يعد كسر العظام لدى الأطفال من أكثر العوارض الصحية المقلقة، لما يتطلبه من إجراءات علاجية سريعة لتجنب أي مضاعفات مستقبلية.
أسباب كسور الأطفال
تتعرض العظام للكسر عند تعرضها لضغط أكبر من قوة تحملها، خاصة عند الالتواء. وقد تحدث كسور عظام الأطفال نتيجة السقوط أو الصدمات أو ضربة مباشرة على الجسم.
وتنقسم كسور العظام بشكل عام إلى عدة أنواع، فالكسر المغلق هو الكسر الذي يحدث في العظم دون أن يتم تمزيق الأنسجة المحيطة، أو كسر الجلد، وفقاً لـ”مايو كلينك”.
ومن الجهة الأخرى، الكسر المركب هو الكسر الذي يتسبب في تلف الأنسجة المحيطة، وقد يكون له تأثير على الجلد، وتعتبر الكسور المركبة أكثر خطورة بشكل عام بسبب مخاطر العدوى.
من المهم أن يتم تشخيص ومعالجة كسور العظام من قبل متخصص في جراحة العظام، أو طبيب متخصص حيث يتم تقييم حالة الكسر وسيتم اتخاذ العلاج اللازم، سواء كان ذلك بواسطة تثبيت العظم مع الجبيرة أو الجراحة في حالات الكسور الأكثر تعقيداً.
لدى الأطفال عدد من الظواهر المميزة التي تؤثر بدورها على معالجة الكسور، مثل: قدرة كبيرة على النمو وبناء العظام، وقدرة على الترميم التلقائي.
أبرز أنواع الكسور التي تصاب الأطفال
كسور الغصن النضير
يحدث كسر الغصن النضير عندما تنحني وتتشقق العظام، بدلاً من أن تنكسر كلياً إلى قطع منفصلة، فتبدو مثل ما يحدث عندما تحاول كسر فرع صغير “أخضر” من شجرة.
وتحدث معظم حالات كسر الغصن النضير لدى الأطفال الأصغر من 10 سنوات. وينتشر هذا النوع من انكسار العظام غالباً لدى الأطفال لأن عظامهم لينة وأكثر مرونة مقارنة بعظام البالغين.
وتقيّد حركة حالات كسر الغصن النضير بجبيرة، حتى البسيطة منها. وإضافة إلى جمع أجزاء العظام المشققة معاً حتى تشفى، يمكن أن تساعد الجبيرة في وقاية العظم من التعرّض للكسر التام إذا وقع الطفل عليه مرة أخرى.
تختلف العلامات والأعراض، وذلك وفقاً لشدة كسر الغصن النضير، وقد يحدث خلط بين الكسور البسيطة والالتواءات أو الكدمات، وقد تُسبب كسور الغصن النضير الأكثر شدة تشوهاً واضحاً يصاحبه ألم وتورم شديدان.
وتحدث الكسور في مرحلة الطفولة بشكل شائع بسبب السقوط. وتعتبر كسور الذراع أكثر شيوعاً من كسور الساق، حيث إن رد الفعل الشائع هو أن تدفع ذراعك للحفاظ على نفسك من السقوط.
وبعد النظر إلى حدة كسر الغصن الصغير، قد يحتاج الطبيب إلى إعادة العظمة لمكانها مرةً أخرى حتى تتعافى بالصورة الصحيحة. سيأخذ طفلك بعض المسكنات وربما بعض المهدئات أيضاً في أثناء هذه العملية.
توجد احتمالية كبيرة لتحول كسر الغصن الصغير إلى انكسارٍ كامل، لذلك غالباً ما يضع الطبيب جبيرةً عليه للحد من حركته في أثناء تعافيه.
وتحتاج أغلب كسور الغصن الصغير ما بين أربعة وثمانية أسابيع حتى تلتئم تماماً، ويعتمد ذلك على حالة الكسر نفسه وعمر طفلك.
كسور الذراع
يكون كسر الذراع في عظمة واحدة أو أكثر من العظام الثلاث في ذراعك، الزند والكعبرة والعضد. وأحد أكثر أسباب كسر الذراع شيوعاً هو السقوط على يد ممدودة بالكامل. ومن أسباب كسر الذراع إساءة معاملة الأطفال.
يعتمد العلاج على موضع الإصابة وشدتها. ويمكن علاج كسر بسيط بواسطة معلاق وقطع الثلج والراحة. ومع ذلك، قد تحتاج العظام لعملية إعادة محاذاة (عملية رد للوضع الطبيعي) في غرفة الطوارئ.
قد يتطلب كسر أكثر تعقيداً عملية جراحية لإعادة محاذاة العظام المكسورة وزرع أسلاك أو لوحات أو مسامير أو براغي للحفاظ على العظام في مكانها خلال فترة الشفاء.
قد يؤدي التأخر في تشخيص كسر الذراع وعلاجه، لا سيما عند الأطفال الذين يتعافون بسرعة أكبر من البالغين، إلى عدم التئامها جيداً.
وإذا كان ألم ذراعك شديداً بحيث لا يمكنك استخدامه على نحو طبيعي، فبادر بعرضه على طبيب على الفور. وكذلك الحالة بالنسبة لطفلك. فقد يؤدي التأخر في تشخيص كسر الذراع وعلاجه، لا سيما عند الأطفال الذين يتعافون بسرعة أكبر من البالغين، إلى عدم التئامها جيداً.
كسور صفائح النمو
تؤثر كسور صفائح النمو على طبقة الأنسجة النامية بالقرب من نهايات عظام الطفل، وتعد صفائح النمو أكثر الأجزاء رخاوة وضعفاً في الهيكل العظمي، بل أحياناً تكون أضعف من الأربطة والأوتار المحيطة.
وقد تؤدي الإصابة التي قد تسبب التواء أحد المفاصل لدى شخص بالغ إلى حدوث كسر في صفيحة النمو لدى الطفل من شدة رخاوتها. وغالباً ما تحتاج الكسور في صفائح النمو علاجاً فورياً نظراً لأنها يمكن أن تؤثر على كيفية نمو العظام.
ويمكن أن تؤدي المعالجة غير السليمة للكسور في صفيحة النمو إلى جعل العظمة المكسورة أكثر اعوجاجاً أو أقصر من الطرف المقابل لها، إلا أنه من خلال العلاج المناسب تُشفى معظم كسور صفيحة النمو من دون مضاعفات.
ويعتمد علاج كسور صفيحة النمو على شدة الكسر، وعادةً ما تتطلب الكسور الأقل خطورة وضع جبيرة أو جبيرة دعم.
أما إذا تخطى الكسر صفيحة النمو أو وصل إلى داخل المفصل ولم يكن متحاذياً بشكل جيد، فقد تكون العملية الجراحية ضرورية.
وقد يكون لدى صفائح النمو التي تمت إعادة محاذاتها بإجراء عملية جراحية فرصة أفضل للتعافي والنمو مجدداً مقارنة بصفائح النمو التي تترك في وضع سيئ.
في وقت حدوث الإصابة، من الصعب معرفة إذا ما كانت صفائح النمو قد تعرضت لضرر دائم.
وقد يوصي طبيبك بالتحقق من الأشعة السينية لعدة سنوات بعد حدوث الكسر لضمان نمو صفيحة النمو بشكل مناسب. بناءً على مكان الكسر وشدته، قد يحتاج طفلك إلى زيارات متابعة إلى أن ينتهي نمو عظامه.
كسور الكاحل
تتخذ كسور الكاحل صوراً متعددة متفاوتة الخطورة، تتراوح بين شروخ ضئيلة في العظام أو كسور تخترق الجلد.
وقد يتعرض المصاب لكسر الكاحل، بفعل التواء من زلة قدم بسيطة أو سقوط، أو نتيجة صدمة مباشرة أثناء حادث سيارة، على سبيل المثال.
ويتوقف علاج كسر الكاحل على موضع الكسر في العظام وشدته، إذ قد يتطلب النوع الشديد منه الخضوع لجراحة لغرس صفائح أو مسامير أو قضبان في العظم المكسور للإبقاء عليه في وضع سليم خلال وقت الالتئام.
أعراض كسور الأطفال
تشمل أهم أعراض كسور العظام ما يلي:
خروج طرف أو مفصل خارج المكان الطبيعي
قد يتغير موضع الطرف، أو المفصل المصاب بشكل غير طبيعي بسبب الكسر.
وجود تورم أو كدمات أو نزيف
يمكن أن تظهر مناطق متورمة حول مكان الكسر، وتكون هذه المناطق مؤلمة، وقد تتشكل كدمات أو يحدث نزيف تحت الجلد.
الشعور بألم حاد
يكون الشعور بالألم حاداً في مكان الكسر، ويصاحبه شعور بالوخز والخدر.
بروز العظام
في حالة الكسور المفتوحة، قد يكون هناك جرح في الجلد يكشف عن بروز العظام من خلاله.
محدودية الحركة
(أو عدم القدرة على وضع ثقل على الساق)، إذ يصبح الجزء المكسور من الجسم عادة غير قادر على الحركة بشكل طبيعي، ويمكن أن يصعب على المصاب وضع الوزن على الطرف المكسور.
مضاعفات كسور الأطفال
متلازمة الحيز
متلازمة الحيز الجهدية المزمنة هي حالة عضلية عصبية مستحثة بالتمارين الرياضية، وتسبب ألماً وتورماً وأحياناً إعاقة في العضلات المُصابة في الساقين أو الذراعين.
يمكن أن تصيب هذه الحالة أي شخص، ولكنها تشيع بشكل أكثر بين العدَّائين الشباب والكبار من الرياضيين الذين يشاركون في الأنشطة ذات التأثير المتكرر.
قد تتحسن متلازمة الجهدية المزمنة للعلاج غير الجِراحي وللتعديل على الأنشطة البدنية. إذا لم يستفد المريض من العلاج غير الجراحي، فقد يُوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية.
وتشمل خيارات علاج متلازمة الحيز الجهدية المزمنة الأساليب الجراحية وغير الجراحية على حدٍّ سواء. ومع ذلك، لا تكون الأساليب غير الجراحية فعَّالة عادة إلا إذا توقفتَ أو قللت كثيراً من النشاط الذي يسبب هذه الحالة.
قد يُوصي طبيبك مبدئياً بتناول أدوية الألم والعلاج الطبيعي وتقويم العظام والتدليك أو التوقف عن ممارسة الرياضة لفترة. وقد يكون من المفيد تغيير الطريقة التي تركض بها. ومع ذلك، لا توفر الخيارات غير الجراحية عادة ميزة دائمة لمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة.
يوجد إجراء جراحي يسمى” بضع اللفافة”، وهو العلاج الأكثر فعالية لمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة، ويتضمن قطع الأنسجة غير المرنة التي تغلف كلاً من مقصورات العضلات المصابة (اللفافة)، وهذا يعمل على تخفيف الضغط.
جبيرة الأطفال
إذا انكسرت عظمة لدى الطفل، يمكن أن تساعد الجبيرة في دعم الإصابة ووقايتها حتى تلتئم، ولكن لا يمكن للجبيرة أن تقوم بعملها دون رعاية مناسبة.
وتُصنع القوالب خصيصاً لملاءمة الأطراف المُصابة ودعمها، إذ يوجد نوعان رئيسيان من القوالب:
القوالب الجبسية
تعتبر القوالب الجبسية أسهل من حيث تشكيلها لبعض الاستخدامات عن القوالب الزجاجية الليفية. كما أن القوالب الجبسية أقل تكلفة بصفة عامة.
القوالب الزجاجية الليفية
عادة ما تُعتبر هذه القوالب البلاستيكية أخف وزناً وأكثر تحملاً من القوالب الجبسية. تخترق أيضاً الأشعة السينية القوالب الزجاجية الليفية بشكل أفضل من القوالب الجبسية، مما يُسهِّل على الطبيب فحص عظام طفلك بينما لا يزال يرتدي الجبيرة.
