كنائس الحسكة تحيي احتفالات عيد الفصح الغربي
يحتفل المسيحيون في سوريا بعيد الفصح الغربي الذي يذكّرون فيه باعتقادهم بقيامة المسيح من بين الأموات بعد مضي ثلاثة أيام على صلبه ووفاته.
وتُزيّن الكنائس بالزينة والبيض الملون والحلويات، وتقرأ الصلوات وتدق أجراس الكنائس لتعلن “احتفالات القيامة”.
هيلدا صوفي، سيدة مسيحية من سكان مدينة القامشلي أوضحت ل، أن عيد “الفصح” مناسبة دينية مهمة يحتفل بها المسيحيون لتذكيرهم بقيامة النبي عيسى عليه السلام من الموت بعد صلبه.
يتكون عيد الفصح من “الجمعة العظيمة” و”سبت النور” ثم “أحد الفصح”، وفيه ينتهي 40 يومًا من الصوم الكبير.
ووفق الديانة المسيحية، أمسك الرومان بالمسيح وصلبوه وقتل ثم دفن، لهذا تسمى الجمعة بهذا الاسم.
ويتلو “الجمعة العظيمة”، يوم “سبت النور” وهو يوم الاستعداد لقيامة المسيح من القبر.
وتنظم الكنائس في “سبت النور”، صلوات وطقوس تذكارية ويحمل الكاهن الصليب ويشارك الأشخاص في توزيع زيت الزيتون والزهور.
كما تستخدم الشموع المزينة في هذا اليوم، لتجسيد النور الذي تجلبه قيامة المسيح.
ووفق المعتقدات المسيحية، سيخرج المسيح لينقذ البشرية من الخطيئة الأولى التي وقع فيها آدم وحواء.
ويأتي يوم الاحتفال بقيامة المسيح حسب الطقوس الغربية في الليل، أما الطقوس الشرقية فتبدأ صباح “عيد الفصح”، إذ تتزين الكنائس استعدادًا للاحتفال، في تباين بين الاحتفالين.
وعلى الرغم من اختلاف العادات بين دول العالم المسيحي، يشتركون بتحية “عيد الفصح” وتزيين المنازل وتلوين البيض ووضع قبر فارغ في الكنيسة وتقديم أرنب الفصح.
كما تتضمن الفعاليات الدينية إقامة الصلوات وتلاوة الكتاب المقدس وتناول ذبيحة القربان المقدس.
وتُختتم فعاليات “قداس الفصح” بترنيمة تؤكد قيامة المسيح من بين الأموات، وهزيمته للموت ومنحه الحياة للموتى في القبور، وهو ما يُعتبر مركزيًا في الإيمان المسيحي.
طقوس العيد واحتفالاته
مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في الحسكة، حنا صومي قال ل، إن احتفالات “عيد الفصح” ترمز إلى دخول السيد المسيح إلى القدس واحتفال الشعب به.
ويخرج الأطفال حاملين الشموع وأغصان الزيتون ليطوفوا بها حول الكنيسة، فيما تحتل “جمعة الآلام” في أسبوع “الشعانين” مكانةً خاصة.
ويذهب الناس خلالها إلى الكنائس ويصلون مع زينة سوداء لاحتفال يوم صلب المسيح.
وأوضح صومي أن تسمية الشعانين تعني التسبيح، حيث دخل السيد المسيح إلى القدس في هذا اليوم واستقبله الناس بالتسبيح والقراءة من التوراة، ودخل بيت المقدس يحث على الخير وينهى عن المنكر.
ويتضمن عيد الفصح كمناسبة دينية بتقاليد وطقوس شعبية امتزجت مع الجوانب الدينية، ويُرمز إليه بالبيض والأرانب والمعمول.
وتعتبر عادة تلوين البيض تقليدًا قديمًا يرتبط بالاحتفال بالربيع وعودة الخصوبة، ويلوّن بألوان مختلفة، سواء بوضع قشور البصل أو الشاي في الماء أثناء سلق البيض، أو باستخدام أصباغ جاهزة في أوعية مختلفة.
سبب تسميته “عيد القيامة”
حنا صومي أوضح أن كلمة “فصح” هي كلمة من اللغة العبرية، وعلى الرغم من أن الفصح يشترك في التسمية بين المسيحيين واليهود، إلا أن معناه وجوهره يختلف في كل ديانة.
وبالنسبة لاتباع الديانة اليهودية، يعتبر الفصح ذكرى لانتقالهم من العبودية إلى الحرية بعد خروجهم من مصر.
بينما يرمز للمسيحيين بالانتقال من الموت إلى الحياة، ومن العبودية والخطيئة إلى الحرية والتحرر.
ويُسمى أيضًا عيد الفصح بـ”العيد الكبير” باعتباره عيد قيامة يسوع المسيح من الموت، ويُعتقد أنه قام وغفر خطايا الناس.
الاختلاف بين الفصح الغربي والشرقي
ويُحتفل بعيد “الفصح” في الأحد الأول بعد اكتمال القمر في الربيع الأول، الذي يصادف عادة يوم 21 نيسان.
ومع ذلك، تختلف تواريخ احتفالات عيد الفصح بين الكنائس المعتمدة على التقويم الغربي، والتي تعتمد على التقويم الشرقي.
فالكنائس التي تتبع التقويم “اليولياني”، والذي لم يتم تصحيحه في القرن الـ16، تحتفل بعيد الفصح في فترة تتراوح بين 4 نيسان و8 من أيار.
وتسبق التواريخ في التقويم الشرقي التواريخ في التقويم الغربي بعدة أيام، وهو ما يؤدي لاختلاف موعد الاحتفال بين الطرفين.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي