تُظهر الأبحاث أن وقت الشاشة يُمكن أن يُغير البنية الجسدية للدماغ ومساراته، وبات وقت الشاشة أمن التطبيقات التعليمية إلى مُشاهدة يوتيوب قبل العشاء، أصبح وقت الشاشة مُتجذرًا بعمق في الحياة الأسرية.
لكن هذا الاعتماد المُتزايد على الأجهزة الرقمية يُثير سؤالًا مُهمًا: كيف يُؤثر على أدمغة الأطفال النامية؟ هل وقت الشاشة مُجرد أداة حديثة، أم أنه يُغير جذريًا بنية عقول الشباب؟
يُحذر الخبراء من أن وقت الشاشة يُمكن أن يُؤثر بشكل كبير على نمو دماغ الطفل ووظائفه، حيث أظهرت الأبحاث أن وقت الشاشة المُنتظم والمُفرط يُمكن أن يُغير كلًا من البنية الجسدية للدماغ، مثل المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتخطيط، وكيفية تواصل أجزاء الدماغ المختلفة مع بعضها البعض.
يمكن تشبيه “اتصال شبكة الدماغ”، بإعادة توجيه حركة المرور أثناء أعمال الطرق إذ قد تؤدي هذه المسارات المتغيرة إلى عواقب غير متوقعة.
والإفراط في استخدام الشاشات مرتبط بمجموعة من التحديات المعرفية، بما في ذلك انخفاض مدى الانتباه، وضعف مهارات حل المشكلات، وصعوبة تعدد المهام، كما أن القدرة على تحويل الانتباه، والحفاظ على التركيز، وأداء المهام المعرفية المعقدة قد تتأثر سلبًا.
ما دور الدوبامين في وقت الشاشة؟
يؤدي الاستخدام المنتظم للشاشات إلى إطلاق الدوبامين، وهو المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة في الدماغ.
وهذا يُنشئ دورة من الرغبة الشديدة في قضاء وقت أطول أمام الشاشات للحصول على نفس الحماس أو التأثير. يشبه الأمر إلى حد ما فتح الباب مرارًا وتكرارًا على أمل رؤية زائر مثير.
مع مرور الوقت، قد تبدو الأنشطة الواقعية والواقعية أقل متعة بالمقارنة؛ ولهذا السبب، يُواجه الأطفال والمراهقون الذين يستخدمون الشاشات بانتظام صعوبة في الحفاظ على علاقات اجتماعية هادفة أو بنائها.
هل يؤثر وقت الشاشة على القلق؟
أظهرت الأبحاث أن المراهقين والأطفال الذين يقضون أكثر من أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات هم أكثر عرضة لمستويات أعلى من القلق والاكتئاب.
والتحفيز المستمر للشاشات الرقمية قد يُشعر عقول الشباب بالتحفيز الزائد مع ارتفاع مستويات الدوبامين، ولكنه في الوقت نفسه يشعرهم بعدم الرضا العاطفي.
والأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يجدون صعوبة في بعض الأحيان في إدارة الإحباط والانزعاج وفهم الإشارات الاجتماعية، خاصة أن قلة التفاعل المباشر وجهًا لوجه تعني فرصًا أقل لممارسة المهارات الاجتماعية والتنفيذية المهمة مثل التعاطف وحل النزاعات.
