كيف تعامل الإعلام الإيراني مع أحداث الساحل السوري

اضطرت تغطية وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية بالتعامل مع الأحداث التي حصلت أمس، 6 من آذار، في مناطق الساحل السوري، إثر هجوم واسع من عناصر تتبع للنظام السابق، مع الإدارة السورية الجديدة متمثلة بوزارتي الداخلية والدفاع.
وكالة “مهر” شبه الرسمية كانت الأكثر تحيزًا بين وسائل الإعلام الإيرانية، إذ وصفت عناصر الأمن الذين قتلوا أمس بالاشتباكات بـ”أتباع الجولاني” وأشارت إليهم بـ”عناصر الشرع”، كما وصفت القنوات الرسمية السورية بـ”منصات المعارضة”.
أما عن عناصر النظام السابق الذين اشتبكوا مع الأمن العام السوري، وصفتهم بـ”فصائل المقاومة الشعبية السورية”، وروجت لعمياتهم.
وتعاملت وكالة “إرنا” الرسمية مع الأخبار الواردة من الساحل السوري، بحيادية أكثر من نظيرتها “مهر”، فوصفت الإدارة السورية بـ”النظام الجديد”، وسمّت حكومة دمشق بـ”الانتقالية”.
وربطت الوكالة التطورات بالساحل، بخلفية توتر بدأ في بلدة بيت عانا في اللاذقية غربي سوريا، مسقط رأس سهيل الحسن، قائد الفرقة “25”.
ونقلت الوكالة عن مصادر سورية لم تسمّها، أن مجموعة من الأهالي منعت بالقوة عناصر الأمن من توقيف مطلوب للإدارة العسكرية، إثر ذلك، بدأت قوات الأمن حملة أمنية في المنطقة وتخللتها اشتباكات.
ونقلت اتهامات ما يسمى بـ”المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر”، تتحدث عن ”تعرض منازل المدنيين لقصف من الطيران الحربي”.
وكالة “تسنيم” كانت الأقل حدةّ وأكثر حيادية، إذ نقلت عن ما قالت إنه التلفزيون السوري، في إشارة إلى وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، وسمت وزارة الدفاع بحكومة دمشق المؤقتة، بـ”وزارة الدفاع السورية”، فيما أشارت إلى عناصر النظام السابق، بـ”المسلحين”.
وربطت “تسنيم” أحداث الساحل بالمظاهرات المناهضة التي خرجت في بعض الأحياء في اللاذقية وطرطوس، المناهضة للحكومة في دمشق، والتي جاءت بدعوات من “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا”.
كانت طهران الحليفة الأبرز للنظام السابق، ورئيسه المخلوع بشار الأسد، وموّلت ميليشيات محلية وإقليمية للدفاع عن مصالحها ومنع سقوط النظام.
وبعد السقوط، تراوحت التصريحات الرسمية بين داعٍ إلى التعامل مع الوضع السوري القائم بحذر، بينما تكون الردود الصادرة من دوائر مقربة من “الحرس الثوري” الإيراني أكثر هجومًا.
ولم يصدر تعليق رسمي من إيران حول ما حصل في الساحل السوري، بينما لاقى الحدث ردود فعل دولية ومحلية، أبرزها ردود داعمة للحكومة المؤقتة من الخارجية السعودية ومجلس دول التعاون الخليجي.
ماذا حصل؟
تصاعدت التوترات أمس، في مدن الساحل السوري، اللاذقية وطرطوس، إثر كمائن وهجوم واسع شنته من تصفه الإدارة السورية بـ”فلول النظام السابق”، قابلتها دمشق، بحملة من وزارتي الداخلية والدفاع، وحشود في محافظات أخرى، وشاركت فيها طائرات مروحية.
ووقع قتلى من الأمن العام في هذه العمليات والكمائن لم تكشف وزارتي الداخلية والدفاع عن عددهم، إلا أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان“، ومقره لندن، أشار إلى أن الأعداد وصلت إلى أكثر من 70 قتيلًا من الطرفين، بينهم أربعة مدنيين.
ومازالت عمليات اشتباكات وهجمات متقطعة تجري في مناطق متعددة، أبرزها مدينة جبلة، وسط إعلان حظر للتجوال في اللاذقية وطرطوس.
ردود فعل محلية ودولية على أحداث الساحل
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي