اخر الاخبار

كواليس تجاهل ترامب أمر قضائي يمنع قانون الأعداء الأجانب

كشفت مصادر أميركية كواليس ما جرى في البيت البيض بشأن ترحيل مجموعة من الفنزويليين من الولايات المتحدة إلى السلفادور بعد اتهامهم بالانتماء إلى عصابة فنزويلية.

ونفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب صحة اتهامات موجهة لها بتجاهل أمر قضائي يمنعها من استخدام قانون “الأعداء الأجانب” في ترحيل مجموعة من المهاجرين.

وقالت الإدارة الأميركية إنها تجاهلت الأمر القضائي، الذي صدر السبت (بالتوقيت المحلي الأميركي)، بإعادة طائرتين محملتين بأشخاص متهمين بأنهم أعضاء في عصابات فنزويلية، لأن الطائرتان كانتا فوق المياه الدولية عند صدور هذا الأمر القضائي، ما يعني عدم سريانه عليهما، حسبما قال مسؤولان كبيران لموقع “أكسيوس” الأميركي.

وأثار قرار الإدارة الأميركية بتحدي أمر القاضي الفيدرالي الكثير من الجدل والانتقادات، حتى أن محامي الأمن القومي مارك زيد وصف الأمر بأنه “بداية أزمة دستورية حقيقية”.

وزيد محامٍ متخصص في القضايا القانونية المتعلقة بالأمن القومي، مثل القوانين المرتبطة بمكافحة الإرهاب، والمخابرات، والأمن الداخلي، والسياسة الخارجية.

ونقل أكسيوس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض ترحيبه بهذه المعركة، وقوله: “فلنتوجه إلى المحكمة العليا.. وسوف ننتصر”.

وقال مسؤول ثان في الإدارة إن ترمب لا يتحدى القاضي الذي جاء حكمه متأخراً للغاية بحيث لم يعد بالإمكان تغيير مسار الطائرتين، وأضاف: “من المهم جداً أن يفهم الناس أننا لا نتحدى أوامر المحكمة عن عمد”.

ويؤكد مستشارو ترمب أن قاضي المحكمة الجزئية الأميركية جيمس بواسبرج تجاوز سلطته بإصدار أمر يمنع الرئيس من ترحيل حوالي 250 متهمين بأنهم من أعضاء عصابة “ترين دي أراجوا” بموجب قانون “الأعداء الأجانب” الصادر عام 1798.

ويمنح قانون “الأعداء الأجانب” السلطة التنفيذية سلطة هائلة للغاية في وقت الحرب لترحيل غير المواطنين دون جلسة استماع قضائية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: “إنها عملية نظيفة للغاية.. لديك أعضاء عصابة فنزويليون.. هؤلاء هم الأشرار، كما يقول الرئيس”.

كيف حدث ذلك؟

بحسب “أكسيوس”، قليلون فقط يعرفون أن نائب رئيس موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر هو من “دبر” عملية الترحيل بالتنسيق مع وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.

ونقل الموقع عن المسؤول في البيت الأبيض قوله إن الهدف كان ترحيل المهاجرين المتهمين بالانتماء إلى العصابات الفنزويلية، وضمان وصولهم إلى وجهتهم خارج الولايات المتحدة قبل أن ينظر القاضي في القضية أصلاً. وعبر عن ذلك قائلاً: “كنا نريدهم على الأرض أولاً قبل أن تصل القضية إلى القاضي، لكن هذا ما حدث في النهاية”.

بحسب مسؤولين أميركيين، وقع ترمب على الأمر التنفيذي الذي يستند إلى قانون “الأعداء الأجانب” ليلة الجمعة، لكنه تعمد عدم الإعلان عنه. وفي صباح السبت، تسربت أنباء عن الأمر، مما أدى إلى التعجيل بإقلاع الطائرتين المحملتين بالمهاجرين المتهمين ودفعهما إلى مغادرة الأجواء الأميركية بسرعة.

وفي الساعة 2:31 من مساء السبت ، نشر ناشط في مجال الهجرة، يتتبع رحلات الترحيل، على X أن “رحلتين غير عاديتين للغاية من ICE” كانتا تغادران من تكساس إلى السلفادور، التي وافقت على قبول أعضاء العصابات الفنزويلية الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة.

