قطع ذهبية.. سرقة المتحف الوطني في دمشق
قطع ذهبية.. سرقة المتحف الوطني في دمشق

من جديد تمتد الأيادي العابثة إلى ذاكرة #سوريا.. قطع ذهبية وتماثيل أثرية سُرقت من المتحف الوطني في #دمشق، من قلب الجناح الكلاسيكي الذي يضم قطعًا من العصور الرومانية والبيزنطية ومقتنيات نادرة.

المتحف الذي صمد منذ 2011 كان ملاذًا لما تبقّى من آثار في المدن المدمرة.. لكن هذه المرة… pic.twitter.com/2iY3YFh3Mz

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) November 12, 2025

من جديد تمتد الأيادي العابثة إلى ذاكرة سوريا وتاريخها. ستّ قطعٍ ذهبية وتماثيل أثرية سُرقت من المتحف الوطني في دمشق، من قلب الجناح الكلاسيكي الذي يضم مقتنياتٍ تعود للعصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية. القطع المسروقة كانت قد نُقلت سابقًا من مواقع أثرية أخرى بهدف حمايتها، لكن الحصن الأخير للتراث السوري تهاوى تحت ضوء السرقة.

المتحف الذي صمد طوال سنوات الحرب منذ عام 2011، كان ملاذًا لما تبقّى من آثار المدن المدمّرة من تدمر إلى حلب. لكن هذه المرة لم تَمنع الحراسة ولا الإجراءات الأمنية وقوع الجريمة. خبراء آثار قالوا إن الممرات المغلقة داخل المتحف تُظهر أن العملية مخططة بدقّة، وأن منفذيها يمتلكون معرفة تفصيلية بأماكن القطع ونقاط الحراسة، ما يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ عن التسيّب الإداري أو حتى تورّط جهاتٍ تتاجر بالآثار في السوق السوداء.

منذ 2011، تُقدّر منظمات دولية أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية سُرقت من المتاحف والمواقع السورية، لتجد طريقها إلى أسواقٍ سوداء تمتد من أنقرة إلى باريس. واليوم تُسرق دمشق نفسها — العاصمة التي ظلت تخبّئ ما تبقّى من الذاكرة السورية — في دلالةٍ على أن التاريخ بات بلا جدران تحميه.

الأرقام والحقائق تقول إن ما يُنهب من سوريا ليس مجرد تماثيل أو قطع ذهبية، بل تاريخ حضاراتٍ كاملة وهوية أمةٍ بأكملها. المتحف الذي أعاد فتح أبوابه في يناير 2025 بعد سنوات من الإغلاق، يواجه الآن خطرًا أكبر من أي وقت مضى: أن تُعرض ذاكرته في صالات السوق السوداء بدلًا من قاعاته، وأن يُباع التاريخ لمن لا يعرف قيمته ولا يعترف بأصله.

شاركها.