اخر الاخبار

كيف مهدت الأنهار الجليدية لنشأة الحياة على الأرض؟ دراسة تجيب

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة “كيرتن” الأسترالية كيف أن الأنهار الجليدية الضخمة القديمة عملت كجرافات عملاقة، معيدة تشكيل سطح الأرض ومهيئة الظروف لنشوء الحياة المعقدة.

وأوضحت الدراسة، التي استندت إلى تحليل كيميائي لبلورات في صخور قديمة، أن هذه الأنهار الجليدية عندما نحتت المناظر الطبيعية، حفرت عميقاً في القشرة الأرضية، مما أدى إلى إطلاق معادن أساسية غيّرت كيمياء المحيطات. وكان لهذا التحول تأثيراً عميقاً على تكوين كوكب الأرض، حيث خلق بيئة مناسبة لتطور الحياة المعقدة.

وعندما تحركت الأنهار الجليدية الضخمة عبر سطح الأرض، قامت بحفر القشرة الأرضية بعمق، تماماً كما تفعل الجرافات العملاقة، مما أدى إلى تفتيت الصخور وكشف طبقات جديدة من المعادن المدفونة.

ومع ذوبان هذه الأنهار الجليدية، حملت الفيضانات الناتجة كميات هائلة من الرواسب والمعادن إلى المحيطات، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في كيمياء المياه البحرية.

ويُعد اليورانيوم أحد أهم العناصر التي أطلقتها الأنهار الجليدية في المحيطات خلال عمليات النحت والتعرية.

ويُعرف اليورانيوم بدوره في تعزيز مستويات الأكسجين في المياه البحرية عبر تفاعلات كيميائية معقدة، مما أسهم في خلق بيئة أكثر ملاءمة لنمو وتطور الكائنات الحية المعقدة.

في المياه البحرية، يتحول اليورانيوم إلى أشكال قابلة للذوبان، مما يجعله عنصراً مهماً في دورة النيتروجين والكربون، وهما عنصران أساسيان لنمو الكائنات البحرية وتطورها.

نمو الكائنات البحرية

كما حفَّز الفسفور، كعنصر أساسي في تكوين الحمض النووي والخلايا الحية، عملية نمو الكائنات البحرية، فعندما تدفق إلى المحيطات بفعل ذوبان الأنهار الجليدية، زادت مستويات المغذيات في المياه، مما أدى إلى ظهور الطحالب والبكتيريا البحرية، والتي تُعد القاعدة الأساسية للسلاسل الغذائية، مما ساعد على تطوير أنظمة بيئية بحرية أكثر تعقيداً وتنوعاً.

ومع زيادة مستويات السيليكون في المحيطات، تعزز تنوع الكائنات الحية الدقيقة التي تعتمد على هذا العنصر، مما ساعد في تطور شبكات غذائية بحرية أكثر استقراراً، وكانت هذه العملية ضرورية في دعم الحياة البحرية وزيادة تنوعها الحيوي.

ومع ذوبان الأنهار الجليدية، تدفَّق الحديد إلى المحيطات ما أسهم في تحفيز نمو الكائنات الحية الدقيقة، مثل العوالق النباتية، التي لعبت دوراً حاسماً في زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي والمياه البحرية.




وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، كريس كيركلاند، إن البحث يوضح مدى الترابط العميق بين الأنظمة الطبيعية للأرض، مضيفاً: “عندما ذابت هذه الصفائح الجليدية العملاقة، تسببت في حدوث فيضانات هائلة جرفت معها معادن ومواد كيميائية، مثل اليورانيوم، إلى المحيطات”.

وأشار كيركلاند إلى أن هذا التدفق الكبير للعناصر غيَّر كيمياء المحيطات، في وقت كانت الحياة المعقدة تبدأ فيه بالتطور.

وتبرز هذه الدراسة كيف أن اليابسة والمحيطات والغلاف الجوي والمناخ كلها مترابطة، إذ أدت الأنشطة الجليدية القديمة إلى تفاعلات كيميائية غيرت وجه الأرض.

كما تسلط الدراسة الضوء على كيفية تسبب التغيرات المناخية القديمة في تحولات بيئية ضخمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *