كويا.. قرية حدودية تدفع ثمن رفض الوجود الإسرائيلي

عاد الهدوء إلى قرية كويا بريف درعا الغربي جنوبي سوريا اليوم، الأربعاء 26 من آذار، بعد دعوات من وجهاء القرية لعودة الأهالي الذين نزحوا جراء القصف الإسرائيلي الذي طالها الثلاثاء.
وشيّع أهالي قرية كويا، الثلاثاء، ستة قتلى سقطو جراء استهداف دبابات إسرائيلية لمنازل مدنيين، بعد مقاومة شبّان رفضوا توغل الجيش الإسرائيلي في القرية.
وبدأت التوترات بعد محاولة الجيش الإسرائيلي التوغل في القرية، ما دفع شبانًا إلى إطلاق الرصاص، لترد إسرائيل بقصف كويا، ما أوقع قتلى وجرحى وتسبب بنزوح للأهالي، بحسب مراسل.
ولاقى التصعيد الإسرائيلي ردود فعل محلية وعربية ودولية، تدين القصف، وتطالب إسرائيل بالعودة إلى خط فض الاشتباك، والالتزام باتفاقية 1974.
إدانات دولية لهجمات إسرائيل في سوريا
في مثلث حوض اليرموك
تقع قرية كويا في ريف درعا الغربي ضمن منطقة حوض اليرموك، وهي منطقة خصبة وذات أهمية كونها تقع في المثلث بين سوريا والأردن وإسرائيل وتبعد عن مركز المدينة نحو 40 كيلومترًا.
يبلغ عدد سكانها نحو تسعة آلاف، بحسب تقديرات أهل القرية، ويعمل معظمهم بالزراعة “الباكورية”، وتربية المواشي والنحل، وهم من المكون العربي المسلم السني.
تضم قرية كويا العديد من الأكاديميين، وكثير من أهلها يعملون في السلك الحقوقي والقضائي، بحسب مراسل.
تقدر مساحة قرية كويا مع الأراضي الزراعية التابعة لها بنحو 13 ألف دونم (نحو 13 كيلومترًا مربعًا)، وتقسم إلى قسمين، المرتفع منها يسمى بكويا المنشية والمنخفض منه كويا البلد، والتي حصلت فيها التوترات الثلاثاء.
تبعد عن الخط العازل بين الأراضي السورية وإسرائيل نحو أربعة كيلومترات، ويفصل بينهما قرية معرية، كما تبعد أقل من كيلومترين اثنين عن نهر اليرموك الذي يعد خطًا جغرافيًا فاصلًا بين سوريا والأردن.
مع بدء الثورة السورية، وتحولها إلى العمل المسلح الذي كانت ذروته عام 2013، خرجت من قبضة النظام السابق، ولم تسلم من ضرباته، كحال بقية المناطق التي سيطرت عليها المعارضة.
وكان في المنطقة قطعتان عسكريتان في منطقة الوادي، إحداهما تتبع لـ”الهجانة” (حرس الحدود).
وبرز في منطقة حوض اليرموك، ومنها كويا، عدة فصائل للمعارضة، مثل “حركة المثنى الإسلامية” و”جيش اليرموك”، الذي نشأ منهما “جيش خالد بن الوليد” المتهم بتبعيته لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وخضعت المنطقة لسيطرة تنظيم “الدولة” عام 2015، حتى أعاد النظام السابق سيطرته على المنطقة عام 2018، إلا أن بقايا من التنظيم بقيت في المنطقة، وشكلت خلايا نائمة.
بعد أشهر من سيطرته، قضى النظام السابق على ما تبقى من خلايا تنظيم “الدولة”، وأقام في القرية عناصر من “الفرقة السابعة” التي استولت على منازل فيها.
رفض الوجود الإسرائيلي
مع اللحظات الأولى لسقوط النظام، في 8 من كانون الأول 2024، توغلت إسرائيل في الأراضي السورية، وتجاوزت خط فض الاشتباك (برافو) ووصلت بعد أيام إلى مشارف قرية كويا.
الجيش الإسرائيلي طالب، بعد سقوط النظام بنحو أسبوع، من الأهالي تسليم سلاحهم إلى ما يعرف بـ”العمليات المشتركة ومنع اللباس العسكري في الشوارع، وعدم إيواء غرباء عن هذه البلدات فيها، إضافة إلى قوائم بأسماء الوجهاء والنافذين في المنطقة.
وحملت لهجة التفاوض من الجانب الإسرائيلي نوعًا من التهديد والوعيد باقتحام القرية وتدميرها، وفق توضيح أحد الوجهاء ل.
وربط الجانب الإسرائيلي تنفيذ مطالبهم في تجنيب البلدات من القصف أو الاقتحام.
هاني الغازي أحد وجهاء بلدة كويا، أشار في حديث سابق ل، إلى أن الإسرائيليين قالوا “في حال لم تلتزموا في شروطنا، احصوا عدد منازلكم، وسنعطيكم بعددها خيامًا” في إشارة لترحيل السكان منها عبر قصفها.
سيطر الجيش الإسرائيلي على منطقة الجزيرة، في 10 من كانون الأول 2024، وهي تلة مرتفعة تطل على القرى المحيطة وصولًا إلى الحدود مع الأردن.
وفي 20 من كانون الأول 2024، تظاهر العشرات من أهل المنطقة ضد الوجود الإسرائيلي، وذهبوا إلى منطقة الجزيرة، إلا أن الجيش الإسرائيلي قابل المتظاهرين بالرصاص ما أوقع إصابة في صفوفهم.
من جانب آخر، منع تمركز الجيش الإسرائيلي في الجزيرة سكان كويا من الوصول إلى أراضيهم، إذ فرضت إسرائيل على أهالي القرى المجاورة تسجيل أسمائهم عند مرورهم، وهو ما لاقى رفضًا من الأهالي.
ولا تزال إسرائيل تفرض واقعًا أمنيًا على قرى ريف درعا الغربي، وكثفت في الفترة الماضية حملات المداهمة ومحاصرة بعض البيوت، بحجة البحث عن السلاح.
ومنع شبان من بلدة كويا، مطلع آذار الحالي، دورية إسرائيلية من الدخول إلى البلدة، بعد إنشاء حاجز للسكان في مواجهة القوى التي أرادت الدخول.
وفي 11 من آذار الحالي، أطلق مجهولون الرصاص باتجاه النقطة الإسرائيلية في الجزيرة، من مسافة بعيدة تصل إلى نحو كيلومترين اثنين.
الجيش الإسرائيلي ردّ بقصف بلدة كويا بقذيفة هاون وتمشيط بالرصاص استهدف الأراضي الزراعية في محيط البلدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي