قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأربعاء، إن موسكو مستعدة لمناقشة الجوانب السياسية للتسوية مع أوكرانيا، مشدداً على أن الضمانات الأمنية يجب أن تقدم على أساس متساو بمشاركة روسيا، ودول مثل الصين وأميركا وبريطانيا وفرنسا، وذلك، فيما تبحث الولايات المتحدة وأوروبا تقديم ضمانات أمنية لكييف.

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو أن “روسيا مستعدة لإجراء محادثات بأي شكل من الأشكال، ولرفع مستوى الوفود في المفاوضات”، في حين أعاد التأكيد على إصرار موسكو على أن أي اجتماع بين الزعيمين الروسي والأوكراني يجب أن يكون تتويجاً لهذه المفاوضات. 

وتابع: “نشهد إدراكاً متزايداً من شركائنا في الولايات المتحدة لضرورة القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وعدم محاولة دعم من يرفعون شعاراتٍ جميلةً عن وقف إطلاق نار فوري، وفي الوقت نفسه يقولون إن وقف إطلاق النار لن يعني الاستمرار في إمداد أوكرانيا بالأسلحة”، بحسب ما أوردته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وقال لافروف إن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يدرك أن مناقشة ضمان الأمن لأوكرانيا، بشكل جدي من دون روسيا “هو طريق إلى لا شيء”.

وأكد لافروف أن موسكو “لا تستطيع الموافقة على حل قضايا الأمن الجماعي بدونها، لكنها توافق على أن تقدم روسيا نفسها ضمانات أمنية لأوكرانيا”.

وقال: “لا يمكننا الموافقة على اقتراح حل قضايا الأمن الجماعي بدون الاتحاد الروسي. هذا لن ينجح. لقد أوضحنا مراراً أن روسيا لا تبالغ في تقدير مصالحها، لكننا سنضمن مصالحنا المشروعة بكل حزم وثبات”.

وقال لافروف: “لا يمكننا الموافقة على اقتراح حل مسائل الأمن، والأمن الجماعي، دون مشاركة روسيا. هذا لن يُجدي نفعاً”.

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة، “على عكس الاتحاد الأوروبي، تشارك في جهود دبلوماسية تركز على الملف الأوكراني، وتبحث عن سبل لحل الأزمة تضمن عدم تجدد الصراع”.

وعلق لافروف على احتمالات عقد اجتماع ثلاثي بشأن أوكرانيا، وقال إن روسيا مستعدة للعمل بأي شكل من الأشكال، وأضاف: “أكد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً استعدادنا للعمل بأي شكل من الأشكال، بشرط أن يكون العمل نزيهاً ولن يقتصر على محاولات، كما يفعل قادة الدول الأوروبية الرائدة في المقام الأول، لتهيئة الظروف لجر الولايات المتحدة مجدداً إلى حملتها العدوانية الشرسة للحفاظ على أوكرانيا وتعزيز دورها كأداة لاحتواء روسيا”، على حد وصفه.

شكل الضمانات الأمنية

ذكرت وكالة “بلومبرغ”، الأربعاء، أن حزمة الضمانات الأمنية لأوكرانيا ستتشكل هذا الأسبوع، مع سعي قادة الاتحاد الأوروبي إلى استثمار دعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخطة تتضمن إرسال قوات أوروبية ضمن اتفاق سلام محتمل.

وبعد أن أسفرت قمة في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، عن التزام أميركي أوضح بالضمانات، يسعى قادة أوروبيون إلى استثمار عرض ترمب لوضع كييف في موقع أقوى قبيل لقاء محتمل بين بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

واجتمع مسؤولون أوروبيون، الثلاثاء، لبحث خطة تقضي بإرسال قوات بريطانية وفرنسية إلى أوكرانيا ضمن اتفاق سلام، بما يشمل حجم وانتشار القوات العسكرية، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

وقالت المصادر، التي طلبت من الوكالة عدم كشف هويتها، إن نحو 10 دول ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى الدولة المنهكة بالحرب. لكن الشكل الذي سيكون عليه أي دعم أميركي لم يتضح بعد.

وفي تصريح لشبكة Fox News، قال ترمب: “عندما يتعلق الأمر بالأمن، هم مستعدون لنشر قوات على الأرض. نحن مستعدون لمساعدتهم بأمور عدة، خصوصاً، وربما يمكن الحديث هنا عن الدعم الجوي، لأنه لا أحد يملك القدرات التي نملكها، فهم فعلياً لا يملكون مثلها. لكني لا أعتقد أن ذلك سيكون مشكلة”.

شاركها.