دق السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز، ناقوس الخطر بشأن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة دونالد ترمب بشأن زيادة الرسوم الجمركية، محذراً من “مخاطر هائلة” على الاقتصاد الأميركي، إضافة إلى أنها ستعرض الجمهوريين لـ”هزيمة ساحقة” في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، حسبما أوردت “بلومبرغ”.
وقال كروز وهو من أشد المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في بودكاست الجمعة، إنّ الرسوم التجارية طويلة الأجل سترفع التضخم، وتُحدث فوضى في الأسواق، وذلك في ظل موجة بيع حادة أضرت بالأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي.
وأضاف أن التداعيات الاقتصادية قد تُساعد الديمقراطيين على استعادة السيطرة على مجلس النواب، وربما حتى على مجلس الشيوخ، مع أن ذلك أقل احتمالاً، متابعاً: “فرض الرسوم الجمركية في كل مكان سيُدمّر الوظائف هنا في الولايات المتحدة ويُلحق ضرراً حقيقياً بالاقتصاد الأميركي”.
وسلّط كروز الضوء بشكل خاص على المخاطر التي تواجه صناعة السيارات، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة عبر حدود تكساس مع المكسيك، قائلاً إن “مسؤولاً تنفيذياً في إحدى شركات صناعة السيارات الكبرى أخبره أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة قدرها 4500 دولار في متوسط سعر سيارات الشركة، على الأرجح بدءاً من يونيو المقبل”.
“ضربة قاضية لترمب”
وأوضح السيناتور عن ولاية تكساس أن استخدام ترمب للرسوم الجمركية لخفض الحواجز التجارية العالمية ثم إزالتها سيكون “ضربة قاضية لترمب”.
وقال كروز: “لقد رأينا جميعاً أن أسلوب ترمب التفاوضي يتمثل في حمل قطعة من الورق المقوى، وضرب شخص ما بها على رأسه، ثم التفاوض على تخفيضها. إذا كان هذا ما يحدث، فإن ما حدث بالأمس كان ضربة قاضية”، لكنه حذّر من أن العديد من المديرين التنفيذيين للشركات لم يأخذوا في الاعتبار مدى التزام الإدارة بالرسوم التجارية طويلة الأجل.
وأضاف: “لقد قلل مجتمع الأعمال بشكل منهجي من تقدير مدى اعتبار الرئيس ترمب وإدارته للرسوم الجمركية سمة مستمرة ودائمة لسياستنا الاقتصادية”.
وكان ترمب وجه رسالة، الجمعة، إلى المستثمرين حول العالم قائلاً، إن “سياساته لن تتغير”، رغم التوترات التجارية المتصاعدة، لا سيما فرض هذه الرسوم، والتي تسببت في هبوط حاد لمؤشرات الأسهم الأميركية والعالمية، وانخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 4 سنوات.
شكوك جمهورية
ويُعبّر انتقاد كروز عن شكوك أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ انتقدوا ترمب هذا الأسبوع بانحيازهم إلى الديمقراطيين لدعم إجراء كان من شأنه أن يُنهي الرسوم السابقة التي فرضها الرئيس على كندا.
ومع تراجع الأسواق، الخميس، قدّمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، بمن فيهم تشاك جراسلي، الجمهوري عن ولاية أيوا، تشريعاً يتطلب موافقة الكونجرس على فرض رسوم جمركية جديدة، فيما قال كروز إنه يدرس هذا الاقتراح.
وتُمثّل تكساس حوالي 16% من تجارة الولايات المتحدة، وهي النسبة الأكبر بين الولايات، ما يجعلها عرضة لأي تباطؤ اقتصادي ناجم عن زيادة الرسوم الجمركية، وفقاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس.
وانخفض سعر النفط، وهو قطاع رئيسي آخر في تكساس، بشكل حاد الخميس، بعد أن وافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها على زيادة في العرض تفوق التوقعات، فيما واصل النفط انخفاضه الجمعة وسط مخاوف من أن يؤدي الضعف الاقتصادي إلى تباطؤ الطلب.
وامتدت تداعيات الرسوم الجمركية إلى أسواق النفط والذهب والأوراق المالية في أوروبا وآسيا، وسط حالة من الاستنفار العالمي لبحث سبل مواجهة التحديات والسياسات الاقتصادية الأميركية.