بعد ساعات، خلال جلسة استماع في المحكمة لدعوى أقامها اتحاد الحريات المدنية الأميركي، أمر بواسبيرج بوقف عمليات الترحيل، وقال إن أي رحلات جوية يجب أن يتم تغيير مسارها في الجو وإعادتها إلى الولايات المتحدة فوراً.

وقال القاضي لوزارة العدل، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”: “هذا أمر تحتاج إلى التأكد من الامتثال له على الفور”.

في تلك المرحلة ، حوالي الساعة 6:51 مساء ، كانت كلتا الرحلتين قبالة شبه جزيرة يوكاتان في أميركا الوسطى والتي تفصل خليج المكسيك عن البحر الكاريبي، وفقا لمسارات الطيران المنشورة على X.

رد البيت الأبيض

بحسب “أكسيوس”، ناقش المسؤولون داخل البيت الأبيض، عقب صدور أمر القاضي، ما إذا كان يتوجب عليهم إصدار أمر للطائرتين بتغيير مسارهما والعودة إلى الولايات المتحدة، لكن بناء على نصيحة من فريق من المستشارين القانونيين للإدارة، مضت الإدارة قدماً في تنفيذ المهمة.

ونقل عن مسؤول رفيع قوله: “كان هناك نقاش حول مدى إمكانية تطبيق حكم القاضي في ظل هذه الظروف وفوق المياه الدولية، وبناء على نصيحة المستشار القانوني، شرعنا في ترحيل هؤلاء الأوغاد”.

وقال مسؤول كبير ثان: “كانوا بالفعل خارج المجال الجوي للولايات المتحدة. نعتقد أن الأمر القضائي لا يسري عليهم.

من جانبها، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت عندما سئلت عن القضية: “إذا أراد الديمقراطيون أن يجادلوا لصالح إعادة طائرة مليئة بالمغتصبين والقتلة ورجال العصابات إلى الولايات المتحدة، فهذه معركة يسعدنا خوضها”.

وأضافت لاحقاً في بيان: “لم ترفض الإدارة” الامتثال “لأمر المحكمة.. تم إصدار الأمر، الذي ليس له أساس قانوني، بعد أن تم بالفعل إبعاد الأجانب الإرهابيين من الأراضي الأميركية”.

وجاء في البيان: “لا يتعارض الأمر القضائي الصادر مع الإجراءات التي اتخذتها الإدارة.. علاوة على ذلك، كما أوضحت المحكمة العليا مراراً وتكراراً – لا تتمتع المحاكم الفيدرالية عموماً بسلطة قضائية على سلوك الرئيس للشؤون الخارجية، أو سلطاته بموجب قانون الأعداء الأجانب، أو صلاحياته الأساسية بموجب المادة الثانية لإبعاد الإرهابيين الأجانب عن الأراضي الأميركية وصد أي غزو معلن”.

وتابع البيان: “لا يمكن لقاض واحد في مدينة واحدة أن يعيد توجيه تحركات طائرات مليئة بالإرهابيين الأجانب الذين تم طردهم فعلياً من الأراضي الأميركية”.

رئيس السلفادور

ومن غير الواضح عدد الفنزويليين، الذين تم ترحيلهم بموجب قانون “الأعداء الأجانب” وعدد الذين طردوا من الولايات المتحدة بسبب قوانين الهجرة الأخرى من بين 250 شخصاً يجري الحديث عنهم في تلك الأزمة. وليس من الواضح كذلك ما إذا كانوا جميعاً أعضاء في العصابة الفنزويلية أم لا.

وفي صباح الأحد (حسب التوقيت المحلي)، نشر رئيس السلفادور نجيب بقيلة مقطع فيديو على X أشاد فيه بوصول الفنزويليين إلى بلاده.

وكان ترمب قد توجه بالشكر إلى رئيس السلفادور لقبوله على استقبال المرحلي من الولايات المتحدة في بلاده، أو بتعبير أدق “سجون بلاده”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *