قطر: سلوك إسرائيل “العدواني” يقوض كل فرصة ممكنة للسلام

قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الثلاثاء، إن “سلوك إسرائيل العدواني وغير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام”، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تدرس سحب فريقها التفاوضي من الدوحة.
وأضاف وزير خارجية القطري في منتدى قطر الاقتصادي: “ظننا أن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر سيفتح باباً لوقف المأساة، (لكن) الرد كان بموجة قصف أشد عنفاً أودت بحياة مئات الأبرياء”.
وقال إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في الأسابيع القليلة الماضية لم تسفر عن أي نتيجة بسبب “خلافات جذرية بين الأطراف”.
وأكد وزير الخارجية القطري التزام بلاده بمواصلة المساعي الدبلوماسية مع الشركاء لإيقاف الحرب، على الرغم من التصرفات الإسرائيلية.
وتابع قوله: “تستمر الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، رغم جهود دولة قطر جنباً إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة لوضع حد لهذه الحرب المأساوية، إلا أننا نشهد مراراً كيف تجهض فرص التهدئة”.
إسرائيل تدرس سحب وفدها
في غضون ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس سحب الوفد الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة في وقت لاحق، الثلاثاء، إذا لم تُسجّل أيّ انفراجة في المفاوضات الجارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين.
ووفق التقرير، سيبقى في الدوحة طاقم فني صغير لمواصلة المحادثات، فيما قال مصدر إسرائيلي للقناة: “نحن باقون حالياً احتراماً للولايات المتحدة، ولا نريد أن تظهر إسرائيل وكأنها تنسحب قبل حماس”.
وبحسب التقرير، فإن الوفد الإسرائيلي المكوّن من مسؤولين كبار يعمل وفقاً لصلاحيات محددة لا تسمح له بتجاوز صيغة المقترح المعروف باسم “مخطط ويتكوف”، وسط استمرار الجمود في المفاوضات.
ونقلت القناة الإسرائيلية 13 عن مصدر إسرائيليّ قوله إنه “يتم النظر في عودة كبار أعضاء فريق التفاوض للتشاور”، مشيرة إلى أنه “لم يتم البتّ في هذه المسألة بعد”.
ويأتي هذا فيما وافقت اللجنة الوزارية الإسرائيليّة للشؤون التشريعية، الأحد، على طرح مشروع قانون يمنع الدول التي تصنفها إسرائيل “داعمة للإرهاب”، من أن تكون وسيطا في أي مفاوضات بين إسرائيل ودول أو جهات أخرى؛ وذلك بهدف منع قطر من الاستمرار وسيطاً في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لوقف الحرب على غزة، والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
مقترح أميركي محدث
وكان موقع “أكسيوس” الأميركي، نقل الأحد، عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سلَّم إسرائيل وحركة “حماس” مقترحاً محدثاً لصفقة تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، ويضغط حالياً على الطرفين لقبوله.
وعلى الرغم من وجود فرق تفاوض من إسرائيل و”حماس” في الدوحة حالياً، قالت المصادر للموقع الأميركي إن المحادثات بشأن “مقترح ويتكوف” تجرى حالياً عبر قنوات أخرى.
وأوضح “أكسيوس” أن ويتكوف يتواصل بشكل مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، كما يجري محادثات مع قيادات “حماس” في الدوحة عبر وسيط.
ويشمل العرض الجديد إطلاق سراح 10 محتجزين مقابل وقف إطلاق نار لمدة 45 إلى 60 يوماً، إلى جانب الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، لكنه يتميّز عن العروض السابقة بصياغة جديدة تؤكد أن هذه التهدئة ستشكل بداية لمسار أوسع قد يؤدي إلى إنهاء الحرب، بحسب “أكسيوس”.
ونقل أكسيوس عن مصدر مطلع قوله “العرض الجديد يحاول منح حماس ضمانات بأن إبرام اتفاق جزئي الآن قد يمهد لإنهاء الحرب لاحقاً”، مضيفاً أن نتنياهو قدم رداً إيجابياً مبدئياً، لكنه مشروط ومليء بالتحفظات، فيما لم تعط “حماس” حتى الآن موافقة نهائية، وتطالب بضمانات واضحة بأن التهدئة المؤقتة يمكن أن تتحول إلى دائمة.