلاف متر مربع، مستوحى من مفهوم معماري رسمه حسين نفسه، وتمّ العثور عليه بين أوراقه بعد وفاته عام 2011.
تولى تصميم المتحف المهندس المعماري المقيم في نيودلهي مارتاند خوسلا الذي قال: “ترجمتُ الرؤية الرمزية للفنان الراحل إلى مبنى معاصر، يحتضن إرثه الفردي، ويعكس تجربته الطويلة في مختلف أشكال الإعلام والتعبير”.
يقع المتحف داخل المدينة التعليمية في الدوحة، وهو حرم جامعي يبلغ طوله 7.5 ميل، وهو موطن لمكتبة قطر الوطنية التي صمّمها ريم كولهاس، والمتحف العربي للفن الحديث (متحف)، والعديد من الجامعات.
حسين هو رسام ومخرج سينمائي هندي، ولد لعائلة مسلمة عام 1915، ومنحته قطر الجنسية عام 2010.
بدأ مسيرته الفنية في بومباي، حيث رسم لوحات إعلانية لأفلام بوليوود. ثم اتجه نحو التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام.
عُرف الفنان بحبه للحضارة العربية، التي ألهمته في رسم 35 لوحة معروضة. أمضى سنواته الأخيرة يعيش ويعمل في العاصمة الدوحة، وتوفي في لندن عام 2011 عن عمر ناهز 95 عاماً.
بلغ الاهتمام بأعمال حسين أعلى مستوياته على الإطلاق في السنوات الأخيرة، حيث يتهافت هواة جمع الأعمال الفنية على اقتناء روائع الفن الحديث في جنوب آسيا.
تمّ تسجيل رقم قياسي جديد للفنان في “دار كريستيز” نيويورك في مارس، عندما بيعت لوحته “من دون عنوان (غرام ياترا)” التي رسمها عام 1945 بنحو 14 مليون دولار.
عُرضت أعماله عالمياً، وبعضها موجود في مجموعات المعرض الوطني للفن الحديث في نيودلهي، ومتحف “فيكتوريا وألبرت” في لندن وغيره.
كان الفنان الراحل أحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة فناني بومباي التقدميين. ارتبط اسمه بالحداثة الهندية في أربعينيات القرن العشرين. استخدم في بداياته تقنيات حديثة، واستلهم من الهند “الجديدة” بعد تقسيمها عام 1947.
