تزايدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين خلال الأسابيع التي سبقت اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج. 

فبعد فرض واشنطن قيوداً جديدة، أعلنت بكين عزمها توسيع متطلبات التصاريح الخاصة بمنتجات المعادن النادرة، بينما هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، في تصعيد جديد ضمن المنافسة الحادة بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ يسعى كل طرف إلى تحقيق الأفضلية في المفاوضات التجارية المرتقبة، وفق “أسوشيتد برس”.

فيما يلي تسلسل لأبرز الأحداث خلال الشهر الماضي..

19 سبتمبر: المكالمة الهاتفية

أجرى ترمب وشي مكالمة هاتفية، أعلن بعدها الرئيس الأميركي عن خطط لعقد لقاء بين الزعيمين في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر.

وكتب ترمب على منصة “تروث سوشال”: “أنهيت للتو مكالمة مثمرة للغاية مع الرئيس الصيني شي.. كانت مكالمة جيدة جداً”، فيما قالت الصين إن الزعيمين أجريا “تبادلاً صريحاً ومعمقاً لوجهات النظر”.

29 سبتمبر: القواعد الأميركية الجديدة

أصدرت وزارة التجارة الأميركية قاعدة جديدة توسّع بشكل كبير القيود المفروضة على التصدير، لتشمل الشركات الأجنبية المدرجة على القوائم السوداء وكذلك الشركات التابعة لها بنسبة 50% أو أكثر.

وقال وكيل الوزارة جيفري كيسلر إن الهدف هو “سد الثغرات وضمان فاعلية ضوابط التصدير”.

وسارعت الصين إلى الاحتجاج، ووصفت الخطوة بأنها “نموذج جديد لإساءة استخدام الأمن القومي”، مؤكدة أنها “ضارة للغاية”، وستؤذي مصالح الشركات المشروعة.

1 أكتوبر: أزمة فول الصويا

لم تستورد الصين فول الصويا من الولايات المتحدة في سبتمبر، وهي المرة الأولى منذ نوفمبر عام 2018 التي تنخفض فيها الشحنات إلى الصفر.

واتهم ترمب بكين باستخدام مشترياتها من فول الصويا كورقة ضغط في المفاوضات، وصرّح بأن المسألة ستكون “موضوعاً رئيسياً للنقاش” عند لقائه شي.

وردت الصين بأن العقبة الحقيقية تكمن في “الإجراءات الأميركية الأحادية”.

3 أكتوبر: رسوم الموانئ

أعلنت الجمارك الأميركية عن فرض رسوم جديدة على السفن المرتبطة بالصين اعتباراً من 14 أكتوبر، قائلة إن الهدف هو دعم صناعة بناء السفن المحلية.

وردّت الصين واصفة القرار بأنه “أحادي وتمييزي”.

8 أكتوبر: إدراج شركات صينية على القائمة السوداء

أدرجت وزارة التجارة الأميركية عدداً من الشركات الصينية لتزويدها إيران بقطع غيار لطائرات مُسيّرة.

9 أكتوبر: قيود على المعادن النادرة

كشفت بكين عن قواعد أكثر صرامة للحد من تصدير المعادن النادرة، مبرّرة الخطوة بأنها تهدف إلى “حماية الأمن والمصالح الوطنية” وضمان الالتزام بالاتفاقات الدولية لمنع الانتشار، نظراً لاستخدام هذه المواد في الأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء.

في المقابل، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مصافي تكرير صينية؛ بسبب شرائها النفط الإيراني، واقترحت وزارة النقل الأميركية منع شركات الطيران الصينية من التحليق فوق روسيا أثناء رحلاتها إلى الولايات المتحدة.

10 أكتوبر: تهديدات ترمب الجديدة بالرسوم

هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية وفرض قيود إضافية على صادرات التكنولوجيا، وكتب على منصته أن الخطوات الصينية “عدائية ومريبة”، مضيفاً: “لا أرى سبباً للقاء شي في وقت لاحق من أكتوبر… الصين أصبحت عدائية للغاية”.

وردّت الصين بإعلان رسوم انتقامية على الموانئ، وفتحت تحقيقاً ضد شركة “كوالكوم” الأميركية لصناعة الرقائق الإلكترونية.

12 أكتوبر: لهجة أكثر هدوءاً

خفّف ترمب من لهجته وكتب: “لا تقلقوا بشأن الصين”، وفي اليوم نفسه، قالت بكين إنها مستعدة لتعزيز “الحوار والتبادل” بشأن ضوابط التصدير لضمان استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

14 أكتوبر: زيت الطهي يدخل النزاع

قال ترمب إن إدارته قد توقف شراء زيت الطهي من الصين “كردّ انتقامي”  على مقاطعة بكين لفول الصويا الأميركي، مضيفاً أن “رفض الصين شراء فول الصويا يضر بمزارعينا، ويعد عملاً عدائياً اقتصادياً”.

وردّت وزارة التجارة الصينية بإعلان حظر التعامل مع خمس شركات تابعة لشركة بناء السفن الكورية الجنوبية “هانوا أوشن”، وأكدت أن المحادثات الفنية مع واشنطن مستمرة، لكنها حذّرت من فرض أي قيود جديدة أثناء التفاوض.

15 أكتوبر: خلافات في مجال الطيران

قدّمت شركات الطيران الصينية شكاوى ضد قرار أميركي يمنعها من التحليق فوق روسيا في رحلاتها من وإلى الولايات المتحدة.

17 أكتوبر: محادثات اقتصادية

أجرى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنج مكالمة عبر الفيديو، حيث ناقشا التحضير للقاء المرتقب بين ترمب وشي. وقال الجانبان إن المحادثة كانت “صريحة وبنّاءة”، واتفقا على عقد جولة جديدة من المفاوضات التجارية قريباً.

20 أكتوبر: “صفقة رائعة” متوقعة

قال ترمب إن الولايات المتحدة “تحظى باحترام كبير من بكين” وتوقّع أن يبرم “صفقة رائعة” مع شي في لقائهما المقبل.

وردّ المتحدث باسم الخارجية الصينية قائلاً: “إن دبلوماسية القادة تلعب دوراً لا يمكن استبداله في توجيه العلاقات الصينية الأميركية”.

شاركها.