درعا – محجوب الحشيش
أنهى المجلس المحلي في بلدة كويا بريف درعا الغربي تركيب منظومة الطاقة الشمسية لبئر مياه الشرب الوحيدة التي تغذي البلدة، ما يسهم في تخفيف الأعباء المالية عن السكان، إذا كان المحرك يعمل على الديزل ويحتاج في كل ساعة تشغيل إلى 15 ليترًا من المازوت، إلا أن عوائق ما زالت أمام السكان، تدفعهم مجددًا للاستعانة بمصادر مائية أخرى.
وتعطل المحرك المشغل للبئر، منذ منتصف تموز الماضي، ما دفع السكان لشراء المياه من الصهاريج الجوالة، التي يصل ثمن الخزان منها (25 برميلًا) إلى 240 ألف ليرة سورية، أي نحو 22 دولارًا.
ويصل سعر ليتر المازوت في السوق المحلية بدرعا إلى 9000 ليرة سورية (0.9 دولار أمريكي).
على نفقة متبرع
قال رئيس المجلس المحلي في كويا، أمجد سليمان، إن ألواح الطاقة الشمسية والقواعد الحديدية تم تركيبها على نفقة متبرع خاص.
وأوضح سليمان، ل، أن عدد الألواح التي تم تركيبها بلغ 84 لوحًا، بالإضافة إلى جهاز رافع جهد (50 حصانًا)، فضلًا عن تسوير الألواح بسياج معدني لحمايتها من العبث أو السرقة، وتعيين حارس دائم عليها.
ويبلغ عدد المستفيدين من بئر مياه الشرب 10,000 نسمة، بحسب رئيس المجلس المحلي، وتوزع المياه على الحارات إذ تصل إلى كل منزل مرة واحدة بالأسبوع.
ولضمان توزيعها بشكل عادل، قال سليمان، إن المجلس ربط مياه الشرب بالخزان الرئيس، إلا أن كثرة التعديات على الشبكة الداخلية تحرم بعض الأحياء من عدالة التوزيع.
وكانت عنب بلدي أشارت في تقرير نشرته، في أيار الماضي، إلى حاجة البلدة لمنظومة الطاقة الشمسية من أجل التخلص من تشغيل البئر على الديزل الذي بات يرهق السكان ماليًا.
يخفف من التكلفة
يدفع علي النادر، أحد سكان البلدة، مبلغ 240,000 ليرة سورية ثمن مياه شرب في كل أسبوع، إذ يشتريها من الصهاريج الجوالة.
ويستهلك منزل علي كميات إضافية من المياه لقطيعه من المواشي، إذ يملك رأسين من البقر، وما يقارب 30 رأسًا من الأغنام.
يأمل علي التوقف عن شراء المياه، أو تخفيف الشراء بعد تشغيل البئر على الطاقة الشمسية، قائلًا إن تكلفة تعبئة المياه باتت ترهق أسرته ماليًا، إذ يحتاج إلى ما يقارب المليون ليرة شهريًا ثمن مياه فقط.
وازدادت معاناة علي بعد تعطل محرك الديزل، إذ كانت تكلفة تعبئة المياه لا تتعدى 50,000 ليرة سورية، منها 30,000 ليرة ثمن مازوت للمحرك و20,000 ثمن بنزين للمحرك في منزله ليتمكن من إيصال المياه إلى خزان بيته.
عوائق أمام التشغيل
رغم تشغيل البئر على الطاقة الشمسية، ما زال محمد الشلال، أحد سكان البلدة، يستجلب المياه من بئر في خارج البلدة لأن مياه بئر كويا لم تصل بعد إلى منزله.
وقال محمد الذي يمتلك سيارة خاصة، إنه يملأ المياه من منطقة تبعد عن بلدته ما يقارب عشرة كيلومترات، مضيفًا أنه يقف في طابور طويل حتى يصل دوره في تعبئة الخزان بسيارته وينتظر لأكثر من ثماني ساعات.
وليد شهاب، عامل بشبكة المياه في بلدة كويا، قال إن الغيوم تعوق إقلاع المضخة بالشكل المطلوب، ما يؤدي إلى تناقص المياه الرافدة إلى الخزان الرئيس.
وأضاف أن المضخة تعمل ما يقارب ثماني ساعات يوميًا تتخللها فترات انقطاع مع مرور الغيم بالسماء.
وطالب شهاب بإصلاح محرك الديزل من أجل تشغيله في أثناء فترات الليل وساعات الفجر، لتعويض الفاقد من مياه الشرب في البلدة.
رئيس البلدية، أمجد سليمان، قال إنه سيتقدم بطلب إصلاح للمحرك، لأن أداء الطاقة الشمسية منخفض في فصل الشتاء.
وأوضح أنه تقدم بطلب إلى مجلس محافظة درعا من أجل تركيب محول كهربائي، للاستفادة من الكهرباء خلال ساعات التغذية.
ومن المتوقع أن يشهد القطاع الكهربائي تحسنًا في ساعات التغذية، إذ أعلن وزير الطاقة، محمد البشير، خفض ساعات التقنين إلى أربع ساعات قطع مقابل ساعتي تشغيل.
وكانت نصيب كويا من التقنين سابقًا خمس ساعات قطع مقابل ساعة تشغيل فقط.
وقال البشير لوكالة الأنباء السورية (سانا)، في 18 من آب الحالي، إن هذا التحسن يأتي نتيجة وصول كميات من الغاز الأذربيجاني عبر الأراضي التركية إلى محطات توليد الطاقة، ما أسهم في زيادة كمية الكهرباء المنتجة، ورفع القدرة التشغيلية لعدد من المحطات المتوقفة، أو العاملة جزئيًا خلال الفترة الماضية.
المياه تتراجع في درعا
تشهد محافظة درعا تراجعًا في منسوب مياه الشرب من مصادرها الرئيسة.
وتعتبر ينابيع عين ذكر في ريف درعا الغربي المصدر الرئيس لمياه الشرب لقرى حوض اليرموك ومن ضمنها بلدة كويا.
ولم تعد تصل مياه الشرب من ينابيع عين ذكر إلى كويا منذ عامين، ما دفع السكان لحفر بئر في البلدة كبديل عنها.
وشهدت ينابيع عدة في درعا تراجعًا واضحًا خلال آب الحالي من ضمنها عين ذكر، والصافوقية والأشعري، وآبار الإرواء في خربة غزالة.
سبق ذلك جفاف كلي لكل من ينابيع المزيريب وعيون العبد وزيزون والساخنة الكبرى والصغرى في تل شهاب والبجة في نوى، ويعتبر حفر الآبار العشوائية في حرم تلك الينابيع سببًا رئيسًا في جفاف وتراجع تلك الينابيع.
وقدّر مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي السابق في درعا، مأمون المصري، عدد الآبار المخالفة في المحافظة بأكثر من 20,000 بئر وثّق منها 4000 بئر فقط في مدينة طفس.
وقال المصري لصحيفة “الوطن” المحلية، شبه الرسمية، إن الظروف التي مرت فيها سوريا أضعفت الرقابة الحكومية على حفر الآبار، ما أثر بشكل سلبي على مصادر مياه الشرب التي أصبحت تشهد تراجعًا حادًا، على حد وصفه.
وطالب المصري حينها بتدخل فوري للحكومة السورية لمنع وردم هذه الآبار.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي