استضافت مصر، الاثنين، “قمة شرم الشيخ للسلام”، والتي رأسها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، وذلك في إطار تكريس مسار السلام في الشرق الأوسط من خلال إنهاء الحرب في غزة، وإعادة إعمار القطاع، والتوصل لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية.
وشارك في القمة، وفق الرئاسة المصرية، رؤساء دول، وحكومات، ووزراء، وممثلين عن كل من الأردن، وقطر، والكويت، والبحرين، وتركيا، وإندونيسيا، وأذربيجان، وفرنسا، وقبرص، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان، وأرمينيا، والمجر، وباكستان، وكندا، والنرويج، والعراق، والإمارات، وسلطنة عمان، والسعودية، واليابان، وهولندا، وبارجواي، والهند.
كما شارك كل من سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وقبيل انطلاق القمة، وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وثيقة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووصفه ترمب بأنه “اختراق تاريخي لا يُجسد نهاية الحرب في غزة فقط، بل يُمثل بداية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها”.
وفي كلمته، خلال القمة، قال الرئيس الأميركي إن “عملية إعادة إعمار غزة تتطلب أن تكون منزوعة السلاح، وتشكيل قوة شرطة مدنية لضمان أمن السكان”، موضحاً أن “حرب غزة انتهت، والمساعدات تتدفق الآن إلى القطاع.. حققنا المستحيل معاً وأصبح لدينا سلام في الشرق الأوسط”.
من جانبه قال الرئيس المصري إن اتفاق شرم الشيخ “يغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية.. ونعمل مع الولايات المتحدة، والشركاء على وضع الأسس المشتركة لإعادة إعمار غزة”.
كما أعلن ترمب عن بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيداً بالدور المصري بقيادة السيسي في تسهيل التوصل إلى الاتفاق مع حركة “حماس”، فيما أكد الرئيس المصري ثقته في قدرة نظيره الأميركي على إنهاء الحرب، داعياً إلى تعزيز الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة.
“حماس تحترم مصر”
وخلال لقاء ثنائي بين الرئيسين المصري والأميركي أشاد ترمب بالدور المصري في التوصل إلى الاتفاق قائلاً إن مصر “لعبت دوراً مهماً في اتفاق غزة لأن حماس تحترمها”، ولفت إلى أنه يود انضمام السيسي، لما يعرف بـ”مجلس السلام لإدارة قطاع غزة”، وفقاً لخطة إنهاء الحرب في القطاع، مضيفاً: “السيسي لعب دوراً بالغ الأهمية في عملية السلام مع حركة حماس”.
وأشار ترمب إلى أن السيسي يقوم بعمل رائع في قيادة بلاده، وأنّ مصر تُعد من الدول التي تشهد معدلات جريمة منخفضة لأنها “لا تلعب بالأمور كما يحدث في الولايات المتحدة”.
وقال ترمب إنّ “ما حققه السيسي يُعدّ دليلاً على قدرته في توحيد بلاده”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانبه بالكامل”.
وعن دور مصر في اتفاق غزة مضى ترمب قائلاً: “لقد لعبنا دوراً مهماً للغاية، وكان لهم دور مهم مع حماس.. في الواقع، كان (السيسي) هنا مؤثراً جداً، لأن حماس تحترم هذا البلد، وتحترم قيادة مصر.. لذلك لعبتم دوراً مهماً جداً، أقدّر ذلك كثيراً”.
إيران تريد صفقة
كما تناول ترمب الحديث عن إيران وصفقة السلام المحتملة، قائلاً: “في إسرائيل، تحدثت للتو عن صفقة سلام محتملة مع إيران، قلت: نحن جاهزون عندما تكونون أنتم جاهزين.. الهدف النهائي هو السلام، وأعتقد أن إيران ستنضم.. لقد تعرّضوا لضربات شديدة، وهم بحاجة إلى المساعدة.. لديهم عقوبات كبيرة، عقوبات هائلة”.
وأوضح قائلاً:” بعض البلدان تحب بعضها والبعض الآخر لا، ولكن كلها اجتمعت اليوم.. حتى إيران تدعم هذه الخطة ولكن أظن أن الأمر متعلق بالصفقات، وهم يريدون تحقيق صفقة”.
وأضاف: “أود أن أرفع العقوبات عندما يكونون مستعدين للتحدث، لكن لا يمكنهم البقاء مع هذه العقوبات.. إنها عقوبات صعبة جداً، لكن في مرحلة ما سيقولون إنهم يريدون رفعها، وسنصل إلى سلام.. أعتقد أن إيران ستكون بخير”.
ترمب الوحيد القادر على إنهاء حرب غزة
من جانبه قال السيسي إنه “كان متأكداً أن ترمب هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب في غزة”، مضيفاً: “أريد تثبيت وقف إطلاق النار والتأكد من استمراره، وإدخال المساعدات للقطاع”.
وأوضح الرئيس المصري أنه يرغب في دعم ترمب لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة المنتظر في نوفمبر المقبل، معرباً عن رغبته في “استكمال وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات للقطاع”.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بدور مصر في إنجاح اتفاق السلام بشأن غزة، مشيراً إلى أنها دورها كان “استثنائياً” في العملية، وأنها ستواصل أداء دور محوري في مرحلة التنفيذ والمتابعة.
وقال روبيو خلال اللقاء الذي جمع ترمب والسيسي، إن كلاً من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر ترمب جاريد كوشنر “سيؤكدان الدور الحاسم الذي قامت به مصر”، موضحاً أنها “استضافت المحادثات التي أفضت إلى الاتفاق” بين إسرائيل، وحركة “حماس”.
وأضاف أن مصر ستلعب دوراً مهماً للغاية في متابعة وتنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى أن الأمر لا يقتصر على إعادة إعمار غزة فحسب، بل يهدف إلى “تحويل المنطقة بأكملها”.
وتابع قائلاً: “لدينا شريك رائع، وتحالف طويل الأمد، وشريك يتمتع بقدرات عالية هنا، ومجموعة متميزة من القادة”.
واختتم روبيو تصريحه بالقول: “هذا اليوم، في رأيي، وأعتقد في رأي الجميع في هذه القاعة، يُعد على الأرجح أحد أهم الأيام من أجل السلام العالمي خلال الخمسين عاماً الماضية، وليس في ذلك أي مبالغة”.
فيما قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن العمل جارٍ على تنفيذ اتفاق إنهاء حرب غزة بتوجيه مباشر من ترمب، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستكون من أهم المراحل في العملية.
وأضاف ويتكوف: “سنبدأ تنفيذ الاتفاق، وأنا وجاريد (كوشنر) منخرطان تماماً في ذلك، وسنكون هنا كثيراً، وهذا بتوجيه من الرئيس (ترمب)، ومن المحتمل أن تكون هذه واحدة من أهم المراحل هنا”.