وصفت كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، الرئيس دونالد ترمب بأنه يتمتع بـ”شخصية مدمن كحول”، معتبرةً أنها “خبيرة في التعامل مع الشخصيات الكبيرة”، وذلك في تصريحات كشفت خلالها كواليس البيت الأبيض، والخلافات التي رافقت قرارات “مثيرة للجدل” منذ اليوم الأول لعودته إلى الرئاسة.

وأوضحت وايلز، في مقابلة مع مجلة vanity fair، أن ترمب وقّع في أول يوم له 26 أمراً تنفيذياً، شملت انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، واتفاق باريس للمناخ، وإلغاء حق المواطنة بالولادة، وإرسال قوات إلى الحدود الجنوبية، وتجميد المساعدات الخارجية، ووقف التوظيف الفيدرالي.

وأضافت أن ترمب أصدر لاحقاً عفواً عن معظم المدانين في أحداث السادس من يناير 2021 في الكابيتول، والتي أسفرت عن 9 وفيات وإصابة 150 شخصاً، مشيرة إلى أن العفو ضم أيضاً متورطين اعتدوا على عناصر شرطة، فيما خُففت أحكام 14 شخصاً أدينوا بـ”التآمر التحريضي”.

وذكرت وايلز أنها ناقشت ترمب بشأن شمول جميع المدانين بالعفو، موضحة أنها تتفق في القرارات بشأن “الأشخاص الذين لم يقوموا بأعمال عنف”، لكنها أشارت إلى أن ترمب رأى أن حتى المتورطين في العنف “عوملوا بشكل غير عادل”.

ولفتت كبيرة موظفي البيت الأبيض إلى أن “هناك مرات جرى فيها تجاوز رأيي، وإذا كان هناك تعادل، فهو من يحسم القرار”.

“خلاف كبير”

وعن التعريفات الجمركية، قالت وايلز إن طرح ترمب الفوضوي كان “تفكيراً بصوت عالٍ”، مشيرة إلى “خلاف كبير” بشأن ما إذا كانت فكرة جيدة. وقالت إن “مستشاري الرئيس كانوا منقسمين بشدة بين من اعتبرها حلاً سحرياً أو تنذر بوقوع كارثة”.

وأضافت أنها “قالت لهم: هذا الاتجاه الذي سننتهي إليه.. لذا اكتشفوا كيف يمكنكم العمل ضمن ما يفكر فيه بالفعل”. وأضافت: “لم يتمكنوا من الوصول إلى ذلك”.

وتابعت أن حاولت تجنيد نائب الرئيس، جي دي فانس، للمساعدة في كبح الاندفاع، قائلة: “قلنا لترمب: لن نتحدث عن التعريفات اليوم.. لِننتظر حتى يكون الفريق متحداً بالكامل ثم سنفعل ذلك”.

لكن ترمب مضى قدماً وأعلن تعريفات “تبادلية” واسعة من 10 إلى 100%، ما أدى إلى ذعر في سوق السندات وعمليات بيع في الأسهم. ثم علّق السياسة 90 يوماً.

وقالت وايلز إنها كانت تعتقد أن حلاً وسطاً سينجح “لكن الأمر كان أكثر إيلاماً مما توقعت”. وأكدت أنها لا تعتقد أن ترمب سيستخدم الجيش للتأثير على الانتخابات، قائلة إن ذلك “أمر خاطئ تماماً”، كما أعربت عن اعتقادها بأنه سيلتزم بقرارات المحكمة العليا، رغم توقعها أن تواجه الإدارة عراقيل قانونية قبل أن “تنتصر في النهاية”.

تفكيك USAID

وتطرقت وايلز إلى ما وصفته بـ”أول أزمة حقيقية في رئاسة ترمب”، بعد تحرك الملياردير إيلون ماسك لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، قائلة إنها كانت “مصدومة في البداية”، معتبرة أن الوكالة “تقوم بعمل جيد”. 

وأوضحت أن الأمر التنفيذي بتجميد المساعدات الخارجية نص على استثناء البرامج المنقذة للحياة، لكنها أغلقت فعلياً.

وقالت إن ماسك اختار إغلاق الوكالة وتسريح العاملين فيها وإعادة بنائها لاحقاً، مضيفة: “ليس هذا ما كنت سأفعله”. وأشارت إلى أنها واجهته قائلة: “لا يمكنك ببساطة إغلاق المكاتب أمام الموظفين”.

وأقرت وايلز بأنها لم تدرك في البداية حجم تأثير خفض برامج USAID، لكنها قالت إن توقف حملات التطعيم في إفريقيا يعني فقدان أرواح، لافتة إلى تلقيها اتصالات عاجلة من مسؤولي منظمات إغاثة حذروا من أن “آلاف الأرواح على المحك”.

وأوضحت أن وزير الخارجية ماركو روبيو كُلف بالإشراف على الوكالة، لكن ماسك “واصل التقدم بلا كوابح”، مشيرة إلى أن نهجه القائم على السرعة “يكسر بعض الأواني”.

وفي ملف الترحيل، قالت وايلز إن الإدارة بحاجة إلى “التدقيق أكثر” في إجراءات الترحيل، مشيرة إلى حالات ترحيل أثارت جدلاً، من بينها ترحيل أمهات مع أطفالهن الأميركيين، بينهم طفل يتلقى علاجاً من سرطان في المرحلة الرابعة، مؤكدة أنها “لا تستطيع تفسير” ما حدث.

شاركها.