دعا وزير شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية تشونج دونج يونج، الجمعة، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، خلال زيارته المرتقبة إلى آسيا، مطالباً الزعيمين باغتنام فرصة نادرة للسلام، حسبما ذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء.
وأضاف تشونج، وهو كبير صانعي السياسة في سول، فيما يتعلق بالعلاقات بين الكوريتين، أن زيارة ترمب إلى كوريا الجنوبية تمثل “فرصة من السماء”، يمكن أن تساعد في تعزيز مكانة كوريا الشمالية على الساحة العالمية، وتحسين اقتصادها.
ونقلت “يونهاب” عن تشونج قوله لوسائل إعلام كورية جنوبية “يجب على زعيمي كوريا الشمالية والولايات المتحدة ألا يفوّتا هذه الفرصة، وأن يعملا على اتخاذ قرار جريء”.
والتقى ترمب مع كيم 3 مرات خلال فترة رئاسته السابقة، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن إنهاء برنامج “بيونج يانج” النووي، بسبب خلافات حول رفع العقوبات، وكيفية التخلص من المنشآت النووية في كوريا الشمالية.
ويشكك مسؤولون في سول، بمن فيهم الرئيس الكوري الجنوبي لي جي ميونج، في إمكانية عقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل، لكنهم رحبوا بإمكانية تحقيق تقدم في المسار الدبلوماسي مع بيونج يانج إذا تم ذلك.
ويغادر ترمب واشنطن، في رحلة تستغرق 5 أيام، يزور خلالها ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، وهي الأولى له إلى المنطقة منذ توليه منصبه في يناير الماضي.
وقال تشونج إن “هذه الزيارة تمثل فرصة لتجاوز التحضيرات والتنسيق اللذين يتطلّبهما عادة عقد لقاء بين زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وهي إجراءات تجعل لقاءهما أمراً بالغ الصعوبة في الظروف العادية”.
وبحسب ما نقلت شبكة CNN عن مصادر مطلعة، فإن مسؤولين أميركيين بحثوا “سراً” إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في كوريا الجنوبية.
“احتمال منخفض”
وأوضحت المصادر أنه لم يتم إجراء أي ترتيبات لوجستية جدّية بشأن هذا الحدث المحتمل، مشيرة إلى أنه “لم تكن هناك أي قنوات اتصال قائمة” بين واشنطن وبيونج يانج، كما حدث خلال الولاية الأولى لترمب.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي وي سونج لاك، الجمعة، إن سول تراقب احتمال عقد لقاء بين ترمب وكيم خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى البلاد، لكنه لفت إلى أنه “لم تحدث أي تطورات جديدة حتى الآن”، حسبما ذكرت “يونهاب”.
وأعرب ترمب خلال ولايته الثانية عن اهتمامه باستئناف المحادثات مع الزعيم الكوري الشمالي، مما أثار التكهنات حول اجتماع محتمل مع كيم خلال فترة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ.
وفي مقابلة مع شبكة CNN، الخميس، قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج إن احتمال عقد مثل هذا الاجتماع منخفض، معرباً عن أمله في أن يتمكن ترمب من لعب دور “صانع السلام” من خلال المساعدة في سد الفجوة بين الكوريتين من خلال الحوار.
وسوف يجمع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ APEC، بين زعماء ووفود 21 دولة، بينهم الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينج، مما يمنح الرئيس الكوري الجنوبي فرصة نادرة للتواصل مع الزعيمين الأقوى على أرضه بعد 4 أشهر فقط من توليه منصبه.
تضييق الخلافات
وعلى صعيد العلاقات بين سول وواشنطن، لا تزال هناك مفاوضات مكثفة لتضييق الخلافات بشأن تعهد كوريا الجنوبية باستثمار 350 مليار دولار أميركي، بهدف الانتهاء من اتفاق تجاري من شأنه خفض التعريفات الجمركية الأميركية على السلع الكورية من 25% إلى 15%.
وسيكون لقاء ترمب ولي المقبل، هو اجتماعهما الشخصي الثاني، بعد قمتهما في البيت الأبيض، أغسطس الماضي.
ومن المقرر أن يجتمع قادة الأعمال من جميع دول العالم في كوريا الجنوبية، على مدار أسبوع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا، والمحيط الهادئ للمشاركة في فعاليات اقتصادية، حيث تهدف الحكومة الكورية الجنوبية إلى جذب الاستثمارات من خلال المنتديات المختلفة والبرامج ذات الصلة.
وتعقد الجلسة الرئيسية للقادة من الجمعة إلى السبت المقبلين، في حين تبدأ قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ومنتديات الأعمال الأخرى التي تضم قادة الشركات العالمية، الثلاثاء المقبل.
