كأنه اختطاف: فيديو يكشف لحظة اعتقال طالبة في أميركا بسبب غزة

احتجزت سلطات الهجرة الأميركية طالبة دكتوراه تركية في “جامعة تافتس” بالقرب من بوسطن، بعدما كانت قد عبرت عن معارضتها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه وكالة “أسوشيتد برس” ستة أشخاص ملثمين، وهم يوقفون الطالبة رميساء أوزتورك ويسلبون هاتفها، فيما تم تكبيل يديها واقتيادها إلى أحد السيارات، بينما كانت تصرخ.
ويُسمع في الفيديو أفراد المجموعة التي أوقفت الطالبة وهم يقولون: “نحن الشرطة”، فيما يُسمع صوت رجل يسأل: “لماذا تُخفون وجوهكم؟”.
وقال مايكل ماثيس، مهندس برمجيات والذي التقط لحظة الاعتقال: “بدا الأمر وكأنه اختطاف، اقتربوا منها وبدأوا في الإمساك بها ووجوههم مغطاة، كانوا يغطون وجوههم، وسياراتهم لا تحمل علامات مميزة”.
إلغاء تأشيرة الطالبة أوزتورك
وقال مقربون من الطالبة أوزتورك لوكالة “رويترز”، إن السلطات ألغت تأشيرتها، وإن هذا “الاحتجاز هو الأول المعروف من إدارة الرئيس دونالد ترمب لطالبة من منطقة بوسطن شاركت في مثل هذا النشاط”.
وقال جيران الطالبة إنهم شعروا بالصدمة من طريقة الاعتقال، والتي وقع الساعة 5:30 مساءً في حي سكني، بينما كانت متوجهة لحضور إفطار رمضاني مع أصدقائها.
وقالت مهسا خانباباي، محامية الطالبة التركية البالغة من العمر 30 عاماً، إن “أوزتورك اعتقلت بالقرب من مكان إقامتها في سومرفيل بولاية ماساتشوستس مساء الثلاثاء، أثناء توجهها لحضور إفطار رمضاني مع أصدقائها”.
واحتجزت إدارة ترمب أو سعت إلى احتجاز عدد من الطلاب المولودين في الخارج، والذين يقيمون في الولايات المتحدة بشكل قانوني، وشاركوا في احتجاجات معارضة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وانتُقدت هذه الإجراءات باعتبارها اعتداءً على حرية التعبير، فيما تزعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بعض الاحتجاجات “معادية للسامية”، و”قد تضر بالسياسة الخارجية الأميركية”.
وقالت تريشا مكلوفلن، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية على منصة “إكس”، إن السلطات “علمت أن أوزتورك شاركت في أنشطة لدعم حركة حماس”، معتبرة أن “التأشيرة امتياز وليست حقاً”.
ولم تحدد ما هي الأنشطة التي شاركت فيها أوزتورك. لكن اعتقالها جاء بعد عام من مشاركة أوزتورك في كتابة مقال رأي في صحيفة “تافتس ديلي” الطلابية، انتقدت فيه ردود الفعل التي عارضت “دعوات الطلاب لسحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل”، وأيضاً “الاعتراف بوقوع إبادة جماعية للفلسطينيين”.
“احتجاز أوزتورك غير قانوني”
وقالت محاميتها خانباباي إنه “استناداً إلى الأنماط التي نراها في أنحاء البلاد، لعبت ممارستها لحقوقها في حرية التعبير فيما يبدو دوراً في اعتقالها”.
وبعد اعتقال أوزتورك، تقدمت خانباباي بدعوى قضائية في وقت متأخر الثلاثاء، جادلت فيها بأن احتجاز أوزتورك غير قانوني، ما دفع قاضية المحكمة الجزئية الأميركية إنديرا تلواني في بوسطن في تلك الليلة إلى “إصدار أمر إلى إدارة الهجرة والجمارك الأميركية بعدم نقل أوزتورك من ماساتشوستس دون إشعار مسبق مدته 48 ساعة على الأقل”.
وعلى الرغم من أمر القاضية، قالت خانباباي بعد ظهر الأربعاء، في التماس إنها “لم تتمكن من معرفة مكان موكلتها في نيو إنجلاند، وإن مكتباً لعضو في مجلس الشيوخ الأميركي أخبرها للتو أن أوزتورك نُقلت إلى لويزيانا، وسعت للحصول على أمر من المحكمة يلزم وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالسماح لها بمقابلة أوزتورك.
وتشير صفحة أوزتورك على موقع “لينكد إن”، إلى أن الطالبة التركية باحثة حاصلة على برنامج Fulbright، وتحضر الدكتوراه في جامعة تافتس في التنمية البشرية، كما أنها درست من قبل في جامعة كولومبيا بنيويورك.
وجاء في الدعوى القضائية أن “أوزتورك جاءت إلى البلاد بتأشيرة إف-1 التي تسمح لها بالعيش في الولايات المتحدة أثناء الدراسة”.
واحتُجزت أوزتورك بعد أقل من 3 أسابيع من اعتقال محمود خليل، وهو خريج جامعة كولومبيا، ويتمتع بالإقامة الدائمة قانونياً. وطعن خليل في أمر احتجازه.
كما مُنعت طبيبة لبنانية وأستاذة مساعدة في جامعة براون في رود آيلاند هذا الشهر من العودة إلى الولايات المتحدة، ورحلت إلى لبنان بعد أن قالت إدارة ترمب إن هاتفها “احتوى على صور متعاطفة مع حزب الله”.