أعلن رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التوصل رسميًا إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة سيدخل حيّز التنفيذ الأحد المقبل، بعد حرب استمرت أكثر من 15 شهرًا.
وقال في مؤتمر صحفي نقلته الخارجية القطرية اليوم، الأربعاء 15 من كانون الثاني، “يسر دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة بوصول طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن، والعودة إلى الهدوء المستدام، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين”.
وفي كلمة له، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه كان “مساء طيبًا للغاية” حيث أعلن رسميًا عن الاتفاق بين إسرائيل و”حماس” بعد وقت قصير من اتفاق مؤقت لوقف القتال في غزة والإفراج الجزئي عن الرهائن الإسرائيليين، والسجناء الفلسطينيين، وفق ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن مسؤولين لم يسمهم، أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيعقد اجتماعًا صباح غد الخميس، للموافقة على اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
عضو المكتب السياسي لـ”حماس” ورئيس الحركة في قطاع غزة، خليل الحية، قال بعد التوصل للاتفاق، “في هذه اللحظة التاريخية من جهاد شعبنا ونضاله المستمر على مدار عقود، والتي سيكون لها ما بعدها، نتوجه بكل عبارات الفخر والشموخ والثناء إليكم يا أهلنا وشعبنا في غزة الأبية”.
ويعمل مسؤولون من “حماس”، وآخرون إسرائيليون، ووسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أيام، في الدوحة للتوصل إلى اتفاق.
وقبل أيام، قدّم الوسطاء لـ”حماس” مسودة اتفاق نهائية، وبموجب الاتفاق سيجري إطلاق سراح 33 رهينة من الإسرائيليين في المرحلة الأولى من الصفقة، بمن في ذلك نساء وأطفال ورجال فوق سن الـ50، ورجال تحت سن الـ50 من الجرحى والمرضى، وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن معظم هؤلاء على قيد الحياة.
على مراحل
يوجد في غزة 98 رهينة بينهم سبعة أمريكيين، ويُعتقد أن نصف الرقم وثلاثة أمريكيين معهم، ما زالوا على قيد الحياة، وفق الاستخبارات الإسرائيلية.
وسيتم إطلاق سراج الرهائن تدريجيًا على مدار المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تبدأ في اليوم الأول من وقف إطلاق النار في غزة لستة أسابيع.
في المرحلة الأولى ستنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا إلى منطقة عازلة في غزة، بالقرب من الحدود الفاصلة مع إسرائيل، وستترك ممر “نتساريم” في وسط قطاع غزة ومعظم ممر “فيلادلفيا” على الحدود بين غزة ومصر.
في هذا الوقت سيسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة دون أن يخضع المسافرون سيرًا على الأقدام للتفتيش، لكن مع تفتيش المركبات من قبل مسؤولين قطريين ومصريين لضمان عدم نقل أسلحة ثقيلة إلى غزة.
وسيجري إطلاق سراح ألف فلسطيني، 200 منهم استهدفوا إسرائيليين، في الوقت الذي قال فيه مسؤول إسرائيلي إن العدد الدقيق للسجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم لن يتحدد حتى توضح “حماس” من هم على قيد الحياة من الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وسيدخل إلى غزة يوميًا 600 شاحنة مساعدات بما فيها 50 شاحنة وقود، اعتبارًا من اليوم الأول لوقف إطلاق النار، إلى جانب تسليم 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل للنازحين الفلسطينيين في القطاع.
تصاعد الدخان من وسط قطاع غزة المدمر- 15 كانون الثاني 2025 (رويترز)
ثلاث دول ضامنة
ينص الاتفاق على أن تكون قطر ومصر والولايات المتحدة ضامنة للتنفيذ، لتبدأ إسرائيل و”حماس” في اليوم الـ16 لوقف إطلاق النار، مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي يفترض أن تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين ووقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
ووفق ما نقلته وكالة “رويترز“، من المتوقع أن تتناول المرحلة الثالثة من الاتفاق إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة الإعمار بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
ويأتي الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي جرت بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، وقبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في 20 من كانون الثاني الحالي.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 467 يومًا، موقعة 46 ألفًا و707 قتلى، بالإضافة إلى 110 آلاف و265 مصابًا، منذ 7 من تشرين الأول 2023، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى دمار واسع لحق بمعظم مناطق القطاع وموافقه الحيوية وبناه التحتية دون أن تستثني الطبية منها.
اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
