قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف بحث مع نظيره الأميركي ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، الاستعدادات للجولة المقبلة من المفاوضات الروسية-الأوكرانية في إسطنبول، وإعداد موسكو لمقترحات محددة لجولة المفاوضات، فيما أعلنت كييف تسليمها “مذكرة التفاهم” إلى موسكو بشأن اتفاق سلام مستقبلي.

وأضاف الوزارة الروسية في بيان، أن لافروف أطلع روبيو على “التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، والمُبرمة في 19 مايو، بالإضافة إلى إعداد الجانب الروسي لمقترحات محددة للجولة المقبلة من المفاوضات الروسية-الأوكرانية المباشرة في إسطنبول”.

ووفقاً للبيان، قال روبيو، إن ترمب “يركز على إنهاء الصراع الأوكراني في أسرع وقت”، معرباً عن استعداد واشنطن لـ”تسهيل تقريب مواقف الطرفين”.

وذكر البيان، أن الجانبان أعربا عن نيتهما المشتركة في “مواصلة الحوار البناء والقائم على الاحترام المتبادل بين وزارتي الخارجية الروسية والأميركية”.

وقال لافروف في وقت سابق الأربعاء، إن روسيا تقترح عقد الجولة المقبلة من المحادثات المباشرة في إسطنبول في الثاني من يونيو المقبل بهدف تحقيق تسوية سلمية مستدامة.

وأشار إلى أنه وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إسطنبول، الأسبوع الماضي، سارع الجانب الروسي إلى إعداد “مذكرة تفاهم” تُحدد موقف موسكو من التغلب على الأسباب الجذرية للأزمة.

المذكرة الأوكرانية

من جهته، أعلنت وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، أن بلاده سلمت روسيا “مذكرة تفاهم” تحدد رؤيتهم للخطوات المقبلة باتجاه وقف إطلاق النار.

وقال عمروف على منصة “إكس”، إنه “في أعقاب الاجتماع الذي عُقد بتركيا في 16 مايو، كان العالم يتوقع من الجانب الروسي أن يُعد ويسلم لأوكرانيا وشركائها مذكرة توضح رؤيتهم للخطوات المؤدية إلى وقف إطلاق النار”.

وأعرب عن آسفه لمحاولة الجانب الروسي “تأخير هذا المسار، لكن الضغط أثمر”، مضيفاً: “لقد سلمتُ مذكرتنا إلى رئيس الوفد الروسي، والتي تعكس الموقف الأوكراني”.

وأشار إلى أن “أوكرانيا أكدت على استعدادها لوقف إطلاق نار شامل وغير مشروط، وعلى استمرارها في المسار الدبلوماسي”. 

وأردف: “نحن لسنا ضد عقد مزيد من الاجتماعات مع الروس، وننتظر مذكرة الطرف الروسي، حتى لا يكون الاجتماع شكلياً، بل يُقرّبنا فعلياً من إنهاء الحرب”.

نية بوتين

وجاءت هذه التصريحات بعدما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، عن تردده بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا قائلاً، إنه لا يريد أن تتعارض العقوبات مع التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وفي حديثه مع الصحافيين في المكتب البيضاوي، ذكر ترمب حول العقوبات: “إذا كنت أعتقد أنني على وشك التوصل إلى اتفاق، فأنا لا أريد إفساد الأمر بفعل ذلك”.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي ربما تعمد تأخير المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا، معرباً عن خيبة أمله بسبب القصف الروسي على أوكرانيا.

وتابع: “سنكتشف ما إذا كان يتلاعب بنا أم لا، وإذا كان يفعل ذلك، فسنرد بشكل مختلف قليلاً”.

وبضغط من الرئيس الأميركي لإنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، التقى مندوبون من البلدين المتحاربين في وقت سابق هذا الشهر في إسطنبول للمرة الأولى منذ مارس 2022، أي بعد شهر من إرسال روسيا قوات إلى جارتها.

وفشلت المحادثات التي أجريت في 16 مايو في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سعت إليه كييف وحلفاؤها الغربيون. وقالت موسكو إنه يجب توفر شروط محددة قبل تحقيق هذه الخطوة.

ذكر فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد روسيا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا على تطبيق تيليجرام، أنه اتصل بوزير الدفاع الأوكراني، وقدم له مقترحات بشأن موعد الاجتماع المقبل ومكانه.

وقال ميدينسكي: “اسمحوا لي أن أؤكد: نحن مستعدون على الفور لبدء مناقشة جوهرية وموضوعية لكل نقطة من نقاط اتفاق الحزمة بشأن وقف إطلاق النار المحتمل”، مضيفاً أنه يتوقع رداً من أوكرانيا.

وفي سياق منفصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه تم الاتفاق على أن تعد كل من روسيا وأوكرانيا رؤيتها “لسبل التسوية، ووقف إطلاق النار”، وأن تناقشا وتتبادلا الوثائق في الجولة المقبلة من المحادثات.

شاركها.