يرتبط الاهتمام بصحة العضلات بشكل عام بالقوة البدنية والمظهر الرياضي، إلا أنها تملك أدوارًا أساسية في صحة الإنسان ولا سيما مع التقدم في العمر.
ووصف موقع “Medscape” العضلات بأنها “قوة طبية مهمَلة”، محذرًا من تجاهل تأثيرها الكبير على صحة الإنسان، خصوصًا لدى كبار السن.
وفي دراسة نشرها الموقع في 13 من حزيران الحالي، ذكر أن العضلات الهيكلية هي أكبر عضو في الجسم من حيث الكتلة، حيث تشكل ما بين 30 إلى 50% من إجمالي كتلة الجسم، حسب العمر والجنس ومستوى اللياقة البدنية.
وبالرغم من أنها أعضاء صماء في الجسم، فإنها تؤدي دورًا أساسيًا واسع النطاق في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، وضبط مستويات السكر في الدم، ودعم المناعة، وحتى مقاومة الالتهابات المزمنة.
كما أكدت الدراسة أن العضلات تمثل أكبر خزان لاستهلاك الغلوكوز في الجسم، ما يجعلها خط الدفاع الأول ضد مرض السكري ومتلازمة الأيض.
يصل البالغون إلى ذروة كتلة العضلات لديهم بين العشرينيات والأربعينيات من العمر، قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجيًا مع التقدم في العمر، بوتيرة تصل من 1 إلى 2% سنويًا بعد سن الـ50، وترتفع إلى نحو 3% بعد الـ60.
ويعرف هذا التراجع بـ”الساركوبينيا”، ويؤدي إلى ضعف الحركة، وارتفاع خطر السقوط، وهشاشة العظام، وتراجع القدرة على الاستقلالية، خصوصًا لدى كبار السن.
وقالت مديرة وحدة أبحاث التغذية البشرية في جامعة “ألبرتا” بمدينة إدمونتون الكندية، كارلا برادو، إن فرص البقاء على قيد الحياة أقصر لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض كتلة العضلات في جميع مراحل الرعاية، سواء كانوا من كبار السن، أو المرضى، أو المصابين بالسرطان أو بأمراض الكبد.
وتوصي الدراسة بالحفاظ على الكتلة العضلية عبر تدخلات مبكرة واستباقية، إذ إن مقاومة البناء المرتبطة بالعمر أمر لا مفر منه دونها.
ويعتبر الدكتور والباحث بعلوم التمارين الرياضية في كلية “ليمان” بمدينة نيويورك، براد شوتفيلد، أن تمارين تدريب المقاومة (رفع الأثقال، التمارين باستخدام وزن الجسم) إلى جانب نظام غذائي غني بالبروتين، من أهم التدخلات التي يمكن القيام بها لتحسين الصحة بشكل عام، فهي تؤثر إيجابًا على جميع أجهزة الجسم تقريبًا، وهي أساسية لمنع فقدان الاستقلالية الجسدية مع التقدم في السن.
ورغم أهمية هذه التمارين، فإن إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أن أقل من ربع البالغين يمارسون تدريبات القوة مرتين أسبوعيًا كما هو موصى به.
يرى مختصون أن من الضروري دمج “الصحة العضلية” في الفحوصات الطبية الروتينية، من خلال مؤشرات بسيطة مثل قياس قوة القبضة أو محيط الذراع والفخذ، مما يساعد على الكشف المبكر عن فقدان الكتلة العضلية، وتفادي تطور المضاعفات.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي