قوات الأمن سوريا تدفع بتعزيزات الساحل مع استمرار المواجهات

دفعت السلطات السورية، الأحد، بتعزيزات أمنية إلى محافظات الساحل التي تشهد مواجهات مع مجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، إذ توجه رتل تابع لإدارة الأمن العام من محافظة إدلب إلى الساحل السوري، فيما مددت الحكومة حظر التجول في محافظتي اللاذقية وطرطوس بعد يومين من الاشتباكات.
وأكدت وزارة الدفاع السورية، فرض سيطرتها على تلك المناطق التي شهدت اعتداءات ممن وصفتهم بـ”فلول النظام السابق” في محافظات الساحل على عناصر الأمن العام.
ونشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” مشاهد لانطلاق رتل لقوات الأمن العام من محافظة إدلب إلى الساحل السوري بهدف “بسط الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسين عبد الغني، في كلمة مصورة، السبت، إن قوات الجيش السوري حققت تقدماً ميدانياً سريعاً في المناطق التي شهدت اعتداءات ضد الأمن العام”، لافتاً إلى تنفيذ “عملية تطويق محكمة” أدت إلى تضييق الخناق على “ضباط وفلول النظام البائد”، وأوضح أنه يتم تسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون.
ودعا عبد الغني، المدنيين الذي تطوعوا للمشاركة في العمليات ضد “فلول النظام” إلى العودة لمناطقهم، مشيراً إلى أن “الأوضاع تحت السيطرة”، مضيفاً أنه “بناء على توجيهات الرئيس السوري أحمد الشرع نؤكد على جميع الوحدات الميدانية في مواقع القتال الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريين والأمنيين”.
وأضاف: “يمنع منعاً باتاً الاقتراب أو التعرض لأي منزل إلا وفق الأهداف المحددة من قبل الضباط”، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع ستباشر إخلاء المناطق من الأشخاص الذين لا صلة لديهم بالعمليات العسكرية، مؤكداً أنه سيتم إحالة المخالفين للتعليمات إلى القضاء.
محاكمات عسكرية
وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الرسمية انتشار قوات الأمن العام بالشوارع والساحات العامة في محافظة طرطوس للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المدنيين، وذكرت أن رتلاً أمنياً دخل إلى مدينة بانياس لـ”منع التعدي على الممتلكات العامة والخاصة”.
وقال مصدر في وزارة الدفاع السورية، السبت، إن الوزارة شكلت لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة المتجاوزين لتعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة في منطقة الساحل السوري إلى المحكمة العسكرية، حسبما أوردت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل السوري، لـ”ضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً” إلى المنطقة، بحسب المصدر.
وأفادت إدارة الأمن العام في وقت سابق، بأنه “تمت استعادة عدد كبير وكميات ضخمة من المسروقات، واعتقال متهمين بالسرقة خلال حملات أمنية في مدن جبلة وطرطوس واللاذقية وما حولها”.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية “سانا”، عن قيادي بإدارة الأمن العام، أنه “نتيجة لزعزعة الاستقرار والأمن اللتين نتجتا عن أفعال فلول النظام البائد، انتشرت عمليات السرقة بشكل كبير في عدة مناطق بالساحل السوري”.
انقطاع الكهرباء
وأعلنت وزارة الكهرباء السورية، السبت، انقطاع الكهرباء في محافظة اللاذقية، مرجعة السبب إلى “اعتداءات فلول النظام البائد”، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأكد المكتب الإعلامي في وزارة الكهرباء السورية، انقطاع التيار الكهربائي في محافظة اللاذقية بسبب “تضرّر خط الضغط العالي 230 كيلو فولت وأجزاء من البنية التحتية الكهربائية”.
وذكر المكتب أن “الفرق المختصة حالياً تعمل على تقييم الأضرار في المحطات والخطوط قبل البدء بعمليات الإصلاح وإعادة التيار تدريجياً وبأسرع وقت، رغم التحديات الأمنية المعقدة التي تواجههم”.
وأعلن وزير التربية والتعليم السوري، نذير القادري، السبت، تعليق الدراسة في محافظتي طرطوس واللاذقية، ليومي الأحد والاثنين، نظراً للأوضاع الأمنية “غير المستقرة”، حسبما نقلت “سانا”.
وتوجه وفد من إدارة منطقة جبلة والأمن العام، إلى مطار حميميم في اللاذقية للقاء الأهالي الذين اختبأوا هناك خوفاً من حدوث عمليات انتقام، وذلك لطمأنتهم وإعادتهم إلى قراهم.
السلطات تشدد على مواجهة أي أعمال انتقامية
وأكد مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية مسقط رأس الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، مصطفى كنيفاتي، التزام السلطات التام بـ”حماية السلم الأهلي وضمان أمن جميع المواطنين”، مشدداً على أنه “لن يكون هناك أي تهاون في هذا المبدأ. كما نلاحق فلول النظام البائد وضباطه لن نسمح بأي أعمال انتقامية تحت أي ظرف”.
وفي بيان نقلته “سانا”، السبت، أضاف كنيفاتي: “لن نسمح بإثارة الفتنة أو استهداف أي مكون من مكونات الشعب السوري، وسيادة القانون هي الضامن الوحيد لتحقيق العدالة. وسنحاسب كل من يثبت تورطه في الاعتداءات سواء من فلول النظام أو من اللصوص والعابثين بالأمن وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم”.
ودعا المواطنين إلى “عدم الانجرار وراء أي أعمال تحريضية”، وترك الأمر للمؤسسات المختصة.
وتمكنت القوات الحكومية من تحرير العديد من عناصرها الذين وقعوا الأسر خلال كمائن نصبها مسلحون موالون للرئيس السابق بشار الأسد.
وشهدت سوريا مواجهات عنيفة في مدن وأرياف اللاذقية وطرطوس خلال اليومين الماضيين بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة موالية للنظام السابق، فيما أعلنت السلطات، الجمعة، فرض السيطرة الكاملة على طرطوس واللاذقية، وتمديد فرض حظر التجول العام في المدينتين، وذلك تزامناً مع استقدام تعزيزات وقوات إضافية من وزارة الدفاع.