قفزة في تكنولوجيا الطائرات المسيرة.. روسيا توسع إنتاج Vandal
تكثف روسيا من إنتاج طائراتها بدون طيار الانتحارية من طراز Prince Vandal Novgorodsky (KVN) التي يتم التحكم فيها عبر كابلات الألياف الضوئية، كما يتم إنشاء العديد من مصانع تجميع الطائرات بدون طيار في جميع أنحاء الجزء الأوروبي من البلاد، حسبما نقل موقع EurAsian Times.
وجرى تطوير طائرة Vandal المسيرة في نوفجورود بواسطة مركز “أوشكوينيك”، وهي تمثل تقدماً تكنولوجياً كبيراً في حرب الطائرات بدون طيار.
وعلى عكس الطائرات المسيرة التقليدية التي تعتمد على الاتصالات عبر الترددات الراديوية، تستخدم طائرة Vandal كابل تحكم بالألياف الضوئية.
ويجعل هذا الاتصال السلكي رابط الاتصال الخاص به محصناً تقريباً ضد التشويش والتداخل الإلكتروني، فضلاً عن أن إلكترونيات التحكم الرقمي في الطيران للطائرة بدون طيار مقاومة للتشويش.
كما يمكن لـ Vandal أن تعمل بشكل موثوق في بيئات مشبعة بالتدابير المضادة الإلكترونية.
نظام حرب إلكترونية
وفي مقطع فيديو من ساحة المعركة مؤخراً، يمكن رؤية Vandal تحلق بالقرب من شاحنة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية مزودة بنظام حرب إلكترونية، قبل أن تضرب دبابة قتال رئيسية من طراز Leopard ألمانية الصنع.
وتشمل المزايا الهامة الأخرى الناجمة عن استخدام كابل الألياف الضوئية، النطاق الترددي العالي، والاتصالات ذات زمن الوصول المنخفض، والتشغيل السري، والقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة للغاية.
ويوفر كابل الألياف الضوئية، رابطاً عالي النطاق الترددي بين المشغل والطائرة المسيرة، ما يسهل الحصول على ردود فعل بصرية غير مضغوطة في الوقت الفعلي، وهذا يعزز من وعي المشغل بالموقف ودقته في الاستهداف.
وبما أن الطائرة Vandal تتواصل باستخدام كابل الألياف الضوئية، فإنها لا تصدر أي طاقة تردد لاسلكي، فضلاً عن أن محركاتها الكهربائية بالكاد يمكن سماعها حتى من مسافة قريبة نسبياً.
صعوبة الاكتشاف
ويقلل غياب انبعاثات التردد اللاسلكي، إلى جانب التشغيل الهادئ لمحركاتها الكهربائية من إمكانية اكتشاف الطائرة المسيرة بواسطة أنظمة المراقبة والدفاع المعادية.
وتسهل خصائص التخفي التي تتمتع بها الطائرات بدون طيار، اختراق دفاعات الخصم والوصول إلى أهداف عالية القيمة دون اكتشاف مبكر.
وتحتاج الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها عن طريق الترددات الراديوية إلى الصعود إلى ارتفاع أعلى أثناء ابتعادها عن محطة التحكم الخاصة بها للحفاظ على خط الرؤية، ولكن في المقابل لا يتعين على طائرة Vandal القيام بذلك.
في مقاطع فيديو حديثة من ساحة المعركة، يتم رؤية الطائرة Vandal تتسكع على ارتفاع يتراوح بين 2 و10 أمتار فوق الأرض، لمراقبة نشاط العدو.
ويعرف عن القوات الروسية أنها “تستخدم الطائرات بدون طيار كنقطة مراقبة سرية في أراضي العدو”.
وفي مهمة استطلاعية، يمكن وضع الطائرة بدون طيار في نقطة مراقبة على الأرض لمراقبة نشاط العدو.
وفي حالة اكتشافها، أو عند نفاد البطارية، يمكن للطائرة بدون طيار أن تطير بعيداً.
القدرة التشغيلية
تتميز الطائرة بدون طيار من طراز Vandal بكاميرا وجهاز تصوير حراري، ما يسهل العمل ليلاً ونهاراً وفي ظروف الرؤية الضعيفة، وهي قادرة على حمل حمولة تزن 3.5 كيلوجرام إلى مدى يتراوح بين 6 و10 كيلومترات.
وتم تصميم نظام فاندال لتدمير المعدات العسكرية غير المدرعة للعدو، وناقلات الجنود المدرعة، ومراكز القيادة ومرافق الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي والاستطلاع الإلكتروني والحرب الإلكترونية ومرافق الدعم الخلفي.
وأدخلت روسيا الطائرة Vandal لأول مرة في ساحة المعارك في كورسك في 13أغسطس الماضي، بعد وقت قصير من بدء الهجوم الأوكراني على المنطقة.
وقبل ظهور Vandal، لم تكن هناك محاولات للسيطرة من خلال كابل الألياف الضوئية، حيث كان يُعتقد أن الكابل قد يعلق بالتضاريس أو أوراق الشجر أو الهياكل، ولكن ثبت أن المخاوف مبالغ فيها.
وبالرغم من أن كابل الألياف الضوئية هش، فإنه لا يتلف أو ينقطع بسهولة، فهو ينكسر بسهولة فقط إذا انثنى.
وقال المدير العام لشركة “أوشكوينيك”، أليكسي تشاداييف، إن عدد انقطاعات الألياف الضوئية، وفق الإحصائيات، لا يتجاوز 1-2 حالة لكل 10 عمليات إطلاق.
تحديات ضخمة
ويشكل تصنيع الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها عن طريق الألياف الضوئية “تحدياً كبيراً”؛ حيث أن حمولتها محدودة، ونطاقها يقتصر على مسافات قصيرة للغاية.
وتعتبر كابلات الألياف الضوئية هشة بطبيعتها مقارنة بالأسلاك الكهربائية، ويجب إدارتها بحيث تتحمل الضغوط المادية الناجمة عن الطيران، بما في ذلك الاهتزاز والانحناء والتأثيرات المحتملة.
ويؤثر طول كابل الألياف الضوئية بشكل مباشر على مدى الطائرة المسيرة.
وتحمل الطائرة Vandal بكرة كابل من الألياف الضوئية تتدحرج عندما تبتعد الطائرة بدون طيار عن المشغل.
وتضيف البكرة وزناً كبيراً، ما يؤثر سلباً على قدرة الطائرة بدون طيار على حمل الحمولة ومداها.
وتزيد أي محاولة لزيادة مدى الطائرة بدون طيار عن طريق زيادة طول الكابل من وزن الطائرة المسيرة.
ويؤثر الوزن الإضافي وحجم البكرة سلباً على ديناميكيات الطيران ويزيد من استنزاف البطارية.
ضعف الإشارات الضوئية
وتوجد مضاعفات أخرى ناجمة عن استخدام كابل أطول، فمع مرور المسافة، قد تضعف الإشارات الضوئية في الألياف الضوئية، ما قد يقلل من فعالية إشارات التحكم أو نقل البيانات.
على الرغم من تنوعها وفعاليتها، يظل استخدام الطائرات بدون طيار FPV التي يتم التحكم فيها عبر الألياف البصرية مقتصراً على المناطق القريبة من خط العقد.
وبدأت أوكرانيا في نشر طائرات بدون طيار من طراز FPV يتم التحكم فيها عبر الألياف الضوئية، ولكن موسكو متقدمة كثيراً على كييف من حيث النضج التشغيلي لطائرات Vandal بعد ما يقرب من 6 أشهر من العمليات وعدد الطائرات بدون طيار المتاحة لقواتها.