أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لاستعدادها لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% في أول تصريحات علنية له خلال القمة السنوية للحلف العسكري المقامة في لاهاي، وقال إن “الحلف سيصبح قوياً جداً معناً”.
وقال ترمب عندما سُئل عن أهدافه تجاه حلف الناتو ومدى التزامه بالمادة الخامسة من ميثاق تأسيس الناتو، والتي تضمن الدفاع المشترك وتعد حجر الأساس للأمن عبر الأطلسي: “نحن معهم حتى النهاية وبكل قوة.. لديهم أمور مهمة جداً ليعلنوها اليوم”.
وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم”.
وفي حديثه للصحافيين قبل انطلاق القمة، أشاد الرئيس ترمب بخطوة حلف الناتو لزيادة إنفاق أعضائه من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ونسب إليه الفضل في دفع الحلف لزيادة استثماراته العسكرية. وقال: “ستكون هذه خطوةً بالغة الأهمية.. سيصبح الناتو قوياً جداً معنا”، حسبما نقلت “واشنطن بوست”.
بموجب الخطة الجديدة، سيلتزم أعضاء الناتو برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، منها 3.5% إنفاق عسكري أساسي، والباقي للبنية التحتية والاستخبارات والأمن السيبراني، وغيرها من الإنفاق الذي يستطيع الحلفاء مواكبته بالفعل.
وكان ترمب قال، الثلاثاء، إن دعمه لحلفاء الناتو سيعتمد على مدى إنفاقهم على الدفاع. وقد طالب الدول الأوروبية وكندا بتخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي لأمنها، بحسب “أسوشيتد برس”.
وعشية الاجتماع في لاهاي، قال ترمب للصحافيين على متن طائرة إير فورس إن التزامه بالمادة الخامسة “نابع من تعريفك أنت لها”. وقال: “للمادة الخامسة تعاريف متعددة.. أنتم تعرفون ذلك، أليس كذلك؟”، مضيفاً: “لكنني ملتزم بأن أكون صديقاً لهم”، وأشار إلى أنه سيقدّم تعريفاً أكثر دقة للمادة الخامسة”.
ويجتمع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمدينة لاهاي، الأربعاء، في قمة جرى الترتيب لتفاصيلها بما يتناسب مع مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ يأمل الحلفاء الأوروبيون أن يحفزه تعهدٌ بزيادة الإنفاق الدفاعي على تبديد الشكوك بشأن التزامه تجاه الحلف.
وقال الأمين العام للحلف مارك روته إنه لا يوجد بديل عن زيادة الإنفاق الدفاعي في ضوء التهديد المستمر من روسيا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، خلال القمة، إن “حلف الناتو لا شأن له بأوكرانيا”، وإن “التهديد الأكبر لأوروبا ليس الأمن، بل فقدان قدرتنا التنافسية في التجارة العالمية”.
وأضاف أن روسيا “ليست قوية بما يكفي لتشكل تهديداً حقيقياً لنا، فنحن أقوى بكثير”. وأشاد بالرئيس ترمب واصفاً إياه بأنه “رجل عاقل”.
ومن المتوقع أن توافق القمة على زيادة هدف الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو، استجابة لمطلب ترمب وفي ظل مخاوف الأوروبيين من تهديد روسي مباشر منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
ولكن قبل الاجتماع، أعلنت إسبانيا وبلجيكا أنهما “لن تتمكنا” من تحقيق الهدف بحلول الموعد النهائي الجديد لعام 2035، فيما قالت سلوفاكيا إنها “تحتفظ بحقها في تحديد إنفاقها الدفاعي بنفسها”، بحسب ما أوردته “أسوشيتد برس”.
وأشار رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر، خلال القمة، إلى أنه “إذا استطاعت إسبانيا تحقيق أهدافها المتعلقة بالقدرات العسكرية دون إنفاق كبير، فقد تتمكن دول أخرى من ذلك أيضاً”.
وقال: “لا توجد معاملة خاصة لأي دولة عضو. إنه نفس النص، وإذا كان تفسير إسبانيا صحيحاً، فيمكن لأي شخص تفسير النص بالطريقة نفسها”.