قلق صحي عالمي بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية

أظهرت أرقام جديدة ارتفاع حالات التسمم الغذائي المميت ببكتيريا الإشريكية القولونية بنسبة تقارب 80% خلال عام.
وتُعدّ بكتيريا الإشريكية القولونية STEC واحدة من أخطر أشكال الإشريكية القولونية المنقولة عبر الغذاء، حيث يُمكن أن تُسبب فشلًا كلويًا مُهددًا للحياة، واضطرابات خطيرة في تخثر الدم، كما ارتبطت بسرطان القولون.
إلى جانب الوفيات، نُقل 399 مريضًا إلى المستشفيات بسبب أعراض حادة، مما استدعى رعاية طبية عاجلة، وكان السبب الأكثر شيوعًا هو سلالة O157 من بكتيريا STEC، حيث سُجِّلت 762 حالة، أي أكثر من ضعف إجمالي العام السابق، وهو أعلى مستوى سُجِّل منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
الأكثر عرضة للخطر
ويُعد الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عُرضة للخطر، حيث لا تزال أجهزتهم المناعية في طور النمو، وتكون كليتاهم أكثر عُرضة للتلف الناتج عن سموم البكتيريا.
وفي حين أقرّ مسؤولو الصحة بأن جزءًا من الارتفاع يُعزى على الأرجح إلى انتهاء قيود كوفيد التي ساهمت أيضًا في الحد من انتشار الإشريكية القولونية إلا أنهم قالوا إن هذا وحده لا يُفسر النطاق الكامل للزيادة، وأضافوا أن التغييرات في أساليب الإبلاغ قد تكون عاملًا.
وتشمل النظريات الأخرى ارتفاع عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة، مثل المصابين بالسمنة.
وقد يكون السبب أيضًا أن المزيد من المتسوقين يختارون المصادر الرئيسية للبكتيريا، مثل الخس، إما عبر الشطائر الجاهزة أو السلطات المُعبأة.
وتشير الدراسات إلى أن الخضراوات الورقية مسؤولة عن نصف حالات تفشي الإشريكية القولونية.
ويعتقد الخبراء أن قوام الخس يمكن أن يجعله أكثر عرضة لاستضافة البكتيريا، وأن عدم طهيه غالبًا، والذي عادةً ما يقضي على البكتيريا، يزيد من خطر الإصابة.
كما ارجع بعض الخبراء حالات الإشريكية القولونية التي سُجلت عام ٢٠٢٢ إلى الطقس الدافئ الرطب الذي يُوفر بيئة خصبة “مثالية” لانتشار المُمرض.
وأضافت أن “فترات الحر الطويلة”، بما في ذلك درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، تليها أمطار غزيرة، من المرجح أن تُسبب اختلاط التربة الملوثة بالمياه وانتشارها على المحاصيل.
ويُثير الانتشار المتزايد لهذه الجراثيم القلق أيضًا بعد أن أشارت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام إلى أن بكتيريا الإشريكية القولونية بما في ذلك سلالات STEC قد تكون مسؤولة عن ارتفاع مُقلق في حالات سرطان القولون لدى من تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
وجد الخبراء آثارًا لمادة كوليباكتين، وهي سمّ مرتبط بالسرطان تُنتجه سلالات مُعينة مثل سلالات STEC غير 0157، كامنة في أورام لدى مرضى تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
وتتراوح أعراض STEC من الإسهال الخفيف إلى الدموي، مع القيء والحمى وتقلصات المعدة، وهي علامات أخرى دالة على الإصابة بالعدوى.
في الحالات الشديدة، يُمكن أن تُسبب هذه الجراثيم متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS)، بالإضافة إلى الفرفرية قليلة الصفيحات الخثارية (TTP)، وهي اضطراب دموي نادر يُهدد الحياة.
ويتعافى معظم المصابين بهذه البكتيريا دون رعاية من هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في غضون أسبوع، مع أن الأعراض قد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.
ويرجع ذلك إلى احتمال زيادة خطر الإصابة بمضاعفات مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS)، حيث إن تأثير الأدوية على البكتيريا قد يؤدي إلى زيادة تراكم السموم.