لافروف: روسيا ستواصل استهداف مواقع يستخدمها الجيش الأوكراني

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد، إن موسكو ستواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني.
وأضاف لافروف في مقابلة مع برنامج “واجه الأمة” سجلتها شبكة CBS، الخميس، “ستواصل روسيا استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني وبعض المرتزقة من دول أجنبية والمدربون الذين أرسلهم الأوروبيون رسمياً للمساعدة في استهداف المواقع المدنية الروسية”.
ورداً على سؤال بشأن استهداف مبنى سكني في كييف الأسبوع الماضي، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 12 شخصاً، أكد أن الهدف لم يكن “مدنياً بالكامل”.
ودفعت الضربة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى توجيه توبيخ نادر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، على وسائل التواصل الاجتماعي إذ قال: “فلاديمير، توقف”، معتبراً أن الضربات الروسية “غير ضرورية وتوقيتها سيئ للغاية”.
وقال لافروف في المقابلة: “نحن نستهدف فقط الأهداف العسكرية أو المواقع المدنية التي يستخدمها الجيش الأوكراني. لقد عبّر الرئيس بوتين عن ذلك مراراً وتكراراً، الأمر لا يختلف هذه المرة أيضاً. نحن لا نستهدف المواقع المدنية عمداً، على عكس نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي”.
واعتبر أنه “إذا كان (موقع الضربة) هدفاً يستخدمه الجيش الأوكراني، فمن حق وزير الدفاع الروسي والقادة الميدانيين مهاجمته”.
وفي بيان عبر “تليجرام”، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الذي قابل ترمب في روما السبت، قبل جنازة البابا فرنسيس، أن قائد الجيش أبلغه أن روسيا شنّت بالفعل ما يقرب من 70 هجمة الأحد. وقال إن الوضع يظل صعباً.
وأضاف زيلنسكي: “الوضع في الخطوط الأمامية والنشاط الحقيقي للجيش الروسي يُثبت أن الضغوط العالمية الحالية غير كافية على روسيا لإنهاء هذه الحرب”.
“روسيا لن تتخلى عن القرم”
وحمّل وزير الخارجية الروسي كييف مسؤلية عدم التوصل إلى اتفاق لوقف النار، مشيراً إلى أن “بوتين أيّد فوراً اقتراح ترمب قبل بضعة أسابيع بفرض وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، شريطة عدم تكرار أخطاء السنوات العشر الماضية، عندما وُقّعت اتفاقيات، ثم انتهكتها أوكرانيا بدعم وتشجيع من إدارة (الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والدول الأوروبية.
وأضاف: “كان هذا مصير اتفاق فبراير 2014، ثم حدث الأمر ذاته مع اتفاقيات مينسك، وكذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه بناءً على المقترحات الأوكرانية في إسطنبول خلال أبريل 2022. لذلك قال بوتين: نعم، لوقف إطلاق النار، لكننا نريد ضمانات بعدم استغلاله مرة أخرى لتعزيز الجيش الأوكراني وإمداده بالأسلحة”.
واعتبر لافروف أن الاتحاد الأوروبي “لا يدعم سوى الاتفاقات التي كما يقول تجعل أوكرانيا أقوى وتحقق لها الانتصار، وهذا يتناقض مع ما نفهمه من صيغة الرئيس الأميركي لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وقال إن روسيا تواصل اتصالاتها مع الجانب الأميركي بشأن الوضع في أوكرانيا، لافتاً إلى أن “هناك العديد من الدلائل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. أولاً، لأن الرئيس ترمب هو على الأرجح الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي أدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لهذا الوضع، عندما قال إن ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو كان خطأً فادحاً، وكان هذا خطأً من إدارة بايدن، وهو يريد تصحيحه”.
وتابع: “أعتقد أن الإدارة الأميركية أصبحت الآن أكثر فهماً للموقف الروسي والأسباب الجذرية لهذا الصراع. فإلى جانب الناتو وخلق تهديدات عسكرية مباشرة على حدود روسيا، هناك قضية حقوق الأقليات القومية في أوكرانيا، حيث كل ما يتعلق بروسيا من إعلام وتعليم وثقافة محظور بموجب القانون الأوكراني. وللخروج من هذه الأزمة، لا يمكن تجاهل حقوق الإنسان”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن موسكو جادة في التوصل إلى اتفاق وتدرس وتُقدّم المقترحات، لكنه أكد أن “هذه عملية لا يُفترض أن تُعلن إلا بعد انتهائها”.
وفي شأن آخر، أشار لافروف إلى أن موسكو لم تتلق أبداً عرضاً للمساعدة في تشغيل المحطة النووية في زابوروجيا الأوكرانية، مشيراً إلى أن المحطة في أيدٍ أمينة، وتُدار من قِبل شركة روساتوم الحكومية الروسية. وهي تخضع لمراقبة موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتواجدين بشكل دائم في الموقع”، معتبراً أنه “لولا المحاولات الأوكرانية المتكررة لمهاجمة المحطة والتسبب في كارثة نووية لأوروبا وأوكرانيا أيضاً، لكان تطبيق متطلبات السلامة كاملاً”.
ورداً على سؤال CBS عمّا إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض بشأن مستقبل شبه جزيرة القرم التي تُسيطر عليها منذ عام 2014، قال لافروف: “روسيا لا تتفاوض على أراضيها”.
وتابع أن روسيا ستكون على استعداد لتخزين المواد النووية المخصبة الإيرانية إذا اعتقد كل من الولايات المتحدة وطهران أن ذلك سيكون مفيداً.